أُصيب 4 مواطنين بقصف مدفعي لميليشيات الحوثي الانقلابية على مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة غرب اليمن، جراء قصف عشوائي على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان، بالتزامن مع إصابة عدد من المواطنين برصاص قناصة ميليشيات الانقلاب في منطقة المشاريح بجبهة حجر، غرب محافظة الضالع بجنوب البلاد، حيث تتواصل المعارك بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في إطار استكمال الجيش الوطني، المسنود من تحالف دعم الشرعية، تطهير المحافظة من ميليشيات الحوثي الانقلابية.وقال بيان لقوات العمالقة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي نشره مركزها الإعلامي، إن «القصف العشوائي أسفر عن إصابة أربعة مواطنين بجروح متفاوتة بشظايا قذائف الهاون التي أطلقتها الميليشيات، ونُقلوا على أثرها إلى مستشفى حيس الميداني لتلقي العلاج».ووفقاً لمصادر طبية في مستشفى حيس الميداني، فإن «أربعة مواطنين أُصيبوا، بينهم رجل طاعن في السن، بإصابات متفاوتة وُصفت إحداها بالخطيرة نتيجة القصف العشوائي الحوثي على منازل المواطنين».يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل ميليشيات الانقلاب خروقاتها للهدنة الأممية في الحديدة من خلال تصعيدها العسكري وقصفها مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني والقرى السكنية في مديريات حيس والدريهمي والتحيتا، جنوب الحديدة، وذلك في تحدٍّ واضح لإعلان المبعوث الدولي للأمم المتحدة مارتن غريفيت، عن موافقة الحكومة والانقلابيين على مقترحه حول تطبيق اتفاق الحديدة استناداً إلى اتفاق استوكهولم، وهو الاتفاق الذي تواصل ميليشيات الانقلاب خرقه.وتمكنت القوات المشتركة من إفشال هجوم لمجاميع حوثية على مواقعها شمال مديرية حيس، ما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات في صفوف الميليشيات الحوثية، التي بدورها ردت بقصف هستيري على مواقع القوات المشتركة مستخدمةً عدداً من الأسلحة الثقيلة بما فيها قذائف الهاون عيار 120 وعيار 82، وقذائف مدفعية الهاوزر.تزامن ذلك مع إطلاق ميليشيات الحوثي الانقلابية، مساء الخميس، قصفاً مكثفاً على مواقع القوات المشتركة في التحيتا، بمختلف أنواع الأسلحة، حيث تركَّز القصف الأعنف على مواقع القوات المشتركة شمال التحيتا.في السياق نفسه، أعلنت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة في الحديدة تفكيكها كميات من الألغام والقذائف التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في منطقة المسناء جنوبي مدينة الحديدة. وقال مصدر في الفرق الهندسية إن «الفرق تمكنت من تفكيك ونزع كمية الألغام والقذائف من منطقة المسناء فيما لا يزال العمل جارياً لاستكمال نزع الألغام المتبقية في المنطقة التي تنتشر بشكل كبير».وسبق أن قامت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة بتفكيك وانتزاع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة من مختلف مناطق محافظة الحديدة وتم تفجيرها في وقت لاحق.وسقط المئات من المدنيين ضحايا بسبب الألغام مختلفة الأحجام والأنواع التي زرعتها الميليشيات الانقلابية في الكثير من الأحياء السكنية والقرى والمزارع وحتى داخل منازل المواطنين في شتى مناطق ومديريات محافظة الحديدة.إلى ذلك، دعا قائد محور تعز اللواء الركن سمير عبد الله الصبري، إلى «التحلي باليقظة وإحباط كل المؤامرات الهادفة إلى فرض واقع ومتغيرات جديدة تخدم مصالحه».وأكد أن «الجيش الوطني سيظل الصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس والقضاء على المشاريع الصغيرة الهادفة لضرب الأمن والاستقرار في المناطق المحررة»، قائلاً: «إننا في تعز أمام متغيرات جديدة وأبرزها بسط السيطرة على مديريات المحافظة كافة ومنها مديريات الساحل وميناء المخا الاستراتيجي».جاء ذلك خلال اجتماع مشترك عقدته قيادة السلطة المحلية واللجنة الأمنية، الأربعاء، برئاسة اللواء الركن سمير الصبري نائب رئيس اللجنة الأمنية قائد محور تعز، لمناقشة العديد من المتغيرات والقضايا العسكرية والأمنية في المحافظة.وخلال الاجتماع، أشاد الحاضرون بالانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش الوطني في سبيل استعادة الشرعية وتثبيت الأمن والاستقرار في المناطق المحررة وإسقاط كل الرهانات الخاسرة التي تستهدف الوطن. وأثنوا على كل الجهود المخلصة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومواقفها الأخوية الصادقة في مختلف المنعطفات والمخاطر التي تهدد اليمن والتي تخدم كل ما من شأنه توحيد الجهود والطاقات للانتصار في المعركة الرئيسية المتمثلة في القضاء على الميليشيات الانقلابية وتخليص الوطن من شرورها وعمالتها وارتهانها لمشاريع وأطماع خارجية تسعى إلى النيل من الوطن ووحدته وأمنه واستقراره.وأقر الحاضرون تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية ونائبه ووزير الدفاع المتعلقة بخطة الانتشار العسكري والأمني ومنع أي وجود مسلح في مدينة التربة وتطبيع الأوضاع فيها بما يحقق الأمن والاستقرار ويخدم مصالح المواطنين.وطالب الاجتماع، وفقاً لما أورده مركز إعلام محور تعز، «القيادة السياسية بدعم توجهات السلطة المحلية بالمحافظة لإدارة شؤون مديريات الساحل (المخا، وموزع، والوازعية، وذباب) وفي مقدمة ذلك تفعيل ميناء المخا، كونه الرئة التي تتنفس منها محافظة تعز». مؤكدين أن «مزاولة السلطة المحلية مهامها في مديريات الساحل ستمكّن قيادة محور تعز العسكري من الانتشار وإعادة تموضع الألوية العسكرية في مقراتها الأساسية».وأكد وكيل أول المحافظة الدكتور عبد القوي المخلافي أن «السلطة المحلية والمؤسستين العسكرية والأمنية أمام تحديات ملحّة تتمثل في استكمال عملية التحرير وتأمين المحافظة وخطوط السير للمواطنين وفرض هيبة الدولة والوقوف بحزم تجاه الممارسات العبثية الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الرعب بين المواطنين وزرع الفُرقة وتعطيل الحياة العامة، والتي تترتب عليها زيادة المعاناة الإنسانية في ظل الحرب والحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي الإيرانية على مداخل المحافظة».وفي تعز، أيضاً، أكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (منظمة مجتمع مدني غير حكومية مقرها الرئيسي في تعز) استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في ارتكاب جرائمها بحق المدنيين العُزل في محافظة تعز.وكشف في تقريره الحديث، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن «توثيقه وقوع 58 حالة انتهاك طالت مدنيين في محافظة تعز خلال شهر يوليو (تموز) 2019م، حيث رُصدت 6 حالات قتل ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، بينهم 5 أطفال وامرأة، قصفاً بالقذائف المختلفة، وقتلت مدنيين اثنين بينهم طفل بالرصاص المباشر، ومدنيين اثنين آخرين بينهم امرأة طعناً بسلاح أبيض». كما رصدت «قتل مدنيين اثنين برصاص مسلحين خارج إطار الدولة، كما قُتل مدني آخر جراء اشتباكات بين اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة. كما قُتل مدنيان اثنان آخران برصاص مجهولين ومدني آخر برصاص مباشر من قِبل أحد أفراد الأمن».وقال إن فريق المركز رصد «إصابة 11 مدنياً بينهم 6 أطفال وامرأة جراء قذائف ميليشيا الحوثي، وأُصيب 5 مدنيين آخرين بينهم طفل برصاص قناصي الميليشيا، وأُصيب مدني آخر طعناً بالسلاح الأبيض من قِبل أحد أفراد الميليشيات، ووقوع مجزرتين دمويتين ارتكبتهما ميليشيا الحوثي نتج عنهما مقتل 3 أطفال وإصابة 6 آخرين ومدني واحد»، علاوة على «إصابة مدنيين اثنين برصاص أحد أفراد الأمن، ومدني واحد برصاص مسلحين خارج إطار الدولة، وامرأة جراء الاشتباكات بين اللجنة الأمنية ومسلحين خارج إطار الدولة، ومدنيين اثنين برصاص مجهولين».ورصد المركز «تضرر سيارة إسعاف جراء قصف الحوثي، وتعرض 3 منازل للتدمير الكلي، وتضرر منزلين بشكل جزئي نتيجة القصف بقذائف الميليشيات».وأشار التقرير إلى «المناطق والأحياء السكنية التي طالها قصف الميليشيا الانقلابية بشكل مكثف والتي تركزت على الأحياء السكنية شرق المدينة وأيضاً شمالها من مناطق تمركزها في الحرير وعلى ساحة الحرية وسط المدينة، وأوقع القصف بالكثير من الضحايا، معظمهم من الأطفال، حيث استطاع الفريق الميداني للمركز أن يوثّق مقتل 5 أطفال وإصابة 6 آخرين جراء القصف فقط».
مشاركة :