في تصعيد جديد للصراع بينهما، كشف رئيس حزب اليهود الروس (يسرائيل بيتينو)، أفيغدور ليبرمان، خلال محادثات مغلقة في مقر حزبه، أن عدداً من الوزراء والنواب في قيادة حزب الليكود الحاكم، بدأوا يستعدون لسيناريو الإطاحة بزعيمهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. وأنهم يتوقعون مثله عدم فوز معسكره في الانتخابات المقبلة بعد أقل من ثلاثة أسابيع، والعجز عن تشكيل الحكومة المقبلة.وقال ليبرمان، إنه التقى في الأسابيع الأخيرة عدداً من نواب ووزراء الليكود ورؤساء بلديات وأعضاء في هيئات مركزية في هذا الحزب، فقالوا له إن «ثلثي أعضاء كتلة الليكود في الكنيست يتمنون ويصلّون لأن يفشل نتنياهو في الحصول على 61 عضواً في الكنيست، سوية مع حلفائه في أحزاب اليمين والأحزاب الدينية، وذلك «حتى تنشأ فرصة لتغيير مرشح الليكود وإسناد مهمة تشكيل الحكومة إلى زعيم آخر في الليكود».وأضاف ليبرمان، إنه «من الصعب التصديق كم هم هؤلاء القادة متعطشون للتخلص من نتنياهو، مع أنه كان قد أرغمهم على توقيع رسالة يلتزمون فيها بدعمه وحده رئيساً للحكومة». وقال: «في حال عدم فوز معسكر اليمين والمتدينين بـ61 عضو كنيست، فإن هؤلاء القياديين في الليكود لن يسمحوا بحل الكنيست مرة أخرى والتوجه إلى انتخابات ثالثة هذه السنة؛ ولذلك فإن الوضع الذي سينشأ يعتبر فرصة سانحة لتغيير نتنياهو».وعلى الرغم من أن هذه التصريحات تبدو دعاية انتخابية أكثر من سرد وقائع، فإنها تستند إلى نتائج استطلاعات الرأي التي تجمع حالياً على أن نتنياهو لن يستطيع تشكيل الحكومة القادمة، إلا إذا حصل على دعم ليبرمان. فهي تشير إلى أن تحالف أحزاب اليمين مع المتدينين سيحصل على 55 – 57 مقعداً، بينما يحصل ليبرمان على 9 – 11 مقعداً ويكون لسان الميزان. ويقول ليبرمان، إنه لن يكون مع نتنياهو بشكل تلقائي، بل إنه يحبذ تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الحزبين الأكبرين، الليكود و«كحول لفان». ويسعى نتنياهو بالمقابل لمنع هذا الواقع والفوز بـ61 مقعداً من دون ليبرمان. وفي سبيل ذلك، أقنع نتنياهو حزبين في اليمين المتطرف بالانسحاب من الانتخابات، هما حزب «عوتصما يهوديت» (عظمة يهودية) و«زهوت يهوديت» (هوية يهودية)، مقابل منحهما امتيازات ومناصب حكومية.وكان زعيم حزب الجنرالات (كحول لفان)، بيني غانتس، قد أعلن أنه لن يكون في حكومة واحدة مع نتنياهو، بسبب تورطه في قضايا الفساد. وعقب مكتب نتنياهو على تصريحات ليبرمان قائلاً: «ليبرمان تعهد بدعم غانتس. ومن يصوّت لليبرمان يكون قد صوّت عملياً لحكومة بقيادة غانتس ويائير لبيد». وتهرب بذلك من الحديث عن الحيثيات الواقعية لتصريحات قادة الليكود.
مشاركة :