يحاول عدد من الساسة البريطانيين أن يتواصلوا مع ناخبيهم والتأثير في قرارهم الانتخابي، عبر تناول الطعام في المطاعم الشعبية أو الرخيصة الثمن، التي يرتادها العامة. وفي السياق نفسه التقطت صور لديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أخيرا في أثناء تناوله طعام الإفطار في مطعم ناندوز بمدينة بريستول جنوب غربي بريطانيا. ويعد كاميرون أحد السياسيين الذين استخدموا تلك الطريقة أخيرا، إذ جلس في مطعم برتغالي وتناول نصف دجاجة محشوة مع البطاطس. وكان جورج أوزبورن وزير الخزانة البريطاني قد ظهر العام الماضي في صورة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وهو يتناول البرجر في أثناء وضع اللمسات الأخيرة على تقرير مراجعة الإنفاق الحكومي. المطاعم بسيطة تستغل من قبل السياسيين للحصول على مكاسب انتخابية، وفي الصورة يبدو باراك أوباما الرئيس الأمريكي مع ميدفديف الرئيس الروسي السابق . «الاقتصادية» وتعرض أوزبورن بعد ذلك لتعليقات ساخرة عندما اكتُشف أن تكلفة البرجر الذي كان يتناوله عشرة جنيهات استرلينية، وأنه كان من سلسلة مطاعم "بايرون" المتخصصة في بيع الهامبرجر وليس من مطعم الوجبات الرخيصة. ورد على التعليقات قائلا: "ماكدونالدز لا يوصل الطلبات إلى هنا". ولا يقل اهتمام زعماء المعارضة في بريطانيا بالطعام كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية. فقد توجه عدد من رموز المعارضة من بينهم إد ميليباند زعيم حزب العمال، وإد بولز وزير الخزانة في حكومة الظل، إلى فرع من فروع سلسلة مطاعم "غريغز" تعبيرًا عن احتجاجهم على قرار فرض ضريبة القيمة المضافة على المعجنات ولفائف النقانق، وهو القرار الذي جرى التراجع عنه فيما بعد. وظهر ديفيد كاميرون في الآونة الأخيرة في أماكن عامة بسيطة لتناول الطعام في محاولة لزيادة الشعبية، كما جاء في موقع قناة بي بي سي العربي BBC. ويعد تناول الطعام في الأماكن العامة بالنسبة للشخصيات السياسية من الأمور المثيرة للجدل في الولايات المتحدة أيضًا. وكان بيل دو بلاسيو عمدة نيويورك، محل انتقاد وسائل الإعلام الأمريكية في يناير الماضي عندما ظهر في صور أثناء تناوله البيتزا بالشوكة والسكين بدلا من تناولها بيده. ويرى جون ستريت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيست أنجيلا، إن اختيار رئيس الوزراء للمطعم كان متعمدا تماما. وأضاف: "تلك هي إحدى الطرق التي يلجأ إليها السياسيون ليظهروا أنهم أشخاص عاديون مثلنا"، وتابع ستريت: "من الواضح أن في ذلك إشارة إلى رغبة السياسيين في إظهار أنهم أشخاص عاديون، فديفيد كاميرون يمكنه تناول الطعام في أماكن تقدم الخدمة بأسعار أعلى بكثير من ناندوز". وأضاف أنه "لو استضاف أنجيلا ميركيل، فلن يختار ناندوز بطبيعة الحال". ورغم ما وضحه ستريت، كان كاميرون قد دعا فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي أثناء زيارته إلى بريطانيا لتناول طعام الغداء في إحدى الأماكن العامة البسيطة في يناير الماضي. وقال ستريت: "يثير ذلك تساؤلا آخر عن دور الطعام. فمن جهة يزيد تناول الطعام في الأماكن العامة من درجة القبول التي يتمتع بها السياسي بين العامة. ومن جهة أخرى، يمكن استخدام تلك الطريقة في توطيد العلاقات الدولية". يُذكر أن كاميرون بدأ في استخدام تلك الطريقة لزيادة شعبيته بين الناخبين البريطانيين، التي تعد تحولا ملحوظا عن نهج سابقيه في ذلك المنصب لتحقيق مكاسب سياسية.
مشاركة :