نجل أحمد شاه مسعود يخوض معترك السياسة

  • 8/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - (أ ف ب): بعد 18 عاما على اغتيال زعيم الحرب الذي قاتل السوفيت وحركة طالبان أحمد شاه مسعود، يأمل نجله الوحيد في مواصلة مهمة والده ضد المتمردين بدخول معترك السياسة الأفغانية المفعم بالفوضى. وفيما تبدو واشنطن قريبة من التوصل إلى اتفاق مع طالبان يتيح للبنتاجون خفض عديد قواته في أفغانستان، يريد أحمد مسعود البالغ 30 عاما، استقطاب المجموعات المناهضة لطالبان ومنع المقاتلين المتشددين من إطلاق موجة جديدة من الإسلام المتطرف. وفي خطا والده الذي حشد مختلف المجموعات تحت راية «الجبهة الموحدة» - وتعرف أيضا بـ«تحالف الشمال» - يريد مسعود الابن تشكيل تحالف كبير من العناصر المناهضة لطالبان التي يمكنها معارضة المتمردين سياسيا أولا، وعسكريا إن لزم الأمر. وقال مسعود لوكالة فرانس برس في مقابلة في منزل الأسرة في كابول «أصلي وآمل ألا يرى الأفغان وأفغانستان حمام دم آخر». وأضاف «لا سمح الله. ولكن إذا حصل ذلك، لست أنا فقط ولكن هناك... مئات آلاف الشبان مثلي. نحن على استعداد لحمل السلاح». ويعتزم مسعود إطلاق حركته السياسية رسميا في الخامس من سبتمبر في وادي بانشير الذي تتحدر منه عائلته إلى الشمال من كابول والذي لم يتمكن لا السوفيت ولا طالبان من هزيمته. وفي بلد مشرذم يضم نسيجه السياسي أمراء حرب متنازعين، لا يزال الأفغان يرون في أحمد شاه مسعود شخصية كان بإمكانها قيادة البلد إلى مستقبل من دون طالبان، لولا اغتياله على أيدي عناصر من القاعدة. ولا تزال صور أحمد شاه مسعود الذي يعرف بـ«أسد بانشير» ترتفع على اللوحات الإعلانية والجدران ونوافذ السيارات وحتى أكواب القهوة في العاصمة وسائر أنحاء البلاد. وقال مسعود الابن «كان شخصية لا مثيل لها في التاريخ الأفغاني، ولا أعتقد أن أحدا يمكن أن يكون مثله» متحدثا بطلاقة بالإنجليزية مع لكنة لندنية اكتسبها من سبع سنوات عاشها في بريطانيا. غير أن المقارنات بقائد المجاهدين لا مفر منها، وخصوصا في بلد تمر فيه السلطة من الاب إلى الابن، وحيث الشخصيات السياسية التي تلتقي حولها الأطراف المختلفة، يتلاشى وجودها. ومسعود الذي عاد إلى أفغانستان عام 2016، يحمل أكثر من تشابه عابر بوالده خصوصا منذ إطلاقه لحية وارتدائه القبعة الصوفية التقليدية، التي اشتهر بها والده. اغتيل أحمد شاه مسعود عن عمر يناهز 48 عاما، وكان ابنه بعمر 12 عاما، قبل يومين على هجمات 11 سبتمبر التي غيرت تاريخ أفغانستان وأدت إلى غزو أمريكي لتعقب أسامة بن لادن والاطاحة بحركة طالبان التي كانت تقدم له الملاذ الآمن. وبعد وفاة والده أنهى مسعود دراسته في إيران ثم انتقل إلى إنجلترا حيث التحق بكلية ساندهرست العسكرية - كانت خياره الثاني بعد فشله في الالتحاق بكلية ويست بوينت في نيويورك - قبل أن يحصل على شهادتين في لندن.

مشاركة :