انهيار الروبل .. «كابوس» يعصف بالأسر الروسية المقترضة بالدولار

  • 4/24/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعدما كانت المصارف في روسيا تعرض على عملائها قروضا عقارية بالدولار بشروط أفضل بكثير من القروض بالروبل، تحول هذا المكسب مع انهيار العملة إلى كابوس حقيقي بالنسبة للأسر الروسية الكثيرة التي استفادت منه وتعتبر اليوم أن السلطات لا تكترث لوضعها. وبحسب "الفرنسية"، فإنه مع فقدان الروبل نصف قيمته في بضعة أشهر، انقلبت حياة إيكاتيرينا كولوتوفكينا المرأة الأربعينية من سكان موسكو التي يتعين عليها تسديد قسط شهري بقيمة ألفي دولار، حيث وصلت قيمة هذا القسط بالروبل خلال الشتاء إلى ضعفي ما كانت عليه مع تراجع العملة الروسية لأدنى مستوياتها تحت وطأة العقوبات الغربية المفروضة على البلاد على خلفية الأزمة الأوكرانية وتراجع أسعار النفط. وفي آذار(مارس) توفي زوج إيكاتيرينا كولوتوفكينا في سن الـ 52، وهي اليوم تواجه خطر طردها مع ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات لتعذر دفع أقساطها عند استحقاقها. وأوضح أليكسي أوليوكايف وزير الاقتصاد في كانون الأول (ديسمبر) أن القروض بالعملات الأجنبية التي تمت في معظمها قبل أزمة 2008-2009 تشكل 3 الى 4 في المائة من مجموع القروض في روسيا ما يعتبر حيزا "غير مهم اقتصاديا" غير أن عواقبه شديدة. وحيال وضع يزداد صعوبة، ضاعف المقترضون نداءات الاستغاثة ونظم العشرات منهم تظاهرات وعمليات تعبئة خاطفة في موسكو وسان بطرسبرج أو أغرقوا مصارفهم ونوابهم بسيل من الطلبات لتحويل ديونهم إلى العملة المحلية بسعر ما قبل الأزمة. غير أن السلطات لم تبد رغبة في معالجة هذه المشكلة ردا على هذه التحركات لأن تحويل القروض قد يلحق خسائر بالمصارف التي أضعفتها الأزمة النقدية أساسا. وتحت ضغوط البنك المركزي، عرضت المصارف المعنية بشكل خاص ولا سيما دلتا كريديت (فرع سوسيتيه جنرال) حلولا فردية لعملائها، غير أن هؤلاء رفضوا إعادة جدولة قروضهم معتبرين أن ذلك لن يؤدي سوى إلى إطالة أمد مصاعبهم من خلال تمديد فترة التسديد. وأصدرت الحكومة مرسوما يجيز تعويض الخسائر لكن بشروط صارمة وبمستوى لا يتخطى 200 ألف روبل (أقل من 3500 يورو)، وعمد المقترضون اليائسون إلى تحركات جذرية وأعلن عدد منهم إضرابا عن الطعام الأسبوع الماضي. وأوضحت لاريسا موروزوفيتش (38 عاما) وهي تبكي أنها الوسيلة الوحيدة لإحداث أي تغيير موضحة أن مصرفها عرض عليها إعادة جدولة أقساطها ونقلها إلى ابنتها. ووجه المقترضون بالعملات الأجنبية رسالة مفتوحة إلى الرئيس فلاديمير بوتين كتبوا فيها أن معظم المقترضين أنهكوا إلى الحد الأقصى جسديا ونفسيا عارضين أوضاعا قصوى حيث بات البعض على شفير الطلاق أو يفكر في بيع أعضائه. غير أن الرئيس الروسي رد هذه الاحتجاجات خلال برنامج تلفزيوني الأسبوع الماضي موضحا أنهم اتخذوا قرارا ينطوي على مجازفة باقتراضهم بالدولار أو اليورو أو الين، وقالت لاريسا روبليوفا التي تقوم بإضراب عن الطعام إننا كنا نتوقع بالطبع ردا آخر. وعلى الرغم من انتعاش الروبل بنحو 40 في المائة خلال شهرين، إلا أن الأقساط على القروض بالعملات الأجنبية تبقى أكثر ارتفاعا بنسبة 50 في المائة مما كانت عليه قبل الأزمة. وقال إيجور نيكولايف الخبير الاقتصادي من معهد "إف بي كاي"، إن أصحاب القروض بالعملات الأجنبية لديهم دوافع تبرر نقمتهم على السلطة، مذكرا بأن الحكومة مسؤولة عن استقرار الروبل، وهؤلاء الأشخاص ضحايا لهذه الأزمة.

مشاركة :