أكد المحلل السياسي يحيى التليدي أن العلاقة القوية والإستراتيجية بين السعودية والإمارات تستند إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف المشتركة، وتمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن القومي العربي، ومنظومة الأمن والاستقرار في المنطقة وقوية وراسخة الجذور وعصيّة على أن يفهمها الطارئون على المنطقة. وقال "التليدي" لـ"سبق": "عندما أعلنت السعودية في السادس والعشرين من مارس 2015 انطلاق عاصفة الحزم في اليمن لدعم الشرعية اليمنية، بعد الانقلاب الحوثي عليها واحتلال معظم الأراضي اليمنية بقوة السلاح، كانت دولة الإمارات أولى الدول المشاركة في التحالف العربي، وكانت الدولة الثانية بعد المملكة في القوة العسكرية المشاركة في هذا التحالف، وأسهمت قواتها إسهاماً كبيراً وبارزاً في تحول ميزان القوى على الأرض". وأضاف: "انطلاقاً من تلك الثوابت، قدمت دولة الإمارات، منذ مشاركتها في التحالف العربي، عدداً من الشهداء البواسل الذين استشهدوا دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم، مقدمين أرواحهم لإعلاء الحق خلف قيادتهم صفاً واحداً، لتثبت أن هذه الدولة العربية المعطاء لم ولن تبخل أبداً في تقديم جسام التضحيات وتكون ناصراً ومعيناً لأبناء الشعب اليمني، وأول المبادرين لنجدته". وتابع: "اليوم ومع أحداث جنوب اليمن الأخيرة، كانت هناك حملة مسعورة من إعلام الحمدين، والإعلام الآخر الموجه؛ للترويج بأن هناك خلافاً سعودياً إماراتياً حول اليمن، ولكن التحالف العربي قطع الطريق أمام تلك المحاولات البائسة وأعلن بأن ما يجري في عدن فوضى يجب أن تنتهي، وأن التحالف متمسك بدعم الشرعية اليمنية، وأما الموقف الذي ألجم أولئك الأقزام وفضح أهدافهم من وراء ما يبثون من أكاذيب وفبركات، فهو إعلان السعودية والإمارات بياناً مشتركاً مؤكداً بأن السعودية والإمارات في خندق واحد لمواجهة القوى التي تهدد أمن المنطقة، ومطالباً الأطراف اليمنية بتغليب لغة العقل والحوار". وأردف: "تستند العلاقة القوية والإستراتيجية بين السعودية والإمارات إلى أسس راسخة من الأخوة والرؤى والمواقف المشتركة، وتمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن القومي العربي، ومنظومة الأمن والاستقرار في المنطقة، ولأن السعودية والإمارات هما أكبر اقتصادين عربيين وهما القوتان الأحدث تسليحاً، وتتوافق رؤيتهما بشكل متطابق في كافة القضايا الإقليمية والدولية، فمن المؤكد أن ذلك يغيظ قوى الشر إيران وتركيا وقطر ومعهم جماعة الإخوان". وتابع: "لذلك فلن تتوقف مخططاتهم وتأويلاتهم ومؤامراتهم لدق إسفين بين السعودية والإمارات، ولكن ما يغيب عنهم أن التحالف السعودي الإماراتي تاريخي وثيق لا يضره الصياح والنباح، وقادر على مواجهة الملمات والتحديات بكل اقتدار مهما تكاثرت، أما الحاقدون الكارهون الذين همهم إضعاف هذا التحالف وتشويه صورته فلن تتوقف مخططاتهم، وسيظلون ينفخون في النار كلما رمدت".
مشاركة :