تقرير يكشف علاقة وزير داخلية قطر السابق واستضافته لـ «مدبري تفجيرات 11 سبتمبر»

  • 8/30/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

«مزرعة الحيوانات» إحدى كلاسيكيات الأعمال الأدبية العالمية في القرن العشرين، وهي للروائي العالمي الإنجليزي «جورج أورويل»، وفي الرواية استحضار لأشهر مزرعة في قطر، ليس بسبب زخم إنتاجها في السوق القطري؛ بل لأنها كانت وكرًا ضخمًا يأوي في داخلها العشرات من الإرهابيين المطلوبين دوليًا.المفارقة أن مالك المزرعة هو وزير الداخلية، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف القطري عبدالله بن خالد آل ثاني «مدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية والرباعية العربية لمكافحة الإرهاب»، أحد أقطاب الأسرة الحاكمة، وقريب وصديق لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني.أخبار هذه المزرعة وصاحبها لم تنقطع، وما زالت متداولة من خلال أشهر ضيف من ضيوفها وهو الذي هندس تفجيرات 11 من سبتمبر، وأدلى بتصريحات مؤخرًا عن استعداده بالتعاون يشهد ضد السعودية في الدعاوى المرفوعة من عائلات ضحايا 11 سبتمبر، وذلك بعد مضي 17 عاما، من اعتقاله في معسكر «غوانتنامو»، واستكمال التحقيقات معه.تفاصيل جديدة عن المزرعة القطرية«العربية.نت» تستعرض تفاصيل جديدة غير متداولة عن هذه المزرعة، التي جاءت على لسان الكثير من المسؤولين الغربيين في أجهزة الاستخبارات العالمية، فما هي هذه المزرعة؟ وماذا جرى فيها؟ وأين تقع؟ وماذا نتج عنها؟.اسمها مزرعة «الوعب» ويملكها «عبدالله بن خالد آل ثاني» وهو وزير الأوقاف والشؤون الدينية القطرية، ووزير الداخلية السابق، الذي عرف عنه اهتمامه بالزراعة والقنص وامتلاك الحيوانات.وحسب حديث صقر المهندي، مدير العلاقات العامة، لمزرعة الوعب، والذي جاء ضمن مقابلة في برنامج «إنتاج قطر» لقناة «الريان»، في 2017، فهي تحوي على مسطحات خضراء واسعة، وأنواع مختلفة من «الحيوانات» على غرار هذا التنوع من عالم الحيوانات، كان هناك بالمقابل تنوع آخر مختلف بدأ مالك مزرعة «الوعب» عبد الله بن خالد آل ثاني، في إدارته منذ مطلع التسعينات، وهذه المرة لتجمع بشري من جنسيات مختلفة وخاصة من الأفغان العرب، مستعيدا في «مزرعته» مشهد «بيشاور» زمن قصة «الجهاد الأفغاني»، ولتكون مقرا للنشاط والتجنيد وقبلة ل«الأصوليين والمتطرفين».فوفقا لتقرير تابع لوزارة الخزانة الأميركية، فقد استضاف عبدالله بن خالد آل ثاني في مزرعة الحيوانات «الوعب»، 100 من المتطرفين من تنظيم القاعدة، وبحسب «روبرت بير» ضابط الاستخبارات الأمريكي سابقًا، نقلاً عن مسؤول قطري سابق، فقد أدار خالد شيخ محمد خلية لتنظيم القاعدة مع شوقي الإسلامبولي في قطر.بن لادن في مزرعة وزير داخلية قطركما وكان من بين ضيوف مزرعة «الوعب» القطرية، زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن نفسه، الذي حل ضيفا على مالك المزرعة، عبدالله بن خالد آل ثاني مرتين ما بين العام 1996-2000، وفقا لما أذاعته قناة ABC NEWS الإخبارية في 2 يوليو 2003، وتقارير استخباراتية تم تسريبها.وبحسب ما ورد من تقارير للاستخبارات الأمريكية كان من بين ضيوف وسكان «المزرعة» أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، ومحمد عاطف، المعروف باسم «أبو حفص المصري»، القائد العسكري لتنظيم القاعدة، وصهر أسامة بن لادن، والذي قتل في غارة جوية في 2016 بالقرب من العاصمة الأفغانية كابول.خالد شيخ محمد ومزرعة الإرهابخالد شيخ محمد رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة، كما وصف نفسه في لقاء معه أجرته قناة الجزيرة «بعد تفجيرات 11 سبتمبر، والذي تعقبه عملاء أميركيون إلى إيطاليا ومصر وسنغافورة والأردن وتايلاند والفلبين وقطر، ووضعت الولايات المتحدة على رأسه 25 مليون دولار، بحسب المسؤول الأمريكي كان «أحد سكان المزرعة آنذاك».ولد خالد شيخ محمد في مدينة الكويت، لأبوين باكستانيين، من منطقة بلوشستان، والتحق خالد شيخ محمد بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك من خلال شقيقه الأكبر «زاهد شيخ» الذي كان قياديا في جماعة الإخوان المسلمين منذ التحاقه بجامعة الكويت في 1980.استقر مسؤول العمليات لتنظيم القاعدة «خالد شيخ» بقطر منذ العام 1992 وحتى العام 1996، بدعوة من عبدالله بن خالد آل ثاني، أثناء توليه منصب وزير الشؤون الدينية في قطر، وبقي ضيفًا ورفيقًا لوزير الشؤون الدينية طوال تلك السنوات وما تلاها، و«عاملاً» في مزرعة الحيوانات «الوعب»، التي يمتلكها آل ثاني منذ ذلك الوقت، مع منحه وظيفة «صورية» أخرى كمهندس مشاريع حكومية في مصلحة المياه والكهرباء.إندونيسيا والفلبينحصل ضابط الاستخبارات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لـ21 عامًا «روبرت بيير» على معلومات مهمة عن علاقة عبدالله بن خالد آل ثاني بـ«خالد شيخ»، وذلك في لقاء له مع حمد بن جاسم بن حمد آل ثاني، قائد الشرطة، ووزير الاقتصاد في قطر، سابقًا، (أزيح عن منصبه واختطف من بيروت في 1999 وحكم عليه في 2001 بالسجن 6 سنوات)، في لقاء معه في 1998، معلومات أكد فيها إقامة خالد شيخ محمد في قطر، في مزرعة عبد الله بن خالد آل ثاني حتى عام 1996.وأضاف «روبرت بيير»، ضابط الاستخبارات السابق والكاتب السياسي في صحيفة «التايمز» و«وول ستريت جرنال» و«واشنطن بوست»، والمحلل الأمني لقناة «سي إن إن»، في كتابه «النوم مع الشيطان»: «أدار رئيس اللجنة العسكرية لتنظيم القاعدة خالد شيخ محمد خلية للقاعدة في قطر مع محمد الإسلامبولي (شقيق خالد الإسلامبولي قاتل السادات، والمقيم حاليا في تركيا)، وكان على علاقة برمزي يوسف مدبر تفجير مركز التجارة العالمي في 1993 ويخططوا لاختطاف طائرات تجارية (عملية إرهابية لتفجير الطائرات في سماء الولايات المتحدة عرفت بعملية بوجينكا)».وأثناء إقامة «خالد شيخ محمد» في قطر في العام 1995، تلقى اتصالاً هاتفيًا من ابن شقيقته «رمزي يوسف» واسمه الحقيقي عبدالباسط البلوشي، بينما كان في حجز الولايات المتحدة، بعد اعتقاله في باكستان فبراير 1995، لتنفيذ تفجيرات مركز التجارة العالمي في فبراير 1993 في مدينة نيويورك، وإعداده لعمليات إرهابية متعددة اتخذ من الفلبين قاعدة له، منها التخطيط باغتيال البابا يوحنا بولس في يناير 1995 أثناء جولته في الفلبين، والتخطيط لتفجير طائرات أميركية عرفت باسم «أوبلان بوجينكا» والتي تعني بالعربية «عملية الدوي الكبير».وذلك بوضع 5 إرهابيين متفجرات على متن 12 طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة، مع توقف مجدول في شرق وجنوب آسيا، ليعمد الإرهابيون بوضع المتفجرات في كل طائرة، قبل مغادرتها في محطة التوقف المؤقتة.هروب خالد شيخ من قطرعمد مكتب التحقيقات الفيدرالي في العام 1996 إلى توجيه تهم رسمية لخالد شيخ محمد، بضلوعه في العمليات الإرهابية منذ العام 1993، تمهيدًا للقبض عليه من مكان إقامته في «مزرعة الوعب» بقطر، إلا أنه سرعان ما تم تهريب خالد شيخ إلى أفغانستان بتسهيلات منحها عبد الله بن خالد آل ثاني.وبحسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» وما نشر في 22 ديسمبر 2002، فقد التقى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي لويس.ج. فريه مع مسؤولين قطريين لطلب القبض عليه، إلا أن أشهرًا مضت دون الموافقة على ذلك، رغم الاعتراف القطري بوجوده لديهم، ونقلاً عن مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، أبلغت قطر الولايات المتحدة بأنها تخشى أن يكون محمد يصنع عبوة ناسفة، وقالوا أيضا إنه يمتلك أكثر من 20 جواز سفر مختلفًا، ورغم ذلك أخروا منح الإذن للولايات المتحدة للقبض عليه، وفقًا لما جاء في الصحيفة الأمريكية.وبعد استبعاد جهاز المخابرات القيام بعملية عسكرية للإغارة على مكان سكنه واختطافه، تجنبا للتداعيات السياسية، بعد اجتماع عقد في واشنطن بمطلع العام 1996، أرسل مدير مكتب التحقيقات الأمريكي لويس فريه خطابًا إلى حكومة قطر لطلب الإذن بالقبض عليه.إلا أنه وبحسب «ريتشارد كلارك» المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب بإدارتي الرئيسين الأمريكيين كلينتون وبوش، أنه وفي غضون ساعات من اجتماع سفير أمريكا مع أمير قطر السابق، «حمد بن خليفة» وطلب القبض على خالد شيخ محمد لبضع ساعات، اختفى شيخ عن الأنظار تمامًا، وفي مدينة الدوحة الصغيرة لم يستطع أي شخص إيجاده.ونشر المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب»، مقالا في صحيفة «نيويورك ديلي نيوز»، تحدث فيه عما وصفه بإيواء قطر واحدًا من أخطر الإرهابيين في العالم، وحمايته وحرمان أجهزة الأمن الأمريكية من القبض عليه.وقال المسؤول الأمريكي: «الحقيقة الواضحة أن قطر وفّرت فعليًا ملاذًا لقادة وجماعات إرهابية، وهذا الأمر ليس جديدًا، بل هو مستمر منذ 20 عامًا»، وتابع قائلاً: «أحد أبرز من قدمت لهم الدوحة الحماية هو العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد».بالمقابل أضاف جاك كلونان، كبير محققي الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك، سابقا، في لقاء أجرته معه شبكة ABC NEWS الإخبارية، في فبراير 2003 والذي يعمل فيها حاليا كمستشار «تتبع مكتب التحقيقات الفيدرالي محمد، بموجب لائحة اتهام بالإرهاب، إلى العاصمة القطرية الدوحة، وكنا على بعد ساعات من القبض عليه». وقال كلونان، الذي كان عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي المتابع للقضية: «إن طائرة تنفيذية حكومية مجهزة تجهيزًا خاصًا، مزودة بنوافذ معتمة، كانت تقف إلى جانب محمد»، وبحسب كلونان فإن محمد أبلغ بعد فترة وجيزة من إبلاغ المسؤولين القطريين بالخطة وتوجهوا إلى المطار. بعد خروج المسؤول العملياتي الأول لتنظيم القاعدة «خالد شيخ محمد» من قطر مغادرًا مزرعة «الوعب» في مطلع العام 1996، ظل اسمه مرتبطًا لدى الأجهزة الأمنية بعدد من العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة، من بينها عملية تفجير المدمرة الأمريكية يو اس اس «كول»، والتنسيق لعملية اختطاف الطائرات وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر.القمة الماليزيةفبحسب تقرير لقناة الـCNN في أغسطس 2002، ونقلاً عن مسؤولين أمريكيين، عقد 10 من قيادات تنظيم القاعدة في مدينة كوالالمبور العاصمة الماليزية قمة سرية أطلق عليها «القمة الماليزية» حضرها كل من: «نواف الحازمي، خالد المحضار، خالد شيخ محمد، خالد العطاش، وعبد الرحيم الناشري، يزيد سفط، رمزي بن الشيبة، أبو البراء التعزي».ووفقًا لما كشف عنه مسؤولون أمريكيون لوسائل الإعلام، وما تضمنته قوائم وزارة الخزانة الأمريكية للإرهاب، فلم تقتصر معرفة وزير الأوقاف ووزير الداخلية القطري عبد الله بن خالد آل ثاني، بمهندس تفجيرات 11 سبتمبر «خالد شيخ محمد»، وإنما كذلك، بأحد عناصر تنظيم القاعدة وهو أحمد حكمت شاكر، موظف في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف القطرية، والذي كان على علاقة باثنين من منفذي هجمات 11 سبتمبر وهما: حمزة الغامدي الذي طار على متن الخطوط الجوية المتحدة، الرحلة 175، والتي ضربت البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي، وخالد المحضار الذي كان على متن طائرة الخطوط الجوية الأميركية والتي ضربت البنتاغون.مع ذلك كله لم تكن لقصة خالد شيخ محمد مع «مزرعة الحيوانات» في الوعب، شمال العاصمة القطرية، الدوحة، أن تنتهي، فبحسب ما نشرته صحيفة الـ«النيويورك تايمز» في 6 فبراير 2003، ونقلاً عن مسؤولين سعوديين، فإن خالد شيخ محمد، عاد إلى قطر، في أواخر العام 2001، أي بعد تنفيذ هجمات 11 سبتمبر، ومكث فيها أسبوعين.

مشاركة :