قال جراحون من أستراليا إنهم نجحوا في إجراء زراعات للأعصاب جعلت العديد من مرضى الشلل النصفي قادرين على تحريك أكفّهم وأذرعهم مرة أخرى. واستخدم الجراحون مسارات عصبية سليمة، لإعادة الحركة لعضلات مشلولة. وأشار الباحثون تحت إشراف ناتاشا فان زيل، من مركز أوستين هيلس للصحة، بمدينة ملبورن، في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة «لانسيت» المتخصصة، إلى أن المرضى الذين خضعوا لهذه الجراحات أصبحوا قادرين على القيام، بشكل مستقل، بالكثير من شؤونهم اليومية، مثل تناول الطعام والشرب وغسل الأسنان والكتابة أو استخدام الحاسوب. وقال الباحثون إن جميع المرضى الستة عشر الذين خضعوا لهذه الجراحة، كانوا مصابين بشلل في جميع الأطراف الأربعة. ونقل عن فان زيل قوله، في بيان لمجلة لانسيت، إن تحسين وظيفة الكف هي أهم هدف منفرد لدى المصابين بشلل الأطراف الأربعة. وأشار الباحثون إلى أن شرط نجاح هذه الجراحة هو ألا يكون العمود الفقري مصاباً أعلى الفقرة العنقية الخامسة، حيث يمكّن ذلك الجراحين من تحويل الخيوط العصبية من أعلى الفقرة العنقية الخامسة بشكل يجعلها قادرة على تحفيز عضلات الذراع. وأخذ الجراحون خلال أحد الأساليب الجراحية، العصب الذي ينشط العضلة المستديرة في منطقة الكتف، وربطوه بأحد المسارات العصبية الذي يؤدي إلى العضلة ثلاثية الرؤوس في العضد. وفي إحدى الطرق الجراحية الأخرى تم توصيل الأعصاب بالعديد من عضلات الساعد. وتابع الباحثون: «برهنّا إضافة إلى ذلك على أنه يمكن الربط بنجاح بين جراحات زراعة الأعصاب وتقنيات نقل الأوتار، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة». واستخدم المرضى، أصحاب الذراع التي أجريت لها زراعة الأعصاب، ذراعهم في القيام بأنشطة حركية حساسة، في حين استخدم المرضى الذين أجريت لهم زراعة الأوتار، ذراعهم في القيام بأنشطة تحتاج الى قوة. وشدد الباحثون على أنه «لم يشتكِ أحد من المرضى الخضوع للجراحة، وذكر الجميع أنهم سيخضعون لها مرة أخرى إذا كانوا في الظروف نفسها، وسيوصون آخرين بها». ولكن أربعاً من إجمالي 59 زراعة أعصاب لم تؤدِّ للنجاح المنشود. وقالت إليزابيث هيل وإيدا فوكس، من جامعة واشنطن في مدينة سان لويس، في تعليق لهما بمجلة لانسيت على هذه الجراحات: «زراعات الأعصاب خيار غير مكلف، يجعل المرضى قادرين على استخدام قدراتهم الجسمانية، لإعادة حركة العضو المصاب بالشلل». وفي الوقت ذاته أشار الخبيران إلى أن من سلبيات زراعات الأعصاب هو اضطرار المرضى للانتظار أشهراً عدة قبل التمكن من القيام بحركات جديدة، وسنوات حتى يستعيدوا كامل قوتهم. ولكن جراحات زراعة الأعصاب تعتبر تقدماً هائلاً لاستعادة وظيفة الكف، بعد إصابة النخاع الشوكي. وعبر روديجر روب، من مستشفى هايدلبرغ الجامعي بألمانيا، عن انبهاره بالدراسة، خصوصاً بالعدد الكبير من المرضى الذين خضعوا للجراحات، وقال إن الدراسات السابقة عن زراعات الأعصاب، كانت تشمل حالات فردية فقط. وأضاف روب، رئيس قسم إعادة التأهيل العصبي التجريبي: «إنها دراسة صادقة، تتناول أيضاً حدود إمكانات هذا الأسلوب الجراحي، ومدى رضى المرضى». ومن شروط نجاح هذه الجراحة ألا يكون قد مر على إصابة النخاع أكثر من 18 شهراً، وأن تكون وظائف الكتف والكوع لاتزال موجودة، على الأقل جزئياً. وأشار روب إلى أن مجموعة الدول الناطقة بالألمانية ليس بها إلا عدد قليل من المراكز التي تجري هذه الجراحات. «زراعات الأعصاب خيار غير مكلف، يجعل المرضى قادرين على استخدام قدراتهم الجسمانية، لإعادة حركة العضو المصاب بالشلل». «سلبيات زراعات الأعصاب هو اضطرار المرضى للانتظار أشهراً عدة قبل التمكن من القيام بحركات جديدة، وسنوات حتى يستعيدوا كامل قوتهم». «من شروط نجاح هذه الجراحة ألا يكون قد مر على إصابة النخاع أكثر من 18 شهراً، وأن تكون وظائف الكتف والكوع لاتزال موجودة، على الأقل جزئياً».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :