استأنفت فعاليات أيام مجلس التعاون امس في يومها الثاني بندوة بعنوان "تعزيز العلاقات والتفاهم بين دول المجلس واليابان"، وذلك بفندق بنسله في العاصمة اليابانية طوكيو. وفي مستهل الندوة ألقى الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون خالد بن سالم الغساني كلمة نيابة عن معالي الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بين فيها أن العاصمة اليابانية تمثل المحطة العاشرة ضمن ترحال أيام مجلس التعاون في ربوع أوروبا، وآسيا، التي انطلقت من باريس، وتلتها بروكسل وبرلين، ثم لاهاي، ومدريد وروما، ولندن وسيؤول، واستوكهلم. وأكد أن الغاية التي ترمي إليها أيام مجلس التعاون هي توفير البيئة المناسبة لحوار تفاعلي، نستعرض خلاله قضايا ثقافية واقتصادية وإعلامية، تعزز من مد جسور التفاهم بين بلداننا وبين البلدان الصديقة في مختلف المجالات الثقافية والحضارية. وأوضح الغساني أن التجانس بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون قد أسهم في تمكينه من تبني مواقف موحدة تجاه العديد من القضايا، وسياسات ترتكز على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة كل دولة على أراضيها ومواردها، واعتماد مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات، الأمر الذي أعطى مجلس التعاون قدراً كبيراً من المصداقية، كمنظمة دولية فاعلة في هذه المنطقة الحيوية للعالم بأسره. وأضاف أن لدول مجلس التعاون مواقف ثابتة ومعلنة من القضايا كافة التي تهم السلم العالمي، وتسهم في استقرار ورخاء الإنسانية اجمع، فموقفنا من الظاهرة التي ابتليت بها البشرية بجميع أصنافها وهي ظاهرة الإرهاب، التي تنبذها دول المجلس مهما كان شكلها أو صورتها، ومهما كانت دوافعها ومبرراتها، وأياً كان مصدرها، فدول المجلس تدعو دائماً إلى تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، مؤكداً التزام دول المجلس بمحاربة الفكر الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية وتتغذى منه، فالإسلام بريء من هذا الفكر المنحرف، والتسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أسس سياسة دول المجلس الداخلية والخارجية. وفي الجانب الاقتصادي أوضح الغساني بأن دول مجلس التعاون حققت الكثير مما تصبو إليه، دون التخلي عن فلسفة التدرج والتوافق، كأساس ومنهج، مشيراً إلى أن مجلس التعاون قد تبنى في البداية المدخل التجاري التقليدي للتهيئة لعملية التكامل، ثم في مرحلة لاحقة تبنى آليات متعددة لتعميق التعاون وزيادة وتيرة التبادل التجاري الإنمائي بين الدول الأعضاء. من جانبه أعرب مساعد وزير الخارجية سفير دول مجلس التعاون في وزارة الخارجية اليابانية شينجرو اندو في كلمة له عن شكره على المساعدات التي قدمتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أثر الكارثة الطبيعية في اليابان عام 2011، مثمناً الدور الذي تقوم به دول المجلس على المستويين الإقليمي والدولي. وتطرق إلى الزيارات التي قام بها كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون واليابان وأثرها في دفع تعزيز العلاقات بين الجانبين في المجالات المختلفة مثل الطاقة وموارد المياه والتكنولوجيا، موضحاً أن بلاده تشاطر دول مجلس التعاون ضرورة توطيد الأمن وتحقيق الاستقرار في العالم، داعياً إلى تعزيز الشراكة بين دول المجلس واليابان في مختلف المجالات.
مشاركة :