يجب أن يصبح هذا المثل مبدأ من أهم مبادئك في الحياة، فهو ليس مجرد مثل شعبي بسيط تردده فقط.هو نتيجة دراسة أجريت في جامعة هارڤرد لمعرفة أسباب السعادة الحقيقية للإنسان على مدى ٧٥ عامًا وتعد هذه الدراسة أطول دراسة لحياة إنسان على مر التاريخ. بدأت الدراسة عام ١٩٣٨، وتابعها عدة أجيال من الباحثين فقاموا بتقسيم الرجال الذين أجريت عليهم الدراسة إلى مجموعتين: أ، وب. مجموعة (أ) كانوا جميعهم طلابًا في جامعة هارڤرد أعمارهم ١٩ عامًا أما مجموعة (ب ) فجميعهم أعمارهم ١٩ أيضًا، لكنهم من سكان أحياء فقيرة في بوسطن وأسر غير مترابطة ووضع اجتماعي بسيط. للعلم فقط: إن ٦٠ رجلًا من الـ٧٢٤ رجلًا الذين أجريت عليهم هذه الدراسة ما زالوا أحياء وأغلبهم بعمر ٩٠ اليوم.قام الباحثون بمتابعة الأشخاص على مدى أعوام في مختلف مراحلهم العمرية قبل التخرج ثم بعد الحصول على وظيفة وبعد الزواج وهكذا، ولقد قاموا بالتركيز على عدة جوانب: حياتهم الشخصية، مستوى الدخل الذي يحصلون عليه ومستويات الذكاء. تم نشر نتائج هذه الدراسة الطويلة عام ٢٠١٢. فقد قاموا أيضًا بعمل إحصائية عن أهداف الشباب في حياتهم ليبلغوا السعادة قبل نشر نتائج الدراسة ٨٠٪ أجابوا أن هدفهم أن يصبحو أغنياء و٥٠٪ كانت إجابتهم أن يصبحوا مشاهير. كل إنسان في رحلة بحث عن السعادة في هذه الحياة، هناك من بلغها، وهناك من ما زال في دوامة البحث المستمر عنها فيظن أغلبنا أن السعادة هي مال أو شهرة أو سفر وغيرها. هي فعلًا أشياء مهمة، ولكن هي وحدها لن تتحقق لك السعادة. فنتيجة الدراسة أثبتت أن العلاقات الجيدة هي من تجعلك أكثر سعادة وأكثر صحة. علاقتك مع أفراد أسرتك وأصدقائك, علاقتك مع شريك حياتك زملائك وغيرهم، فبغض النظر عن ثراء الأشخاص ومهنتهم التي أجريت عليهم الدراسة سواء كان محاميًا أو عامل بناء. في سن الثمانين من كان بصحة جيدة وأكثر سعادة ويتمتع بذاكره قوية هو من كان في عمر الـ٤٠ ذات علاقات اجتماعية جيدة ومحاط بأشخاص يجعلونه سعيدًا، فمن كان حوله أشخاص يستطيع أن يتكل عليهم ويثق بهم والمقصود هنا ليس عدد الأفراد من حولك، بل قيمتهم الفعلية في حياتك، فهناك أشخاص متزوجون، ولكنهم وحيدون، وهناك من كان حوله مئات الأصدقاء، ولكنه وحيد لأن من أختارهم هم أشخاص مزيفون لا يضيفون قيمه حقيقة لحياته لا ينهض بهم ولا يجدهم حوله في أزماته، بل بالعكس من الممكن أن يؤثروا على سعادته وحياته بطريقة سلبية فأن تكون وحيدًا خير لك من أن تكون بعلاقة مع شخص لا يقدر قيمتك بحياته ولا يجعلك شخصًا سعيدًا وأنت برفقته، فرحيله عنك خير لك من أن يبقى مجرد اسم. كثير منا اليوم يجري وراء العمل والشهرة والدراسة وجمع المال ظنًا منه أنه بها سيبلغ السعادة ونسي أن السعاده الحقيقية هي بين يديك هي حولك فأبناؤك وزوجتك ومن تحب وأصدقاؤك سعادة فاحرص على تعزيز تلك الروابط فهي من تشعرنا بقيمتنا وقيمة الحياة. خاصة اليوم بوجود كل تلك التكنولوجيا حولنا ومع كل هذا التطور الذي هدفه تقريب البعيد قام بالوقت نفسه بتبعيد القريب. فانظر حولك ستجد أنك تجالس أجسادًا فقط وأما العقول فهي في مكان آخر.. أصبحنا نوثق اللحظة وننسى أن نعيشها مع من نحب. أقصى درجات السعادة هو أن نجد من يُحبنا فعلًا، يُحبنا على ما نحن عليه.. أو بمعنى أدق يُحبنا برغم ما نحن عليه. نجيب محفوظ رابط الخبر بصحيفة الوئام: روان النويصر تكتب.. جاور السعيد تسعد
مشاركة :