كشفت مجلة دير شبيجل الألمانية أن دوائر أمنية واستخباراتية حذرت الاتحاد الأوروبي من احتمالية انتقال عناصر إرهابية وخطرة إلى القارة العجوز، إذا ما نفذت ليبيا خطتها الرامية إلى إغلاق بعض مخيمات احتجاز اللاجئين المثيرة للجدل المتواجدة على أراضيها. وكانت المفوضية الأوروبية قد طالبت مرارًا بإغلاق معسكرات الاعتقال في ليبيا، وقال متحدث باسمها للمجلة الألمانية، سيكون ذلك نجاحًا عند النظر إلى صور ضحايا التعذيب، ولكن استدرك محذرًا: لكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لا أحد لديه خطة ملموسة لمستقبل المهاجرين واللاجئين، وخاصة أن بعض الخطرين والمحسوبين على التنظيمات الإرهابية ربما يكونوا قد اندسوا بينهم، الأمر الذي قد يعرض منطقة شمال وجنوب البحر المتوسط لمخاطر انفجار موجة جديدة للإرهاب. ويتعرض اللاجئون والمهاجرون للتعذيب والابتزاز في معسكرات الاعتقال الليبية ويُجبرون على الخدمة في الحرب، حسب شبيجل، ومنذ عدة أشهر، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراح السجناء وإغلاق جميع المعسكرات. وفي بداية الشهر الجاري، أعلن وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا، فتحي باشاغا، التحضير للإفراج عن الأشخاص المحتجزين في مخيمات مصراتة وتاجوراء والخمس، وإغلاق جميع المعسكرات هناك. ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن المخيم سيئ السمعة في الخمس قد تم تطهيره وإغلاقه بالفعل. ولم تؤكد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة أطباء بلا حدود إغلاق معسكرات الاعتقال في مصراتة وتاجوراء حتى الآن، وفقًا لمعلوماتهما، لا يزال المهاجرون محتجزين في المخيمات. وتخضع المخيمات لسيطرة الميليشيات، ولكل منها مصالحها الخاصة، وغالبًا ما يقرر زعماء تلك الميليشيات من يُسمح له بالمغادرة ومن يبقى، وليس الحكومة الليبية. وتسقط القنابل مرارًا وتكرارًا بالقرب من المخيمات في تاجوراء ومصراتة، وفي الثاني من يوليو الماضي قتلت غارة جوية 53 سجينًا بتاجوراء. ومن الناحية النظرية، يمكن لأعضاء لجان الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الوصول إلى 19 مخيماً غرب ليبيا، والتي تضم حوالي 5000 مهاجر ولاجئ، لكن الميليشيات هي التي تقرر كيفية إيصال الأغذية والأدوية إلى هناك، الأمر الذي يخضع لحسابات معقدة. وتقطع تقارير حقوقية غربية بأن معسكرات اللاجئين في ليبيا تعاني من ظروف غير إنسانية، بينما يمارس فيها أعمال السخرة والعنف والتعذيب والاغتصاب والابتزاز. ووفقًا لفيليبو جراندي، رئيس المفوضية العليا للاجئين، فإن الظروف «أسوأ من أي وقت مضى»، وتحديدًا منذ بداية القتال الحالي على طرابلس.
مشاركة :