غيّر تنظيم داعش الإرهابي استراتيجيته بعد هزيمته عسكريا وخسارته جميع مناطق سيطرته وإنهاء حلم دولة الخلافة المزعومة، ليتحول إلى مخابئ جديدة في العراق وسورية، إلى جانب الهروب إلى عدد من بلدان إفريقيا وآسيا. ورغم أن التنظيم فقد معظم قيادات الصف الأول والثاني وأعدادا كبيرة من أفراده، إلا أن هناك خلايا تتخفى في صحاري العراق وسورية، فيما يحتمي الهاربون إلى الهند وأفغانستان واليمن وجنوب آسيا، ودول إفريقيا في المدن والمواقع ذات الهشاشة الأمنية. ولكن يبرز تساؤل حتمي حول استراتيجية خلايا داعش النائمة بين سكان المدن أو تلك التي مازالت متماسكة في صحاري الشام أو غابات آسيا وإفريقيا، خصوصاً على ضوء تقرير وزارة الدفاع الأميركية عن وجود أعداد مهمة من مقاتلي التنظيم تناهز ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل في العراق وسورية فقط، من بينهم نحو 3000 مقاتل أجنبي. وذكرت تقارير أمنية غربية أن تنظيم داعش الإرهابي يتحرك بخفاء في المناطق الهشة أمنياً ومنها غرب وشمال غرب العراق، إلى جانب مواقع في أفغانستان، وعدد من دول إفريقيا مثل ليبيا ونيجريا ومالي وتشاد. وتتنوع هجمات داعش الإرهابي بين عمليات تشنها مجموعات أو أفراد من التنظيم في إفريقيا والهند وأفغانستان واليمن وجنوب آسيا، وأخرى في الداخل السوري ضد مواقع قوات سورية الديمقراطية «قسد»، فضلاً عن اغتيالات لعناصر أمنية هنا وهناك. حرب العصابات مع تصاعد هجمات داعش في العراق وليبيا وسيناء وأفغانستان في الآونة الأخيرة يلحظ مراقبون أن تنظيم داعش يعتمد حرب العصابات عبر مجموعات صغيرة، وهي استراتيجية تستهدف المناطق الهشة أمنياً بقصد استنزاف القوات الأمنية بخلاف الهجمات إبان الحرب المفتوحة في سورية والعراق. ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية تنفذها في الغالب مجموعات تسنت لها إعادة ترتيب صفوفها بعد خسارتها مناطق سيطرتها، واتجهت نحو توسيع نفوذها في مناطق بعيدة وضعيفة أمنياً في العراق مناطق جنوب غرب الموصل بموازاة الحدود السورية العراقية. الذئاب المنفردة ويعتمد التنظيم الإرهابي استراتيجية أخرى غالباً ما ينفذها أفراده العائدون أو الهاربون في الشتات من تسميهم الأوساط الأمنية بالذئاب المنفردة وهي تنتشر في المواقع ذات القوة الأمنية من خلال التسلل عبر النقاط السلمية، لتفجير مفخخات ويكثر ذلك في دول أوروبا وشمال إفريقيا. نساء داعش ويرى باحثون في شؤون الإرهاب أن نساء التنظيم العائدات من أرض الهزائم في سورية والعراق، ربما ينشطن في تجنيد أتباع جدد للتنظيم. استراتيجية جديدة لداعش - إعادة التموضع في المناطق الهشة أمنياً في المناطق والدول. - احتماء العناصر الهاربة في المدن ذات الهشاشة الأمنية. - اعتماد حرب العصابات عبر مجموعات صغيرة في المناطق القوية أمنياً. - تنفيذ تفجيرات ومفخخات عبر الذئاب المنفردة من العائدين أو الهاربين إلى الخارج. - تنشيط النساء العائدات إلى بلدانهن لتجنيد المزيد من الأتباع من الرجال والنساء.
مشاركة :