د. عارف الشيخ قال لي: لأول مرة أعرف أن ابن ابنتي ليس من أولادي مع أني أحب ابنتي أكثر من ابني أحياناً وأحب أولادها.قلت له: أولاد ابنتك أولادك وأنت جدهم، ومثل ما يكون لك أولاد بنت من النسب يكون لك من الرضاع أيضاً.كما ان ابن البنت من المحارم في باب النكاح، وباب النظر إلى جسمه أو جسمها إذا كانت بنت البنت، ومن حيث مرافقته لجدته وما شابه ذلك. إلا أن لأولاد البنات حالات خاصة، ففي باب الميراث مثلاً يعد أولاد البنات من ذوي الأرحام أي لا يرثون؛ لأنهم ليسوا أصحاب فروض مقدرة، ولا هم من العصبة، وفي إرثهم اختلاف بين الفقهاء.وكذلك في باب الوقف يفرق الفقهاء بين أولاد البنات وأولاد البنين، فإذا قال الواقف: وقفت هذا البستان على أولادي شمل الوقف أبناءه وبناته، ولكن لو قال: وقفت على أولاد أولادي فإن أولاد البنات لا يدخلون فيه؛ لأنهم كما قال الشاعر:بنونا بنو أبنائنا وبناتنا بنوهنّ أبناء الرجال الأباعدومما ينبغي أن يُعرف أنه لو قال: وقفت على ولدي شمل كل أولاده الموجودين في ذلك الوقت، سواء كانوا واحداً أو أكثر، وسواء كان ذكراً أو أنثى؛ لأن لفظ الولد يطلق على الواحد والجمع، والذكر والأنثى في اللغة العربية.والأمر الآخر أن الذكر والأنثى يتساويان في الموقوف، وليس كالتركة؛ حيث يكون للذكر مثل حظ الأنثيين (انظر حاشية ابن عابدين ج3 ص 436-437، وانظر حاشية الدسوقي ج4 ص93، وانظر مغني المحتاج ج2 ص387، وانظر كشاف القناع ج4 ص 277-278).إذاً فلفظ ولدي يشمل الذكر والأنثى، ولكن ابن البنت لا يدخل ضمن ولدي في حال الوقف باتفاق الفقهاء.أما ابن الابن فاختلف فيه الفقهاء فلو قال: وقفت على ولدي فإن الحنفية والشافعية في أصح القولين يرون أن أولاد الأولاد لا يدخلون في الوقف ولا فرق بين أولاد الابن وأولاد البنت؛ لأن الولد إذا أطلق كان الولد لصلبه هو المقصود، كما أنه لما قال: ولدي قصد بذلك طبقة واحدة، وقد قال بهذا بعض الحنابلة أيضاً (انظر الإسعاف ص96 وانظر مغني المحتاج ج2 ص387 وانظر المغني ج5 ص609).لكن المالكية وهو المذهب عند الحنابلة وفي أحد قولي الشافعية قالوا: أولاد أولادي يشمل الذكور منهم ولا يشمل أولاد البنات، ويستشهدون بمثل قوله تعالى: «يا بني آدم» و«يا بني إسرائيل» فإن المراد هنا الذكور، وكذلك في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً». (رواه البخاري)فالرسول قصد ببني إسماعيل الذكور من الأولاد وإن نزلوا، أما أولاد البنات فينتسبون إلى آبائهم، كما قال الشاعر في البيت الذي مرّ (انظر منهج الجليل ج4 ص 73 وشرح المنتهى ج2 ص 508).لكن ردَّ على هؤلاء بعض الشافعية وبعض الحنابلة واستشهدوا بقول الله تعالى عندما تحدث عن النبي إبراهيم عليه السلام : «ومن ذريته داوود» إلى أن قال: «وعيسى» (الآيتان 84- 85 من سورة الأنعام) ومعروف أن عيسى ليس ولد ابنه؛ بل ولد ابنته؛ لأن عيسى ولد من غير أب.كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن ابني هذا سيد» يقصد الحسن رضي الله عنه والحسن معروف أنه ابن فاطمة بنت الرسول.
مشاركة :