أعلنت روسيا، أمس، تسليم تركيا بطارية ثانية من منظومة إس-400 للدفاع الصاروخي. ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله لنظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور موسكو: «تمت عملية تسليم أخرى هذا الصباح»، وهو ما أكدته وزارة الدفاع التركية في وقت سابق، قائلة: «إن عملية تسليم معدات منظومة إس-400 بدأت وسوف تستغرق شهرا تقريبا». وقال أردوغان إن تركيا ترغب في مواصلة التعاون مع روسيا في مجال صناعة الدفاع بما في ذلك الطائرات الحربية. فيما قال نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف: إن بلاده عرضت على الرئيس التركي طائرتها المقاتلة الشبح «سو57»، في إطار المعرض الجوي في موسكو. وأثار شراء تركيا، أنظمة الدفاع الجوي الروسية أزمة مع الولايات المتحدة التي طالبت أنقرة بالتخلي عن هذه الصفقة، وأوقفت مشاركتها في برنامج المقاتلات «إف-35»، على خلفية رفضها إلغاء صفقتها مع موسكو لشراء «إس-400». في وقت كشفت صحيفة «واشنطن بوست» النقاب عن أن أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يهددون حاليا بإرغام إدارة الرئيس دونالد ترامب على فرض عقوبات إضافية على تركيا ردا على إتمامها صفقة الصواريخ الروسية، وذلك إذا لم توضح الإدارة في القريب العاجل التدابير الفعلية التي ستتخذها في هذا الشأن. وأشارت الصحيفة إلى أن قيادات الكونجرس يدعمون بشدة معاقبة أنقرة على تشبثها بالصفقة وتحديها بشكل صارخ لرفض الولايات المتحدة لها، قائلة: إن المُشرّعين الأميركيين يريدون من ترامب السير بشكل جدي على طريق العقوبات، ردا على تجاهل نظام أردوغان التحذيرات التي وُجهِت له، لردعه عن اقتناء هذه المنظومة الصاروخية. وقالت: إن القيادات البارزة في الكونجرس تبحث حاليا الخيارات البديلة التي يتعين اتخاذها إذا لم تمض إدارة ترامب على طريق تشديد العقوبات ضد تركيا بشكل فوري. ونقل عن ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا قوله: «سيتعين علينا تمرير قانون يلغي أي نوع من الاستثناءات التي تُمنح لدواعي الأمن القومي حال عدم اتخاذ قرار واضح بشأن معاقبة أردوغان ونظامه». وأشار إلى أن أعضاء الكونجرس لا يريدون التعجل في هذا الصدد لأنهم يريدون «إعطاء الرئيس فرصة.. ولكن إذا أساء ترامب استغلال هذه الفرصة، فسينبغي التحرك». فيما اقترحت عضو المجلس جين شاهين فرض «عقوبات متدرجة» على تركيا، كلما تقاربت بشكل أكبر مع روسيا، مشيرة إلى أن مثل هذا النهج سيترك لترامب بعض المرونة لمواصلة التفاوض مع الأتراك. من جهته، أكد المحلل السياسي البريطاني كون كوجلين أن تركيا تحت حكم أردوغان باتت تشكل أحد أبرز أضلاع العداء للغرب وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بصفة خاصة، لا سيما بعد إصرارها على صفقة «إس – 400» الروسية المتطورة للدفاع الجوي، رغم المعارضة الأميركية القوية لذلك. وشدد في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد »جيتستون» الأميركي للأبحاث والدراسات، على أن السياسات التي تنتهجها أنقرة في الوقت الحاضر، جعلتها تندرج في إطار «ثالوث مناوئ» لـ«الناتو» تمثل كل من إيران وروسيا الضلعين الآخرين له. فيما ذكر موقع «جيو بوليتيكال مونيتور» الكندي المتخصص أن شراء تركيا المنظومة الروسية تسبب في غضب الناتو، وتصاعد المطالب بطرد تركيا من حلف شمال الأطلسي لسياساتها المتهورة التي تعرض الأمن الجماعي للحلف للخطر.
مشاركة :