بدرية الشامسي: الدهشة معيار نجاح قصة الطفل

  • 8/27/2019
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

اتسعت فضاءات الحديث عن أدب الطفل، وأصبحت مفاهيمه لا تمر مرور الكرام على المختصين والمتابعين، دون إثارة أعمق الأسئلة حول التشكلات الفكرية، وإثراء المخيلة الحالمة. وهو ما أكدته الكاتبة الإماراتية في مجال الطفل بدرية الشامسي في حوارها مع «الاتحاد» قائلة بأن الدقة وبيان مستوى القيم المتضمنة في النص الإبداعي لحكايا الأطفال، تحملنا مسؤولية إدراك السبب الوجيه لاستخدام حرف دون آخر، معترفة بذكاء الطفل، والدهاء الساحر الذي يمتلكه أثناء تفكيكه للسيناريو المكتوب والمصور، ما يفتح فضاءات جديدة حول أبعاد نجاح قصص الأطفال. وأوضحت الكاتبة بدرية الشامسي، أن شعور الطفل بالدهشة طوال رحلة القصة، هو المعيار الأسمى لنجاحها، مبدية رغبتها الدائمة في أن لا يتوقع الطفل نهايات قصصها، بل تجعله مسترسلاً في طرح الأسئلة. بين الفعل الكلاسيكي التعليمي والمتخيل الإبداعي، في كتابة القصة للأطفال، تميل الكاتبة بدرية الشامسي إلى المنحى الأدبي، دون استثناء الوجه التعليمي للقصة، مبينة أن الطفل يحتاج إلى الوجهين في تجربته الحياتية، إلا أن الأدب بطبيعته يثري مخيلة الطفل، ويجعله أكثر يقيناً بأن ليس هناك حدود، وأن بإمكانه صناعة كل شيء في عالمه، وأن مهمة البحث عن الإجابات، مسيرة داخلية يستطيع إيجادها، إذا ما أصر على البحث. وذكرت الكاتبة بدرية أنها تحرص في قصصها على أن تعزز مكانة المكتبة، بجعل الشخصية الرئيسية تستمر بالرجوع إلى كتبها في البيت، وتعيد طرح الأسئلة هناك، بعد أن تمر بمغامرة خارجية لطيفة، فمثلاً في قصة «وجوه الحُب»، سعت الكاتبة بدرية الشامسي، إلى توضيح مكامن حب الآخر، المنطلق من حب الطفل لذاته، قائلة: «بشكل عفوي، وددت أن أقول للطفل، إنك تملك كل شيء في داخلك، وإن قلبك الصغير لديه القدرة على حب كل المخلوقات والكون، وإن عليه فقط اكتشاف هذه القدرة الوجودية العظيمة». والإيجاز في أدب الطفل، ينال اهتماماً عالمياً، في كيفية تبسيط الحيز الفكري والفلسفي، وإمكانية إيصاله وتفسيره للطفل، وقد اعتبرت بدرية الشامسي، أن هناك محاولات عديدة لوضع معايير ثابتة في أدب الطفل، سواء على مستوى عدد الكلمات وطبيعة طرح الفكرة، ولكن ما صعب المسألة هو أن لكل طفل قدرات مغايرة عن طفل آخر بنفس السن والتجربة والبيئة، فهناك أطفال لديهم قدرة على قراءة قصص مخصصة لمن هم أكبر منهم، ومنهم من لا يملك القدرة على قراءة كتب مخصصة لعمره، مضيفة أن الأمر يبقى لصالح عالم صناعة النشر في أدب الطفل، فالتباين يتيح دخول كُتّاب جدد في عالم الكتابة للطفل، والذي بدوره سيقدم خيارات أوسع للناشرين والمؤسسات التعليمية والمكتبات والموزعين. وتعتقد الكاتبة بدرية الشامسي، أن «بدرية» التي تكتب تختلف عن «بدرية» التي تقرأ، فهي تكتب بروح طفل، وتقرأ بفكر كبير ينتقد، لإعادة اكتشاف النص مجدداً. وحول طريقة إيصال القصة، سواء بالكتاب الورقي أو الوسيلة الإلكترونية، لفتت الكاتبة بدرية الشامسي، إلى أن كثرة وسائل إيصال السرد واختلاف أشكاله، يسهمان بشكل إيجابي، والتركيز يكمن على المحتوى الجيد، ما أثار سؤالاً نوعياً مفاده: هل يمكن أن نرى قناة يوتيوب مرئية لكُتّاب أدب الطفل في الإمارات، ينشرون من خلالها فيديوهات تفاعلية تتضمن قراءات لقصصهم؟ وهذه الفكرة اعتبرتها بدرية الشامسي مبادرة نوعية، يستثمرها الكثير من الكتّاب في العالم، ولكنها، محلياً، تحتاج إلى البحث في مسألة حقوق النشر والطباعة. لا حدود لأحلامكم تود الكاتبة بدرية الشامسي إنتاج سلسلة قصص للأطفال تستهدف فيها حل المشاكل النفسية للطفل، مبينة أن الطفل ضعيف بطبيعته، وعندما يتضاعف هذا الضعف من خلال أزمة ثقة بالنفس أو اكتئاب أو ضمور دماغي، فإن الموضوع يصبح أكثر حساسية بالنسبة لكاتب الطفل، معتبرة أن رسالتها عبر كتبها، عالمية في منحاها الإنساني، متمنية أن تترجم كتبها للغات أخرى، تقول للأطفال جميعهم أن «ليس هناك حدود لأحلامكم».

مشاركة :