كبار السن بالباحة: واجهنا المخاطر في طريق الحج قديمًا

  • 10/19/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يستذكر عدد من كبار السن بمنطقة الباحة كيف كان طريق الحج قديما محفوفا بالمخاطر، وكان يمر بمسلسل من المخاوف والمخاطر، وقد أصبح اليوم مختلفا من حيث الأمن والراحة التي يمر بها الحج.. وفي بداية حديثهم قالوا»إن سلم الحاج من خطر الحيوانات المفترسة والكوارث الطبيعية، لم يسلم من قُطاع الطرق؛ فقد ينجووقد يهلك. المعاناة قديمًا ويقول العم خميس الزهراني (95 عاما) لقد كنا نعاني أشد المعاناة عندما نتجه للحج، حيث نغادر المنطقة مع بداية عيد الفطر وتستغرق الرحلة شهرين حتى نصل إلى مكة فلم يكن هناك أي مواصلات ولا مواقع للاستراحة، وإنما كنا على الجمال ومشيا على الأقدام، وهناك أناس كثير ماتوا في الطريق قبل أن يصلوا إلى المشاعر المقدسة بسبب مرض أولدغة ثعبان، وكان الجوع والعطش يلاحقنا وكذلك الخوف والمخاطر التي تواجهنا. نقص الماء والمؤن ويستطرد العم خميس بقوله»كنا نمشي جماعات من أجل أن نحمي بعضنا البعض، ومرة من الأسفار ونحن باتجاهنا نحومكة وقد عزمنا بالسفر لأداء مناسك الحج وبعد أن قطعنا مسافات طويلة وبين الطائف والباحة ونحن في قافلة كبيرة تقل الرجال والنساء ونهدف إلى ذلك من أجل الحماية وإعانة بعضنا البعض وقد واجهنا نقصا في المؤونة والماء واضطررنا البقاء في منطقة صحراوية لعدة أيام فقد وجدنا صعوبة في التقدم باتجاه الطائف أوالرجوع إلى منطقتنا، إلا أن الله هيأ لنا قافلة قريبة منا ولجأنا إليها لعلنا نجد من يسعفنا وينقذنا من الموت وكادت القافلة أن تهلك كاملة لولا لطف الله وعنايته وقررنا العودة إلى الباحة إلا أن أصحاب القافلة الأخرى والقادمة من بيشه نصحونا بالمضي قدما للحج وقدموا لنا المعونة. الأحوال اختلفت ويقول العم رجب الزهراني (90 عاما) لقد كنا نعاني في رحلة الحج قديما والآن ولله الحمد اختلفت الأحوال وأصبح الحجاج يفدون إلى مكة برا وبحرا وجوا بأمن وأمان وراحة واطمئنان وأصبح الحج رحلة ميسرة وسهلة. حراس القوافل ويقول سعيد الغامدي (البالغ 100 عام) «عندما كنا نغادر إلى المشاعر المقدسة من أجل أداء فريضة الحج كل أبناء القرى يعلمون بسفرنا ويمشون معنا حتى أطراف المنطقة، وكانت بعض القوافل لديها حراس يعملون لحراستها حتى تصل إلى مكة خوفا من النهب والسلب من قطاع الطرق، وخصوصا وأن الطريق محفوف بالمخاطر ويبقون في الانتظار لمدة خمسة شهور حتى يعود الحجاج فلم يكن هناك وسائل اتصال تخبرنا عن أحوالهم، وكانت قوافل الحجيج تعود محملة بالهدايا والبضائع من أسواق مكة المكرمة، مشيرا إلى أن قرب منطقة الباحة من مكة المكرمة شكل مردودًا اقتصاديًا وتجاريًا لها على مر العصور.

مشاركة :