اشتباكات دامية بين فصائل معارضة وقوات النظام في إدلب

  • 8/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استعادت فصائل من المعارضة السورية السيطرة على مناطق في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد معارك مع القوات الحكومية السورية. وقال الناطق باسم جيش العزة التابع للجيش السوري الحر، مصطفى معراتي، إن "فصائل المعارضة انتزعت السيطرة على عشر مناطق في ريف إدلب الجنوبي بعد هجوم شنته فجر الثلاثاء وسط فرار عناصر القوات الحكومية والروسية الخاصة"، لافتا إلى أن "فصائل المعارضة دفعت مئات المقاتلين على خطوط الجبهات مع القوات الحكومية في ريف إدلب". وأكد معراتي "سقوط عشرات القتلى والجرحى من القوات السورية والروسية في استهدافهم بسيارتين مفخختين على محور السلومية وأبو دالي، فضلا عن خسائر أخرى مادية". وأقر مصدر مقرب من القوات الحكومية السورية بهجوم فصائل المعارضة واستعادتهم لمناطق في ريف إدلب. وقال المصدر إن "وحدات من الجيش تصدت لهجوم واسع شنته المجموعات المسلحة على تل مرق وشم الهوى والسلومية ودمرت عربتين مفخختين قبل وصولهما إلى مواقع الجيش". وذكر المتحدث باسم قاعدة حميميم الروسية في سورية أليكسندر إيفانوف عبر موقع تلجرام أن "القوات الجوية الروسية تشارك في صد هجوم الإرهابيين على مواقع القوات الحكومية في محور أبو دالي بريف إدلب الجنوبي الشرقي". وقتل 51 عنصرا من قوات النظام والفصائل الجهادية والمعارضة الثلاثاء جراء اشتباكات بين الطرفين في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبعد ثلاثة أشهر من القصف الكثيف منذ نهاية أبريل على مناطق عدة في إدلب ومحيطها، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي هجوماً تمكنت بموجبه من السيطرة على مدينة خان شيخون الإستراتيجة وبلدات عدة في ريف حماة الشمالي المجاور. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن "اشتباكات عنيفة تدور شرق مدينة خان شيخون اندلعت فجراً إثر شن فصائل جهادية ومعارضة هجوماً على مواقع لقوات النظام". ويقود الهجوم، وفق عبد الرحمن، فصيلا حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة وأنصار الدين الجهادي المتشدد، بينما تتصدى قوات النظام للهجوم بإسناد جوي من قواتها وطائرات روسية. وأوقعت المعارك المستمرة بين الطرفين 23 عنصراً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها، مقابل 20 من الفصائل، 13 منهم من المقاتلين الجهاديين، وفق المرصد. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومجموعات متشددة موالية لها على مناطق في إدلب ومحيطها. كما تنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً. على جبهة أخرى، أحصى المرصد مقتل ثمانية من مقاتلي الفصائل والجهاديين في ريف إدلب الشرقي، إثر محاولتهم التسلل إلى مواقع لقوات النظام قريبة من مطار أبو الضهور العسكري. وتسيطر قوات النظام على عشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي منذ نهاية العام 2017. ومحافظة إدلب مشمولة بإتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه. وتمكنت قوات النظام خلال تقدمها في الأسبوع الأخير من تطويق نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك، هي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها بموجب اتفاق مع روسيا. ومن المتوقع أن يحضر ملف إدلب خلال اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الثلاثاء. ويسبق هذا اللقاء الثنائي قمة رئاسية تستضيفها أنقرة في 16 سبتمبر وتضم إلى إردوغان وبوتين الرئيس الإيراني حسن روحاني لبحث الوضع في سوريا، في قمة هي الخامسة من نوعها بين الرؤساء الثلاثة. ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح، بينما قتل أكثر من 920 مدنياً، وفق المرصد. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

مشاركة :