الجيش السوري يوسع نطاق سيطرته في ريف إدلب

  • 12/24/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وسع الجيش السوري مدعوماً بمقاتلات روسية من نطاق سيطرته في محافظة إدلب حيث تمكن من السيطرة على المواقع الجديدة في الريف الشرقي، وقتل 9 مدنيين إثر غارات جوية على مدينة معرة النعمان، فيما وصل عدد النازحين نتيجة الحملة العسكرية على المدينة إلى أكثر من 120ألف مدني، جاءت هذه التطورات فيما أعلنت فصائل من المعارضة التي نفت وجود أي اتفاق لتسليم «المعرة» للجيش عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب. واستعاد الجيش السوري السيطرة على مناطق جديدة في ريف إدلب، وعزز من تواجد وحداته في المنطقة، كما ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس. وقال مصدر ميداني، إن «الجيش وسع نطاق سيطرته في ريف إدلب حيث تمكن من السيطرة على تلتي سيدي علي وجعفر وبلدتي فعلول وخربة معراتة في ريف إدلب الشرقي». وكان الجيش استأنف عملياته العسكرية في 19 ديسمبر لجاري ضد مسلحي المعارضة و«جبهة النصرة» لاستعادة السيطرة على طريق حلب دمشق الدولي. بدورها، قالت وكالة «أناضول» التركية للأنباء أمس، إن 9 مدنيين لقوا مصرعهم إثر غارات جوية شنتها المقاتلات الروسية على منطقة خفض التوتر بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا. ونقلت الوكالة عن مرصد الطيران التابع للمعارضة السورية قوله إن سلاح الجو الروسي شن غارات على مدينة معرة النعمان وقرية معصران في إدلب ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين. وأضاف أن المقاتلات الروسية استهدفت الممرات التي يسلكها النازحون الفارون من الهجمات تجاه المناطق القريبة من الحدود التركية. بدورها، أعلنت فصائل المعارضة السورية عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة إدلب التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش السوري وفصائل المعارضة. وكشف مصدر في الجيش الوطني التابع للجيش السوري الحر عن أن «حوالي 1500 مقاتل مع عتادهم الكامل والتي تمثل الدفعة الأولى توجهوا صباح الإثنين إلى جبهات ريف أدلب الجنوبي الشرقي». وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «المقاتلين الذين توجهوا إلى إدلب ينتمون إلى عدة فصائل، وهم الدفعة الأولى على أن تتبعها عدة دفعات لمواجهة القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها التي تتقدم تحت غطاء جوي روسي». من جانبه، قال قائد في الجبهة الوطنية للتحرير إن الطيران الحربي الروسي شن عدة غارات جوية على الطرف الشرقي لمدينة معرة النعمان، وبلدة جرجناز شرق مدينة المعرة بريف إدلب الشرقي، ونفى القائد ما تم تداوله حول التوصل إلى اتفاق لتسليم فصائل المعارضة لمدينة معرة النعمان. وأكد القائد العسكري أن «فصائل المعارضة لن تسلم أي موقع للقوات الحكومية التي شردت الآلاف من أبناء ريف ادلب ودمرت مدنهم وقراهم واتبعت سياسة الأرض المحروقة، النظام السوري يروج لهذه الشائعات». وقالت قاعدة حميميم العسكرية الروسية عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي أمس،:«لا نعتقد أن هناك نية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وسط تقدم القوات الحكومية في إدلب، القوات الجوية الروسية تدعم عمليات التقدم». وكان مسؤول سوري قد كشف أمس، عن تحركات باتجاه تسليم مدينة معرة النعمان والقرى المجاورة لها للجيش السوري من دون قتال. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية أمس، عن عضو لجنة المصالحة الوطنية عمر رحمون القول إن «هناك تواصلا مع عدد من الأطراف الفاعلة في منطقة معرة النعمان والقرى المجاورة»، موضحاً أنه «جرى تقديم اقتراح لإجراء مصالحة على طريقة ما جرى في حلب، وتشكيل لجنة للتواصل مع قرى ريف إدلب الراغبة بدخول المصالحة، تسمح بدخول وحدات الجيش العربي السوري إلى هذه القرى دون معارك». وأكد أن هذه الجهات قدمت حتى الآن وعوداً، على أن تعطي جوابها حول هذا الأمر قريبا جدا، معتبرا أن التوصل لمثل هذا الاتفاق وارد. لكنه حذر من أن «وجود تنظيمات من الإيغور وجبهة النصرة وغيرها، والتي لا تنتمي إلى المنطقة، قد يجعل فرص التوصل لهذا الاتفاق قليلة». إلى ذلك، قالت منظمة إغاثية أمس، إن عدد السوريين الفارين من الهجمات على محافظة إدلب وصل إلى 120 ألفا، مضيفة أنها تقيم مخيماً لبعض النازحين. وقال سليم طوسون المستشار الإعلامي لمنظمة إغاثية تركية «في الأسبوع الماضي، وصل عدد الفارين من المناطق الجنوبية من إدلب إلى الشمال بسبب تزايد الهجمات إلى 120 ألفا». وأضاف أن «كثيراً من المهاجرين فروا من مدينة معرة النعمان ويتجه البعض إلى مخيمات بالقرب من الحدود التركية بينما ذهب آخرون للإقامة مع أقاربهم أو إلى منطقتي عفرين وأعزاز قرب الحدود التركية». وذكرت المنظمة أنها بدأت توزيع 20 ألف عبوة من الطعام على النازحين بين مدينة إدلب وبلدة سرمدا، كما تجهز أيضاً مخيماً في قرية «كللي» التي تبعد نحو 13 كيلومتراً عن الحدود التركية. وأضاف طوسون أن المخيم المخصص للعائلات سيضم 500 خيمة ويمكن توسيعه. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حذر أمس الأول من موجة هجرة جديدة من إدلب تجاه بلاده، كاشفاً عن أن وفداً تركياً سيبحث في موسكو تطورات الأوضاع في إدلب. موسكو: سنواصل دعم دمشق حتى استعادة أراضيها كافة قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إن بلاده ستواصل العمل على مساعدة الحكومة السورية في استعادة أراضيها كافة وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وأضاف لافروف في مستهل لقاء عقده مع نظيره السوري وليد المعلم «أن تنفيذ هذا القرار يعتمد على السوريين أنفسهم»، مبيناً أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يقضي بفرض سوريا سيادتها على أراضيها كافة. وذكر أن «سوريا بدأت مرحلة العودة للحياة الطبيعية ويجري العمل الآن على إعادة عمل كافة مؤسسات الدولة بشكل كامل واستئناف المشاريع الاقتصادية». وأعرب لافروف عن يقينه بأن استعادة سيادة الدولة السورية على كافة أراضيها ستوفر الظروف الملائمة لمعالجة جميع القضايا المتعلقة بضمان حقوق المجموعات العرقية والإثنية في سوريا.

مشاركة :