أكدت السعودية أنها لن تسمح للحوثيين بالسيطرة على اليمن أو أن يساعدوا على تنفيذ مخططات لمصلحة قوى إقليمية تستهدف زعزعة استقرار المنطقة، مؤكدة أنها ستتصدى بقوة لأي محاولات من هذا النوع. وقال السفير عادل الجبير، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن، أمس، إن القوات السعودية ستواصل استخدام القوة لمنع المتمردين الحوثيين من إحراز أي تقدم في اليمن. وأضاف السفير عادل الجبير للصحافيين "حينما يتخذ الحوثيون أو حلفاؤههم خطوات عدائية سيكون هناك رد، وإن القرار بتهدئة الأمور يعتمد الآن بالكامل عليهم". وتابع أن القوات السعودية مستعدة لوقف أي تقدم للحوثيين إلى ميناء عدن. من جانبه، قال الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، إن التدخل العسكري السعودي في اليمن أظهر أن المملكة ستقف في مواجهة إيران وأن الدول العربية يمكنها حماية مصالحها بدون تدخل الولايات المتحدة. وأضاف الامير محمد بن نواف أيضا أن التحالف بقيادة السعودية الذي نفذ ضربات جوية على مدى أربعة أسابيع ضد الحوثيين في اليمن حقق أهدافه، ويمكن أن يصبح نموذجا للعمل العربي المشترك في المستقبل. وأعلن التحالف أمس الأول، انتهاء الحملة الجوية "عاصفة الحزم"، لكنه قال إنه سيواصل العمل وفقا لما يقتضيه الموقف ضد المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ويقاتلون للاستيلاء على ميناء عدن بجنوب البلاد. عادل الجبير السفير السعودي في واشنطن خلال المؤتمر الصحافي أمس. «رويترز» وقال الأمير محمد بن نواف لوكالة "رويترز" في مقابلة بالسفارة السعودية في لندن "يجب ألا يكون لإيران أي دور في الشؤون اليمنية، إنهم ليسوا جزءا من العالم العربي". وأضاف "لقد أثار تدخلهم الاضطراب والفوضى في منطقتنا وهذا الجزء من العالم، وقد رأينا الأحداث التي جرت بسبب سياساتهم الخبيثة." وتابع "ومن ثم كان التحالف وسياسة خارجية جديدة لنا جميعا. نريد عالما عربيا خاليا من أي تدخل خارجي... يمكننا أن نتعامل مع مشكلاتنا". وقال الأمير محمد إن الحملة العسكرية أنهت "مفهوم أننا غير قادرين .. وأننا لا نملك القدرة على اتخاذ مثل هذه القرارات الصعبة". وأضاف الأمير محمد "عقيدة أوباما واضحة جدا.. هذه صداقة تاريخية ستستمر لكن يجب أن نثبت وجودنا. ليس فقط السعودية بل الدول العربية. يجب أن يكون ذلك جماعيا". وتمكنت الضربات الجوية التي زادت على 2400 طلعة، والتي نفذتها طائرات سعودية وأخرى من دول التحالف، من منع الحوثيين من السيطرة على عدن، بعد أن ضربت مستودعات الأسلحة وعطلت خطوط الإمداد وأضعفت الحوثيين وحلفاءهم في المحافظات الجنوبية من البلاد. وتطالب قوات التحالف بعودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يدعو إلى انسحاب الحوثيين من عدن وصنعاء. وقال الأمير محمد إن الحملة دخلت الآن مرحلة جديدة، مضيفاً: "وهذا ليس وقفا لإطلاق النار وإنما عملية تنتقل من كونها حملة قصف استراتيجي إلى عملية ستدعم وتراقب وتعزز الاتفاق السياسي الجديد الذي يجري التفاوض عليه حاليا، استنادا إلى قرار الأمم المتحدة". ورحب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين بإعلان انتهاء الضربات الجوية، ودعا إلى استئناف الحوار السياسي لإخراج البلاد من الأزمة.
مشاركة :