تحقيق: عماد الدين خليل منذ أن قامت اللجنة الوطنية لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي للدورة الثانية على التوالي، بإقرار نظام الاقتراع ب«الصوت الواحد» لكل عضو لجنة انتخابية في الانتخابات؛ تم منع عملية منح الأصوات لأكثر من مرشح عن ذات الهيئة الانتخابية التي يتبع لها الناخب، وبالتالي الحد من ممارسات التضامن، التي تحدث بين المرشحين؛ مثل: حيلة «مرشح الظل»، الذي طالب مواطنون بمساءلته قانونياً، وانتقدوا في ذات الوقت المرشحين الأقارب أو الأصدقاء.وتظهر عملية التضامن في الانتخابات، عند بعض أعضاء الهيئات الانتخابية؛ من خلال إعلان رغبتهم في الترشح لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، ثم الإقدام على لعب دور «مرشح الظل»، الذي يعلن ترشحه؛ بهدف توجيه الناخبين من أعضاء الهيئات الانتخابية داخل كل إمارة، إلى مرشح آخر يتضامن معه؛ لإعطائه أصوات الناخبين؛ لمساعدته على الفوز بالمقعد الانتخابي، خاصة في ظل عدم قدرة الناخب على منح صوته لأكثر من مرشح واحد فقط. وللتعرف إلى أسباب تلك الحيلة الانتخابية، التقت «الخليج» مع عدد من المواطنين؛ الذين طالبوا بمعاقبة من يقوم بتلك الحيلة، ومساءلته قانونياً؛ حتى لا تتأثر نزاهة وشفافية السباق الانتخابي؛ لأنهم بتلك الحيلة يتسببون بضياع الفرصة على من هم أجدر وأكفأ بأن يكونوا أعضاء بالمجلس؛ لمناقشة وصياغة القوانين التي تخدم الوطن والمواطنين، كما طالبوا المرشحين بالتركيز على حملاتهم وبرامجهم الانتخابية فقط، وعدم ممارسة أي أدوار تضامنية مع باقي المرشحين، مؤكدين وعيهم بأهمية وقيمة الصوت الانتخابي في إعطائه لمن يستحقه، منتقدين مرشحي الأقارب والأصدقاء. مساءلة قانونية يقول محمد سعيد القبيسي: «إن عضوية المجلس الوطني الاتحادي أمانة قبل أن تكون مسؤولية اجتماعية؛ لأن العضو لا يمثل جهة من المواطنين فقط، وإنما يمثل ويعمل على خدمة أفراد المجتمع في توصيل أصواتهم واحتياجاتهم، ومناقشة القوانين التي تخدمهم»، مؤكداً أن عضوية المجلس الوطني تعد تكليفاً وليست تشريفاً.وأضاف: «من يلعب دور «مرشح الظل» من المرشحين؛ بهدف توجيه الناخبين من أعضاء الهيئات الانتخابية؛ لإعطاء أصواتهم إلى مرشح آخر متضامن معه، يجب أن تتم مساءلته قانونياً، ومنعه من الترشح مرة أخرى في الدورات القادمة للمجلس، إذا تم إثبات تلاعبه وقصده الترشح؛ للتضامن مع مرشح آخر، وتوجيه أصوات الناخبين له؛ لأنه حينئذ يقوم بتشتيت أصوات الناخبين، وضياع الفرصة على المرشحين المستحقين لتلك المكانة».وطالب القبيسي، ببث جلسات المجلس على شاشات التلفاز، مع مراعاة الجلسات السرية التي يقررها المجلس، حتى يتمكن الناخب من متابعة جلسات المجلس، ورؤية نشاطات المرشح الذي أعطاه صوته. وعي المواطن وأكد نبيل حريبي الكثيري، أن عملية تضامن المرشحين، والحيلة التي قد يلجأ إليها أحدهم، لا تؤثر في العملية الانتخابية؛ لأن المواطنين لديهم الوعي الكامل بأهمية الصوت الانتخابي، وكيفية إعطائه لمن يستحقه، لافتاً إلى أن من يقوم من المرشحين بتوجيه الناخبين لمرشح آخر متضامن معه، يفقد مصداقيته أمام المواطنين، متسائلاً: كيف يتبع الناخبون رأيه أو توجيه؟وقال: إن الأسباب التي تدفع «مرشح الظل» لتلك الحيلة الانتخابية؛ هي دوافع شخصية.وطالب عدد من المواطنين عدم الاندماج مع المرشحين، والقراءة والاطلاع على البرنامج الانتخابي لكل مرشح على حدة، وعدم الانسياق وراء العناوين العريضة، التي يضعها بعض المرشحين؛ لكسب الأصوات فقط، والتأكد من البرامج الانتخابية لكل مرشح، أو سؤال أهل الخبرة بمن هو الأجدر والأحق لإعطائه صوته.كما أكدت أروى حارب آل علي، أن وعي المواطنين بأهمية صوتهم يتصدى لهذه الظاهرة إن وجدت، لافتة إلى أن من يقوم من المرشحين بتلك الحيلة سيقابل بعدم القبول، إلا من فئة قليلة من أفراد عائلته وأصدقائه، مشيرة إلى أهمية ودور وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن المرشحين الذين يستطيعون تحمل مسؤولية توصيل احتياجات المواطنين؛ لأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن مصدراً لمعرفة إنجازات كل شخص، وما قدمه لخدمة المجتمع. الأقارب والأصدقاء وأضافت: إن قيام المرشح بالتضامن مع مرشح آخر، وتوجيه الناخبين لإعطاء أصواتهم له، ظاهرة سلبية تؤثر في المسؤولية الوطنية والمجتمعية للمرشحين؛ حيث إن الناخب يجب أن يضع نصب عينيه أن الانتخاب واجب وطني، وأمانة يجب التفاني والإخلاص في العمل من أجلها.وتابعت: المرشح عليه مراجعة نفسه، وإنجازاته التي يعمل لها؛ من أجل خدمة الإمارة والمجتمع، ومن يرى أنه غير قادر على أن يضيف أي شيء لمجتمعه؛ فعليه أن يفسح المجال لغيره ممن قاموا بإنجازات حققت صدى واسعاً في الدولة، وأن يختار الناخب المرشح؛ بناءً على محاور البرنامج الانتخابي الخاص به، ويجب أن يمتلك المرشح دبلوماسية ولباقة ووعياً باستراتيجيات الحكومة والقيادة الرشيدة، وأن يواكب المسرعات الحكومية، التي من شأنها خدمة الوطن والمواطن، وألا يتحيز لعائلته أو لأحد أصدقائه، فالبيت متوحد والفوز دائماً حليف الأفضل.وقال محمد عادل الهاشمي: يجب على كل مواطن عدم الانحياز لأي مرشح سواء أكانت تربطه به صلة قرابة أو صداقة، وألا يتأثر الناخب بكلام أي مرشح قبل الاطلاع على الأجندة الوطنية التي يعد لها؛ لخدمة الوطن قبل المواطنين، وأن يعي المواطن أهمية وأمانة صوته الانتخابي في إعطائه لمن يستحق لتلك المسؤولية الاجتماعية؛ بعد قراءة ما سيقدمه المرشح خلال تواجده عضواً في المجلس الوطني الاتحادي، إضافة إلى أعماله السابقة التي قدمها لخدمة المجتمع حتى ينتج عن تلك الانتخابات أشخاص حقيقيون يمثلون المواطنين في إيصال أصواتهم. تأثير سلبي قال سالم سعيد الحيقي: إن حيلة «مرشح الظل» كانت ظاهرة موجودة في الدورات السابقة، ولاحظنا أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتعمدون تسجيل أنفسهم ويأخذون أصواتاً ثم يقومون بدعم مرشح آخر؛ بتوجيه الناخبين لإعطائه أصواتهم، إلى أن قامت اللجنة الوطنية للانتخابات باعتماد تطبيق آلية الاقتراع بالصوت الواحد للناخب، والذي ساعد بشكل كبير في الحد من تلك الحيلة الانتخابية.وأضاف: إن تضامن بعض المرشحين؛ يترتب عليه أنهم يوجهون الناخبين للإدلاء بأصواتهم، وهذا يؤثر بالسلب في سير العملية الانتخابية، ويجب مساءلة هؤلاء المرشحين قانونياً، ومعاقبة «مرشح الظل» بما تراه اللجنة الوطنية حتى لا يؤثر في نزاهة وشفافية الانتخابات، إذا ثبت منه القيام بتوجيه الناخبين للإدلاء بأصواتهم تجاه مرشح آخر.وأكد ضرورة أن يختار المواطن المرشح على أساس كفاءته وقدرته على تحمل المسؤولية الاجتماعية، التي يخدم من خلالها المواطنين، إضافة إلى أهمية النظر إلى خدمات المرشح المجتمعية، التي قدمها من قبل، والابتعاد عن المجاملات في الترشيح.وقالت فاطمة الحمادي: إن تلك الحيلة من تضامن بعض المرشحين؛ تتطلب تدخلاً من اللجنة الانتخابية؛ لمنعها نهائياً، وأوضحت: إن الأسباب وراء تلك الظاهرة قد تكون مقابل أمور مادية يحصل علية المرشح من المرشح الآخر الذي يتم التضامن معه، مؤكدة أن العملية الانتخابية هي فرصة أعطتها الحكومة للمواطنين؛ ليستطيعوا اختيار ممثليهم، ويجب ألا نخسر تلك الفرصة لمصالح شخصية.ووصف عادل عبد الله حميد، تضامن أحد المرشحين مع الآخر، وتوجيه الناخبين، بأنه فساد أخلاقي؛ لأنهم يعملون من أجل جلب العدد الأكبر من الأصوات فقط، دون الأخذ في الاعتبار مكانة ودور المجلس الوطني الاتحادي في تشريع القوانين والمسؤولية الاجتماعية التي يقوم بها الأعضاء في خدمة المواطنين، وليس لتحقيق أغراض شخصية.وقال: من يقوم من المرشحين بتوجيه الناخبين إلى التصويت لمرشح آخر يكون قد شارك في فساد. خدمة الوطن قال محمد سليمان الشحي: إن المرشح الذي يقوم بإعلان ترشحه ومع مرور الوقت يكتشف عدم قدرته على مواصلة السباق لأي سبب كان، وقام بالانسحاب دون توجيه أحد من الناخبين أو محاولة إقناعهم بمرشح لإعطائه أصواتهم؛ يُسمى «انسحاب الفرسان»؛ لأنه قام بإعطاء الفرصة والمجال لغيره من المرشحين ممن هم أقدر لأن يكونوا أعضاء في المجلس لخدمة المواطنين، وتحول من مرشح إلى ناخب يشارك في نزاهة العملية الانتخابية، وخدمة الوطن.وأضاف: الناخبون الآن يمثلون منظومة تقوم على خدمة الوطن عن طريق انتخاب من يمثلهم، وإبراز ما يحتاج إليه المواطن في إمارات الدولة؛ لمواكبة عملية التطوير المستمرة التي تشهدها الدولة. اختبار وتقييم طالب محمد عبد الجبار بضرورة وجود لجنة تقوم على اختبار وتقييم المرشحين قبل عملية التسجيل حتى يتم التمكن من تفادي تلك الحيل الانتخابية التي يقوم بها بعض المرشحين؛ بهدف كسب الأصوات فقط.وأضاف: إن نتيجة تلك الحيلة الانتخابية بتوجيه الناخبين؛ تؤدي إلى مرشح لا يمثل المجتمع الحقيقي، ولا يستطيع أن ينقل الصورة الحقيقية التي تعبر عن المواطنين واحتياجاتهم، إضافة إلى أنه عمل على ضياع حق المواطن في التعبير عن صوته بكل نزاهة، ومن دون توجيه من أحد. تعزيز توعية الناخب أكدت زينب عيسى، أن تلك الظاهرة بالفعل كانت تؤثر في العملية الانتخابية؛ لذلك قامت اللجنة بتطبيق آلية الاقتراع للصوت الواحد للناخب للدورة الثانية على التوالي؛ حيث إن تلك الآلية جعلت الناخب يحرص على إعطاء صوته لمن يستحقه من وجهة نظره، كما أن نظام الصوت الواحد أسهم بدرجة كبيرة في منع هؤلاء المرشحين أن يلعبوا هذا الدور، خاصة مع زيادة تعزيز التوعية والتثقيف لدى المواطنين عن طريق الدورات أو الندوات.
مشاركة :