أردوغان يوظف ورقة التسلح الروسي لمقايضة واشنطن

  • 8/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد للأميركيين والأوروبيين استمرار اندفاعه باتجاه روسيا على حساب علاقاته مع واشنطن وحلفائها والحلف الأطلسي خاصة بعد زيارته الاخيرة إلى موسكو. ويرى مراقبون أن المنحى التركي مستمر باتجاه روسيا منذ حيازة أنقرة لمنظومة أس-400 الصاروخية الروسية بديلا عن منظومة باتريوت الأميركية، وأن المداولات الحالية المتعلقة بإمكانية موافقة أردوغان على شراء صفقة قاذفات روسية ستضع تركيا في ضفة استراتيجية أخرى. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن مقاتلات "سو57-" الروسية ربما تكون بديلا لمقاتلات "إف35-" الأميركية في حال اتخذت الولايات المتحدة قرارا نهائيا بعدم منحها لتركيا. وفي معرض رده على سؤال بشأن إمكانية أن تكون "سو57-" بديلا لـ "إف35-"، قال إردوغان : "لم لا؟" .. نحن لم نذهب إلى موسكو هباء"، حسبما نقلت وكالة بلومبرغ للأنباء. وأوضحت بلومبرغ أن تصريحات إردوغان جاء لصحفيين أثناء عودته من موسكو. وكانت وكالة الإعلام الروسية قد نقلت عن مسؤول روسي قوله الأربعاء إن روسيا وتركيا تبحثان إمكانية أن تزود موسكو أنقرة بطائرات سوخوي 57 وسوخوي 35 العسكرية الروسية الصنع، في خطوة من شأنها تثير مزيدا من التوتر بين الأتراك وبدأت روسيا هذا العام تزويد تركيا بمنظومة إس-400 للدفاع الصاروخي في خطوة أثرت على علاقات أنقرة بشركائها في حلف شمال الأطلسي ودفعت واشنطن للبدء في استبعادها من برنامجها لتصنيع طائرات إف-35 التي خططت تركيا لشرائها كذلك. من جانب آخر نقلت قناة (سي.إن.إن ترك) عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله الأربعاء إن الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة بشمال شرق سوريا هو التحرك الصائب نحو إقامة "منطقة آمنة" هناك وإن أنقرة لن تسمح بتأجيله. وأعلنت أنقرة مطلع الأسبوع افتتاح مركز العمليات المشتركة للمنطقة المقترحة على حدود شمال شرق سوريا. ودب خلاف بين واشنطن وأنقرة بسبب الخطط في المنطقة، حيث تشكل وحدات حماية الشعب الكردية جزءا أساسيا من القوات المدعومة من الولايات المتحدة التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية. ونسبت القناة إلى أردوغان قوله للصحفيين خلال رحلة العودة من موسكو حيث ألتقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين "الاتفاق الذي توصلنا إليه مع الولايات المتحدة هو التحرك الصائب نحو إقامة منطقة آمنة وإجلاء وحدات حماية الشعب من منطقة شرقي الفرات". ونقلت (سي.إن.إن ترك) عن أردوغان قوله "لن نقبل إطلاقا أي تأخير كالذي شهدناه في منبج. ينبغي أن تتحرك العملية بوتيرة سريعة". ولاحظت أوساط تركية معارضة أن أردوغان يحافظ على خطاب تصالحي مع الرئيس الروسي مقابل استمراره في إلقاء خطب شعبوية تغمز من قناة الولايات المتحدة وتشكك في نواياها لتنفيذ الاتفاق الأخير بشأن شرق الفرات. واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامة المنطقة الآمنة العام الماضي بعدما أعلن خططا لسحب القوات الأميركية الخاصة من شمال سوريا. لكنه علق تلك الخطة في وقت لاحق لضمان توفير الحماية لحلفاء واشنطن الأكراد. وذكر أردوغان هذا الأسبوع أن القوات البرية التركية ستدخل المنطقة الآمنة المزمعة "قريبا جدا" بعدما حذر من أن بلاده ستشن هجوما عبر الحدود من جانب واحد لطرد وحدات حماية الشعب من على حدودها إذا لزم الأمر. وقال "كل القوات وناقلات الجند على الحدود. نحن في وضع يمكننا من فعل كل شيء في أي لحظة". ويثير الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب غضب تركيا التي تعتبرها تهديدا أمنيا وعلى صلة بالمسلحين الأكراد على أراضيها.

مشاركة :