عيسى الحربي- سبق- الرياض: أوضح عدد من الخبراء أن قرار تسعير أكثر من 240 دواء من مستحضرات الفيتامينات والعناصر المعدنية، وإلزام الشركات المصنعة والمستوردة والصيدليات بها، أدى إلى انقطاع ونقص في أدوية الكالسيوم والحديد وغيرها، نظراً لكثرة الطلب على تلك الأدوية، وإيقاف التصدير من قِبل الشركات الأوروبية والأمريكية المصنعة لها بسبب خفض أسعارها من قِبل الجهات المسؤولة في السعودية. وذكروا أن الهيئة العامة للغذاء والدواء أصدرت خطاباً موجَّهاً إلى جميع الصيدليات في السعودية، يتضمن خفض أسعار بعض أدوية الكالسيوم والحديد كـاستيوكير وفيروجلوبين بنسبة تتراوح بين 55 و75 %. ولتسليط الضوء على أبعاد القرار المستقبلية لتوافر الأدوية من عدمه في الصيدليات العاملة في السوق السعودية، فقد أكد عدد من المختصين أن 80 % من الفيتامينات وأدوية الكالسيوم والحديد وغيرها الخاصة بالأطفال تُستورد من أوروبا وأمريكا عبر موردين سعوديين، وأدى ذلك إلى انسحابها من السوق، وتغطية السوق بالمتوافر لديها حالياً، وبعدها لن يتم توريد كميات جديدة؛ الأمر الذي أوجد أزمة في أدوية الفيتامينات في السوق التي يحتاج إليها الكثير من المرضى، وأصبح الأهالي في معاناة. الفيتامينات مُهمة ويؤكد أخصائي التغذية الدكتور عبدالله الزهراني أهمية تناول الفيتامينات لكل الأعمار، وخص بالذكر الأمهات والأطفال وكبار السن، مبيناً أن نقصها يسبب أضراراً فادحة. وأضاف: تتحقق أفضل طريقة للحصول على الكمية اللازمة من الفيتامينات بتناول طعام متوازن، وفي حالات كثيرة لا يستطيع الإنسان تناول كل ما يلزم من أنواع الفيتامينات في بعض الحالات المرضية. وتابع: الفيتامينات مهمة بالنسبة للمرأة في جميع مراحلها، وهي: بنت، حامل، مرضع وأم، وكذلك الأطفال منذ ولادتهم حتى اكتمال نموهم، وإذا لم يحصل على كفايته من الطعام فسيكون من الضروري الحصول على المكملات من فيتامينات على شكل حبوب. انقطاع الأصناف وانسحاب الموردين وذكر الصيدلي محمد إسحاق أن الفيتامينات تم تخفيض أسعارها بنسبة 50 إلى 60 %، ووصف ذلك بأنه أمر جيد، بل قرار مفرح للمشتري، لكنه في نهاية المطاف أدى إلى انقطاع معظم الأصناف، وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة انسحاب ما تبقى من الشركات المنتجة. وأضاف: لوحظ في الآونة الأخيرة عدم توافر العديد من أنواع الفيتامينات بسبب توقف الشركات المصنعة والموردين عن توريدها، ولا أعلم هل سيكون هناك بديل لها أم لا. أزمة فعلية وأوضح الصيدلي الدكتور أسعد الفران أن هناك أزمة فعلية في كمية الفيتامينات التي تغذَّى بها الصيدليات، وعزا عدم وضوح هذه الأزمة لوجود مخزون سابق، لا يزال متوافراً في المستودعات، لكنه بدأ بالنفاد؛ ولا بد من دق ناقوس الخطر؛ لأن بعض الشركات ستمتنع عن توريد أدويتها إلى السوق المحلي في ظل هذا الانخفاض. البديل وأكد أستاذ إدارة الأعمال والتسويق الدولي بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتور حبيب تركستاني، أن تأثر السعر يؤثر على الكمية التي تدخل السوق، موضحاً أن من سيمتنع عن جلب السلعة الفيتامينات هو المورد، وليست الشركة، وقال: الشركات أسعارها ثابتة، لكن المورد لا يجلب أي بضاعة إن لم تحقق له ربحاً مادياً معقولاً، وفي هذه الحالة سيبحث المورد عن البديل الأرخص الذي يحقق له هامش الربح السابق نفسه، ويستعيض به عن استيراده من الشركات الكبرى ذات السمعة الجيدة. واعتبر تحديد سعر البيع للبضاعة أمراً غير صحيح وغير صحي؛ فالمنافسة في السوق تكون باختلاف الأسعار وفقاً لجودة المنتج، كما أن في التحديد مخاطر، من أهمها امتناع المورد عن جلب البضائع. وأكد وجود طفرة في شراء فيتامينات الأطفال من دول الجوار، وبأسعار تفوق بكثير وتكاد تصل إلى ضعف أسعارها قبل أن تقوم الهيئة العامة للغذاء والدواء بتسعيرها؛ ما يشكل عبئاً مادياً إضافياً على كاهل المواطن. أزمة فيتامينات من جهتها، شكت أم عبدالله الشح الواضح في الفيتامينات المتعلقة بالأطفال؛ إذ إنها بدأت فعلياً بتدارك عدم وجود الفيتامينات، ولاسيما تلك التي يستخدمها ابنها عبدالله المصاب بالأنيميا، وذلك عن طريق شرائها من دول الجوار. وتساءلت عن دور الغذاء والدواء من هذه الأزمة، وطالبت الهيئة بسرعة التدخل في حل هذه المشكلة قبل أن تتحول إلى كارثة، يذهب ضحيتها ابنها عبدالله، وكل مَنْ هم بحاجة للفيتامينات.
مشاركة :