حقق الجيش السوري الخميس المزيد من التقدم في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد بسيطرته على عدة قرى وبلدات. وقتل الخميس سبعة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف طال قريتين في ريف إدلب الجنوبي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، غداة مقتل 12 مدنيا في غارات طالت أحياء سكنية في مدينة معرة النعمان. وبعد أشهر من القصف الكثيف منذ نهاية أبريل على مناطق عدة في إدلب ومحيطها، بدأ الجيش السوري المدعوم بسلاح الجو الروسي في الثامن من الشهر الحالي هجوما على ريف إدلب الجنوبي حيث يمرّ الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب شمالا بالعاصمة دمشق (أم 5). وتمكن الجيش قبل عشرة أيام من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية الواقعة على الطريق، ويحاول منذ ذلك الحين التقدم في محيطها أكثر. وأفاد المرصد السوري بأن “قوات النظام تمكنت منذ ليل الأربعاء الخميس من تحقيق المزيد من التقدم في ريف إدلب الجنوبي”، وسيطرت على بلدتي التمانعة والخوين فضلا عن ثلاث قرى شرق خان شيخون. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “قوات النظام تسعى للتوسع أكثر في محيط خان شيخون والتقدم شمالا باتجاه مدينة معرة النعمان”، التي تقع أيضا على الطريق الدولي “هدف قوات النظام الرئيسي حاليا”. وتسيطر الفصائل الجهادية والمعارضة على جزء من الطريق الدولي يمر في ريف إدلب الجنوبي، وهو يربط أبرز المدن السورية الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، من حلب إلى حماة وحمص وصولا إلى دمشق والحدود الأردنية جنوبا. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) ومجموعات متشددة موالية لها على معظم مناطق في إدلب ومحيطها. كما تنتشر فصائل معارضة أقل نفوذا. وتقصف طائرات حربية سورية وروسية بشكل يومي مناطق عدة تمتد من ريف إدلب الجنوبي إلى بعض القرى في حماة الشمالي وصولا إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. ومحافظة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي تمّ التوصل إليه في سوتشي في سبتمبر ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يُستكمل تنفيذه بسبب مماطلة تركيا. وخلال تقدمه في خان شيخون وريف حماة الشمالي الأسبوع الماضي، طوّق الجيش نقطة مراقبة تركية في بلدة مورك، هي الأكبر من بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها بموجب الاتفاق مع روسيا. وسارع الرئيس رجب طيب أردوغان إلى قرع أبواب روسيا حيث قام الأربعاء بزيارة موسكو والتقى نظيره فلاديمير بوتين، وسط ترجيحات عن تفاهمات جرت بين الطرفين حيال استعادة الجيش السوري للطريق الدولي دمشق حلب، وفتح الطريق الدولي حلب اللاذقية (أم 4). ويعتقد أن الجيش السوري لن يجد مقاومة شرسة في ظل خضوع الجماعات الجهادية والمقاتلة لأوامر الجانب التركي. ودفع التصعيد المستمر منذ نحو أربعة أشهر أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة، بينما قتل أكثر من 950 مدنيا، وفق المرصد.
مشاركة :