اشتدت حدة الاقتتال في محافظة إدلب، بين فصائل معارضة للنظام السوري الليلة قبل الماضية، وتوسع ليصل إلى أحد المعابر الحدودية. وأسفرت المعارك الجارية بين عناصر في هيئة تحرير الشام، التي تضم فصائل عدة أبرزها جبهة فتح الشام ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وحركة أحرار الشام عن مقتل 65 شخصاً على الأقل بينهم 15 مدنياً. واتسعت رقعة الاشتباكات لتشمل مناطق عدة من إدلب، بما في ذلك داخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الذي كان يخضع لسيطرة حركة أحرار الشام الكاملة. وسبق للجانبين أن تحالفا بشكل وثيق وشكلا نواة «جيش الفتح» الذي سيطر على معظم إدلب في عام 2015. إلا أن حدة التوتر ارتفعت بين الفصيلين منذ مدة واندلعت الاشتباكات الأخيرة إثر خلاف حاد واستفزازات متبادلة مردها إلى رغبة كل طرف برفع رايته في مدينة إدلب، مركز المحافظة. 08 ويغلب على هيئة تحرير الشام عناصر جبهة فتح الشام التي غيرت اسمها بعد أن كانت تدعى جبهة النصرة، وتمثل ذراع تنظيم القاعدة في سوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن المعارك دارت داخل المعبر الذي تحول إلى ساحة معركة وأصبحت هيئة تحرير الشام تسيطر على جزء منه وحركة أحرار الشام على الجزء الآخر. وأسفرت المعارك منذ الثلاثاء الماضي بحسب المرصد، عن مقتل 65 شخصاً بينهم 15 مدنياً، منهم أربعة أطفال. على صعيد آخر، قتل 8 عناصر من ميليشيات حزب الله وجرح آخرون مع بدء المعركة التي يخوضها، مدعوماً من الجيش السوري للسيطرة على جرود عرسال والقلمون. فيما أعلن الجيش اللبناني أنه استهدف جماعات مسلحة حاولت التسلل إلى عرسال. ومنذ الليلة قبل الماضية، تستهدف ميليشيات حزب الله والقوات السورية مسلحي جبهة النصرة في تلال عرسال بالأراضي اللبنانية، فيما تقصف أيضاً القلمون بالجانب السوري. وأفادت مصادر أن 8 من ميليشيات حزب الله قتلوا خلال الاشتباكات، فيما قتل لاجئ سوري في مخيم قريب من حواجز الجيش اللبناني. من جهة أخرى، استهدفت المعارضة السورية المسلحة تجمعاً لميليشيات حزب الله بصواريخ حرارية موجهة في جرود فليطة بالقلمون الغربي، مما أدى لتدمير الموقع ومقتل المسلحين المتواجدين فيه. وفي سياق متصل، تمكنت المعارضة من إسقاط طائرتي استطلاع تابعتين لميليشيات حزب الله في جرود القلمون الغربي. وتترقب قوات من الجيش اللبناني الوضع، متأهبة لحدوث أي تطور في المعارك، وفي حالة جاهزية استثنائية، حسبما قالت مصادر عسكرية. طوق ويفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا بين عرسال وتلالها، لمنع تسلل أي من المسلحين إلى البلدة التي يسكنها أكثر من 100 ألف مدني، بينهم لاجئون سوريون. وأكد مصدر عسكري أن الجيش اللبناني استهدف بالفعل مجموعة من المسلحين حاولت الفرار باتجاه بلدة عرسال، قادمة من وادي الزعرور في تلال البلدة. وأفاد الصليب الأحمر اللبناني، أنه في حال استنفار، مشيراً إلى أنه وضع خطة احترازية في حال حصول أي طارئ في معارك جرود عرسال، نافياً وقوع إصابات حتى الآن في بلدة عرسال. ودعا الجيش اللبناني المنظمات الدولية الإنسانية والصليب الأحمر، لمواكبة عمليات دخول النازحين الراغبين في الخروج من المخيمات القريبة من تجمعات المسلحين. وقال قائد في التحالف العسكري الذي يقاتل دعماً للرئيس السوري بشار الأسد، إن جماعة حزب الله وقوات الجيش السوري شرعت أمس في عملية لطرد المسلحين من آخر معاقلهم عند الحدود اللبنانية السورية. وأضاف أن العملية تستهدف مسلحين تابعين لجبهة فتح الشام، التي كانت تعرف بجبهة النصرة، في المنطقة الجبلية القاحلة عند مشارف بلدة عرسال اللبنانية والتي تعرف بجرود عرسال والمناطق القريبة من بلدة فليطة السورية. هروب وقالت الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ليزا أبو خالد، إن عدداً قليلاً من السكان هربوا إلى بلدة عرسال. وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن الهجوم البري لميليشيات حزب الله بدأ من مرتفعات سلسلة الجبال الشرقية باتجاه مواقع جبهة النصرة بعد قصف مدفعي مركز وغاراتٍ جويةٍ لطيران النظام السوري. وشنت طائرات النظام 15 غارة على مواقعِ النصرة في جرود عرسال. وسيطرت ميليشيات حزب الله على بعض النقاط في جرود عرسال اللبنانية مدعومةً بغطاء جوي من النظام، فيما لم تحدد ميليشيات حزب الله فترةً زمنيةً لانتهاء المعارك، مشيرةً إلى أن العملية العسكرية ستسير وفق خطة موضوعة.
مشاركة :