تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، ارتكاب مجازرها بحق المدنيين العُزل في الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، من خلال القصف الهستيري على الأحياء السكنية، والقنص المستمر للمواطنين، وبينهم النساء والأطفال، بالتزامن مع القصف المستمر على أهالي مدينة تعز المحاصرة من قبل الانقلابين منذ 4 سنوات، وارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين.وفي مجزرتين منفصلتين في محافظة الحديدة، قتل 11 مدنياً بقصف حوثي، الجمعة، في مديريات التحيتا وحيس، جنوب الحديدة، بينهم أطفال، إضافة إلى إصابة آخرين وصفت إصابتهم بالخطيرة.ففي المجزرة الأولى التي ارتكبتها الميليشيات الانقلايبة في مدينة حيس، قتل طفلان، وأصيب 4 آخرون من أسرة واحدة، بقصف حوثي استهدف، الجمعة، منزل المواطنين.وبحسب مصادر محلية، فإن «ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة إيرانياً، شنت قصفاً مدفعياً عنيفاً على منازل المواطنين في مديرية حيس». ووفقاً لما نقل عن مركز إعلام قوات ألوية العمالقة المرابطة في جبهة الساحل الغربي، فإن «الميليشيات أطلقت عدداً من القذائف المدفعية صوب قرية السبعة، جنوب حيس. وبشكل مباشر، طال القصف المنازل، وسقطت إحداها في منزل المواطن حسن عبد الله شحاح، وأدت إلى استشهاد اثنين من أطفاله: راكان حسن عبد الله شحاح (6 أعوام)، ومحمد حسن عبد الله شحاح (12 عاماً)، وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة، وهم: أبو بكر حسن عبد الله شحاح (8 أعوام)، ويونس حسن عبد الله شحاح (10 أعوام)، وأزهار حسن عبد الله شحاح (15 عاماً)، ومنال حسن عبد الله شحاح (4 أعوام)».وفي مجزرة ثانية، قالت مصادر محلية بمديرية التحيتا إن «ميليشيات الحوثي قصفت، الجمعة، منازل المواطنين بقذائف المدفعية، وراح ضحية القصف الحوثي الهمجي 9 مواطنين، بينهم نساء وأطفال من أسرتين في منطقة المتينة، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، في الجبلية بمديرية التحيتا».وذكرت المصادر نفسها أن السكان «هرعوا إلى مكان المجزرة لنقل جثث الشهداء، ونقل الجرحى إلى المستشفى الميداني في الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية، حيث قتل محمد علي شامي، وخميسة كليب حمادي، وأسماء يحيى فرج، وشوعية محمد عمر، وحميدة محمد عمر، وأحمد سالم مطري، و3 من أطفاله، فيما أصيب داؤود إبراهيم ناجي، وشيماء إبراهيم ناجي».ومن جهته، قال المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، وضاح الدبيش، إن المجزرة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في ريف الحديدة تأتي ضمن مسلسل الخروقات المستمرة، رغم سريان وقف إطلاق النار في مختلف جبهات المحافظة، وإن الميليشيا لا تعرف إلا لغة الدم، ولا تلتزم بأي عهود أو اتفاقات.وجددت ميليشيات الحوثي، الموالية لإيران، السبت، سلسلة خروقاتها المتواصلة للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار، حيث قصفت مواقع متفرقة تابعة للقوات المشتركة في مدينة الحديدة، وأطلقت نيران أسلحتها المدفعية والرشاشة بشكل مكثف عنيف على مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الصالح.وفي تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الانقلاب منذ أكثر من 4 سنوات، وسط المعارك المتقطعة التي تشهدها جبهات المدينة وريف المحافظة، وسط استماتة الجيش الوطني لاستكمال تحرير المحافظة من ميليشيات الانقلاب، الذي يقابله استماتة من الميليشيات الحوثية لاستعادة مواقع خسرتها في معاركها، قتل طفلان، الجمعة، إثر انفجار لغم حوثي شرق المدينة.وقتل طفلان، وأصيب ثالث، من أسرة واحدة، مساء الجمعة، بقصف حوثي استهدف الأحياء السكنية في صالة، شرق تعز، بحسب ما أفاد به مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط»، إذ قال إن «ميليشيات الحوثي شنت بقذائفها قصفاً على حي صالة، وقتل القصف الحوثي الطفلة سماء مروان طارش التميمي (7 أعوام)، وشقيقها تميم (4 أعوام)، فيما أصيب أخوهما الثالث عمرو الذي يرقد حالياً في العناية المركزة في مستشفى الثورة بتعز».ويأتي ذلك في ظل استمرار الانقلابيين بقصفهم المستمر، بالمدفعية والدبابات، لأحياء مدينة تعز، وحصد أرواح المدنيين العُزل، وغالبيتهم من الأطفال، علاوة على قنص المواطنين.وفي المقابل، أعلن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة مجتمع مدني مقرها الرئيسي مدينة تعز، عن «إطلاقه حملة إلكترونية تندد بالقصف الممنهج للأحياء والقرى المكتظة بمحافظة تعز من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية».وأوضح، في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «هذه الحملة تأتي مواكبة لإطلاق المركز تقريراً نوعياً يرصد ما توصل له الفريق الحقوقي للمركز بالمحافظة من انتهاكات طالت مدنيين وممتلكات عامة وخاصة جراء القصف الكثيف واليومي الذي تشنه ميليشيا الحوثي من مواقع تمركزها المتعددة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ مارس (آذار) 2015 حتى يوليو (تموز) 2019».وطالب المركز الحقوقي، وهو منظمة يمنية إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة، بـ«التحرك الدولي الجاد لوقف هذا القصف من أجل إنقاذ مئات الضحايا الذين يسقطون يومياً جراءه».
مشاركة :