تعهد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين الثلاثاء، بفعل كل ما يلزم لمنع انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بينما يسعى إلى تنسيق المواقف مع بقية الأحزاب المعارضة. وتتجه بريطانيا صوب أزمة دستورية في الداخل ومواجهة مع الاتحاد الأوروبي في ظل تعهد رئيس الوزراء بوريس جونسون بمغادرة التكتل خلال 66 يوما من دون اتفاق ما لم يوافق الاتحاد على معاودة التفاوض على اتفاق الانسحاب. وقال كوربين إن الانسحاب من دون اتفاق سيضع بريطانيا تحت رحمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والشركات الأميركية. وكتب كوربين في صحيفة إندبندنت “المعركة لوقف الخروج من دون اتفاق ليست صراعا بين من يريدون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ومن يريدون البقاء في عضويته”. وأردف “إنها معركة الأكثرية في مواجهة الأقلية التي تحاول الاستيلاء على نتيجة الاستفتاء للدفع بالمزيد من السلطة والثروة في اتجاه من يجلسون على القمة. ولهذا السبب سيفعل حزب العمال كل ما هو ضروري لمنع الانسحاب من دون اتفاق”. ويرى كوربين أن إجراء انتخابات عامة مبكرة سيكون أفضل وسيلة لتفادي بريكست دون اتفاق. إلا أنه يريد قبل ذلك أن يسقط الحكومة عبر التصويت على مذكرة حجب الثقة عنها بعد عودة البرلمان من العطلة في الثالث من سبتمبر وترؤس حكومة انتقالية يكون هدفها إرجاء موعد بريكست. وسيقوم حزب العمال بحملة لإجراء استفتاء جديد حول الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي يطرح فيه إمكانية إبقاء المملكة المتحدة عضوا في التكتل. وترفض هذا السيناريو زعيمة الليبراليين الديمقراطيين جو سوينسون التي تشارك في الاجتماع إلى جانب النواب إيان بلاكفورد (الحزب الوطني الاسكتلندي) وليز سافي-روبرتس (الحزب الوطني في ويلز) والنائبة المحافظة السابقة آنا سوبري (مستقلة). وتعتبر سوينسون أن مشروع كوربين محكوم عليه بالفشل لأنه ليس الشخص القادر على تشكل أكثرية في مجلس العموم حتى ولو كانت مؤقتة. ولم يلب أي من المحافظين الموالين لأوروبا الدعوة إلى الاجتماع إذ إنهم لا يرغبون في وصول حزب العمال إلى الحكم. وبريطانيا ماضية على مسار الانسحاب من دون اتفاق يوم 31 أكتوبر ما لم يتمكن البرلمان من منع ذلك أو تم إبرام اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي. وسبق أن رفض البرلمان البريطاني ثلاث مرات اتفاق الانسحاب الذي أبرمته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي عمق الأزمة المستمرة منذ ثلاث سنوات والتي تهدد وضع بريطانيا كأحد أهم المراكز المالية في العالم ووجهة مستقرة للمستثمرين الأجانب. وأجرى جونسون محادثات الأسبوع الماضي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بشأن مطلبه بتغيير الاتفاق المطروح لإزالة الترتيب الخاص بالحدود الأيرلندية، وهو بند يلزم بريطانيا باتباع قواعد الاتحاد الأوروبي التجارية إلى حين إيجاد طريقة أفضل لتجنب فرض قيود حدودية صارمة عبر جزيرة أيرلندا. وقال الاثنين إنه مستعد لمواصلة المحادثات مع الاتحاد الأوروبي حتى اللحظة الأخيرة. وذكر مسؤول بريطاني أن ديفيد فروست مستشار جونسون لشؤون الانسحاب سيتوجه إلى بروكسل الأربعاء لإجراء مباحثات غير رسمية. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي إن جونسون لم يرتكب أخطاء جسيمة خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع بفرنسا في مطلع الأسبوع، وهي أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه الشهر الماضي. وقال الدبلوماسي “الشيطان يكمن في التفاصيل. إذا استطعنا التوصل إلى شيء مماثل ولم يكن اسمه الترتيب الخاص بالحدود الأيرلندية فسنكون قد حققنا نجاحا. كل هذا قد يعني أن جونسون سيثبت أنه في نهاية المطاف خبير استراتيجي مخضرم وليس شخصا يجني على نفسه بأفعاله”.
مشاركة :