< بعد ثلاثية الذهاب، كاد أن يفسد فريق بورتو البرتغالي علاقة الداهية الإسباني بيب غوارديولا بجماهير فريقه بايرن ميونيخ الألماني، خصوصاً بعد أن كان الزعيم «البافاري» على مشارف مغادرة دوري الأبطال الأوروبي، قبل أن يعود بايرن إياباً ويكتسح خصمه بستة أهداف في مقابل هدف، لتعود علاقة غوارديولا بأنصاره مثل ذي قبل، وربما أفضل. وتعالت أصوات داخل الأزقة الحمراء، تنادي بعدم استمرار الإسباني في المقاطعة الألمانية الجنوبية، حتى وصل صداها إلى شمال إنكلترا، الأمر الذي حدا بمسيري مانشستر سيتي الإنكليزي ببدء التحرك لاستثمار العلاقة التي في طريقها إلى التدهور بين غوارديولا وبايرن، وما حضور مبعوث الفريق الإنكليزي لمواجهة الإياب بين بايرن وبورتو (الثلثاء) الماضي خير دليلٍ على ذلك. وفي خضم تلك الفوضى الذهنية التي عصفت بـ«البافري» قبيل مواجهة الإياب، خرج غوارديولا لوسائل الإعلام مؤكداً بقاؤه في ميونيخ، على رغم أنه ذكر سابقاً بأنه لن يحسم أمر استمراره قبل نهاية الموسم الجاري، إلا أن الإسباني أراد بحنكته إبعاد لاعبيه عن هذه المسألة، وهو ما انعكس فعلياً على أرضية الميدان بانفجار «بافاري» نجم عنه ستة أهداف، جاء خمسة منها في شوط المباراة الأول. غوارديولا الذي كانت ملامح وجهه بعد كل هدف لفريقه تؤكد انتعاشه الكبير لمثل هذا الانتصار، الذي أعاد الحياة إلى ميونيخ بعد أن لاح الخروج الأوروبي في الأفق، حتى وإن رسمت جماهيره لوحةً كبيرة في مدرجات «أليانز أرينا» كتبوا بلغتهم «لن نستسلم أبداً»، وتجسدت حماسة بيب الكبيرة بتمزق بنطاله خلال توجيهه التعليمات للاعبيه، وهو تطرق إلى هذا الموضوع قائلاً بشكل مازح: «نعم تمزق. الأمر ليس بهذا السوء، سأرتدي سروالاً آخر للمباراة المقبلة». غوارديولا يؤكد مجدداً أنه مدرب من الطراز النادر بعدما بلغ دور الأربعة من المسابقة الأوروبية الأم للمرة السادسة من أصل ست مشاركات، على أمل مواصلة المشوار وإحرازه اللقب للمرة الثالثة بعد أن توّج به عامي 2009 و2011 مع فريقه السابق برشلونة. «في هذه اللحظة، من السهل جداً أن أشعر بالحب تجاه لاعبي فريقي»، هذا ما قاله بيب، ليضيف: «لعبنا بشكل مختلف عن مباراة الذهاب. لم يكن بإمكاننا تحقيق هذا الأمر من دون القتال. أشكر اللاعبين كثيراً، جعلوني سعيداً جداً». وبات بإمكان غوارديولا الذي صالح جماهيره بـ«نصف درزن» من الأهداف (الثلثاء) الماضي، بأن يحتفل بفرحة عارمة مع فريقه (السبت) المقبل بإحرازه لقب الدوري المحلي للمرة الثالثة على التوالي في حال فوزه على ضيفه هرتا برلين، ومواصلة حلمه بتكرار سيناريو 2013، واحراز ثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.