"بياض الثلج" تستعين بالإنترنت في عرض دمشقي

  • 8/26/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عاش الأخوان غريم، وهما أديبان ألمانيان الأول اسمه يعقوب (1785 ـ 1863) والثاني فيلهلم (1786 ـ 1859)، في العصر الرومانسي الأوروبي وتأثرا به. فالكاتبان الشقيقان، عاشا في جو من حب الرواية والقصص الشعبية والأساطير بحكم التربية الشخصية لهما وتعرفهما عليها من خلال حكايا الجدات بعد أن فقدا والدهما مبكرا. وقد ترجم الكاتبان هذا الاهتمام بأن قررا جمع تراث المنطقة الأوروبية خاصة في ألمانيا والمنطقة الإسكندنافية، في مجموعة قصصية واحدة تضم المئات من القصص. وقد صدرت الطبعة الأولى من هذه المجموعة عام 1812 ولاقت صدى كبيرا، كونها حوت مجموعة من القصص التي صارت أشهر قصص الأساطير والخرافات في أوروبا ولاحقا العالم. في هذه المجموعة ظهرت قصص: “بياض الثلج” و“سندريلا” و“ذات الرداء الأحمر” و“الرجل الضفدع”، وغيرها. وترجمت المجموعة إلى أكثر من مئة لغة عالمية، كما شكلت منجما لصناع الفنون في المسرح والموسيقى والسينما، الذين نهلوا منها العشرات من التجارب الفنية؛ كان من أهمها الفيلم الذي قدمته الشركة العالمية للإنتاج السينمائي والت ديزني في عام 1937، حيث أنتجت فيلم “سنو وايت والأقزام السبعة” من إخراج ديفيد هاند، وحقق الفيلم نجاحا عالميا كبيرا وما زال يعرض على شاشات التلفزيون في الأعياد ومناسبات الأطفال، كذلك حقق جائزة شرفية في الأوسكار ورشح لأفضل عمل موسيقي في حينه. عربيا، تعامل المبدعون مع تلك القصة بالكثير من الاهتمام، حيث ظهرت في العديد من التجارب المسرحية والفنية عموما. أحدث هذه التجارب، كانت في دمشق مؤخرا، عبر إنتاج مسرحي جديد لمديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة، التي قدمت هذه القصة في عرض حمل عنوان “فلة والأقزام السبعة”، وقد تناول العرض القصة المعروفة العالمية مع بعض التعديلات التي تخص لغة العصر ومنهجيته الحالية. فظهرت في العرض فلة الأميرة الجميلة التي كابدت الكثير من المشاق والمتاعب وهي تبحث عن مخرج لها من شر زوجة أبيها الملكة التي تغار منها كونها أجمل منها، كما كانت تقول لها مرآتها السحرية. كذلك تتعرف على الأقزام السبعة الذين كانوا يعملون في منجم قريب من الغابة، وعاشت معهم سنوات من حياتها بمحبة ووئام، إلى أن عرفت الملكة الشريرة أنها لم تمت فعادت لتسلط عليها جام شرها محاولة قتلها بأي وسيلة. ولكن مساعدة الأقزام لها، وكذلك بعض من يحبها، تخلصها من شر الملكة، وتصل بهؤلاء جميعا إلى الحل، فيحررون فلة من الخطر وتعيش مع من تحب بخير وسلام. في سياق الحكاية المعروفة، قدم العرض ذات الأحداث والرؤى العامة التي قدمتها الحكاية المعروفة، ولكنه مع ذلك أوجد العديد من التغيرات. فالمرآة في هذا العرض تتحدث وتظهر على شكل امرأة، وهي تحاور الملكة الشريرة متجسدة بشكل امرأة، كذلك فإن الحل الذي يصل إليه الجميع في مقاومة شر الملكة الشريرة يأتي من خلال الإنترنيت في إشارة واضحة إلى العصر الحديث الذي يعيش فيه أبطال الحكاية المفترضة. وقدم العرض أيضا أجواء راقصة، بمساهمة فرقة متخصصة محترفة. أضفت من خلال حيوية الحركات والرقصات التي قدمتها جوا من البهجة على العرض، وإن كانت بعض الرقصات غير موظفة تماما في فكرة الحدث فبدت تزيينية وخارجة عن سياق الفكرة. يقول مخرج العرض محمد دباغ عن وجود بعض التعديلات في تفاصيل القصة المعروفة “لم نشأ أن نقدم العرض بنفس القصة العالمية المعروفة، كون الطفل الذي نتوجه إليه في هذه المسرحية يعرف القصة الأصلية من خلال العشرات من المتابعات التلفزيونية لها، وهو ربما ما يحفظها، لذلك كان لا بد من تقديم شيء جديد له. لكي يمكننا طرح رؤى معاصرة وحياتية وحارة، وهذا ما كان من خلال إيجادنا لبعض التعديلات والإضافات”. ويضيف دباغ “عصرنا يحوطه النت في كل تفاصيله، والأطفال يعلمون معنى هذا المخترع الذي يدخل في تفاصيل حياتهم، لذلك وجدنا أن إدخاله كمنبر للوصول إلى الحلول، هو مشاركة حية في الحياة المعاصرة بأحد أهم تجلياتها. الطفل إنسان ذكي وواع ويستطيع أن يميز تماما بين الصحيح والخطأ، والتعامل معه دقيق وصعب لذلك حرصنا على أن نقدم ما هو معروف وراسخ ضمن إطار حداثوي وضروري بشكل نحدث فيه صيغة من التكامل الخلاق من الناحية المعرفية والإبداعية”. ونذكر أن مسرحية “فلة والأقزام السبعة” من إنتاج المديرية العامة للمسارح والموسيقى السورية بالاشتراك مع مسرح الطفل والعرائس، وهي من تأليف ذكي ماردنلي وإخراج محمد دباغ. وشارك في تمثيل العمل كل من راميا زيتوني وروجينا رحمون وريم مقدسي وفرقة ميرال للمسرح الراقص.

مشاركة :