جاور السعيد تسعد

  • 8/30/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هل الفرح والسعادة أصبحا اليوم عملة نادرة؟ هل أصبح الهم والتذمر والاستهزاء ثقافتنا الجديدة في مجالسنا وحديثنا ورسائلنا وفي بيوتنا، أصبحنا كثيري الشكوى والتذمر والاستهزاء والسخرية حتى أمام أبنائنا. هل السعادة والتعاسة جينات وراثية؟ أم أنها سلوك اكتسبناه من حياتنا اليومية؟ماذا نعمل لو كنا نحن إيجابيين ونحب الحياة ولكننا محاطون بأصحاب الوجوه العبوسة والنكدية، وأصحاب المزاج السيئ والمتذمرين وكثيري الشكوى والمحبطين الذين لا تقع أعينهم إلا على العيوب والعلل كأنهم أعين الذبابة؟ هل سنجاملهم ونستمر في علاقتنا معهم؟ هل وجودهم يؤثر في حياتنا اليومية ويؤثر على المجتمع؟في الحقيقة وجدت أجابة هذه التساؤلات وأنا أستمع إلى الدرس الديني للشيخ حامد دنون بعنوان (قواعد السعادة)، التي أكد الشيخ حامد فيها أن العبوس والنكد والمزاج السيئ وكثيري الشكوى والتذمر هم أصحاب سلوك مكتسب يستطيعون أن يغيروا هذه الصفات إذا أرادوا ذلك. وأن السعادة سلوك مكتسب يمكن للإنسان تعلمه مع الوقت واستشهد بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم (إِنما العلم بالتَّعَلُّم، وإنما الحِلْم بالتَّحَلُّمِ) فمعنى (الحِلْم) بكسر الحاء وسكون اللام، تعني التأني وضبط النفس، وهذا دليل قاطع على أنها صفات وسلوكيات مكتسبة، يمكن لأي إنسان أن يتدرب ويعوِّد نفسه عليها حتى تكون سمة من سماته وصفة من صفاته. فقديماً قالوا: «جاور السعيد تسعد».ولكن إذا ابتلينا بأشخاص سلبيين لا يرغبون في التغيير ويجدون المتعة في متابعة الأخبار لمعرفة المصائب والكوارث ويتسابقون في نقل رسائل الكوارث والمصائب، ويخوفونك من المستقبل وأن الحرب العالمية الثالثة قادمة والاقتصاد العالمي في أزمة، وأيضا يحبون «السبق» في نقل المصائب والأحزان! هؤلاء الأشخاص يقول عنهم الشيخ حامد: يجب أن تفر منهم فـرارك من الأسد، وأن تقلل علاقتك وتواصلك معهم حتى لو كانوا أقرب الناس إليك، فكن دائماً مع أصحاب القمم والهمم العالية، فالأرواح تسمو وترتفع معهم. كن مع أصحاب الوجوه المبشرة وليست المنفرة.وأخيرا يجب أن نكون على يقين أن الله خلقنا لكي نكون سعداء ونسعد ولم يخلقنا للشقاء ففي سورة طه: «طه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2)». وعلى يقين أيضاً أن السعادة عبادة كسائر عباداتنا! نعم السعادة والانشراح والتبسم والخلق الحسن عبادة. أليس العبادة هي الايمان بقضاء الله خيره وشره؟! فمعنى الإيمان هنا هو الرضى بقضاء الله والرضى المعنى المرادف للسعادة إذاً (السعادة عبادة) وأيضاً الفرح صفة من صفات الله سبحانه وتعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أَشَدُّ فَرَحاً بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ...). كم هي جميلة الحياة عندما تكون محاطة بأصحاب الوجوه البشوشة والمبتسمين والإيجابيين والمبشرين وغير منفرين، الذين يجعلونك تنظر إلى الحياة بمنظار السعادة والفرح والإيجابية، فهم بما يملكون من روح وهمة عالية يحولون القبيح إلى جميل وكل أمرهم خير من الله، هؤلاء ان لم تكن أنت منهم فكن على الأقل صاحبهم، لأن معهم تستمد روح الحياة وتحلو الدنيا رغم مرارتها، ويتحول ضجيج الحياة الى موسيقى متناغمة، إنهم لم يخدعوك ولكنهم هم أناس يرون الجانب الممتلئ من الكأس. ويرون الجانب المضيء من الحياة، فتخيل كيف ستكون حياتك معهم؟

مشاركة :