أشارت النقيب حياة عبدالمجيد رئيس فرع بإدارة مكافحة الجرائم الالكترونية بالادارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والالكتروني، إلى أن الإدارة تعمل على رصد ومتابعة عن كثب انتشارالألعاب الالكترونية على شبكة الأنترنت والتطورات التي تحصل في هذا المجال؛ وذلك للتصدي لكل ما يهدد أمن وسلامة المجتمع والوقوف على السبل التي تحدُّ من انتشار الظواهر السلبية في المجتمع، إذ إن الادارة بصدد انشاء كتيبات توعوية لأولياء الأمور توضح فيها خطوات حماية الأطفال من الاعلانات الضارة التي تتضمنها هذه الألعاب.وأضافت أن الألعاب الالكترونية الضارة تعمل على غرس ثقافة العنف والخوف لديهم تدريجياً، حيث ان فيها ما يشجع على العنف والقتل وتبث أفكاراً غريبة لا تتناسب مع مجتمعاتنا، فهي تسبب الإدمان والاكتئاب الشديد وتحول شخصية الشاب أو الطفل ليكون عدوانيًا وأسيرًا لأفكار متطرفة، كما أن انتشار مثل هذه الألعاب يعد أحد أهم المخاطر الإلكترونية، وهو الأمر الذي يستلزم وقفة موحدة للتصدي لها من خلال تعاون وعمل مشترك وتنسيق بين الأسرة والمجتمع المحلي والمؤسسات المدنية، ولا سيما دور الأسرة في ضبط سلوكيات الأبناء توجيههم الى الطريق الصحيح.من جهتها، أكدت الدكتورة بنه بوزبون (خبير نفسي واجتماعي) أن الألعاب الالكترونیة تعتبر من احدث الألعاب في العالم، لم تكن معروفة من قبل فهي تؤدي دوراً أساسیا في ثقافة الأطفال، حیث أنها تحاكي العالم الحقیقي في تصورها وأنها سهلة المنال، كما تمتاز الألعاب الالكترونیة بعناصر الجذب لأنها تقدم واقعا افتراضیا مشوقا یجذب المستخدم كالرسوم والألوان والخیال والمغامرة بشكل یجعله یمارس اللعبة لفترات طویلة، حیث لقیت رواجا كبيرا في السنوات الأخیرة في الدول العربیة بصفة عامة، ومملكة البحرين بصفة خاصة، باعتبارها مصدرًا للإثارة والمتعة الموجودة في الواقع.وأضافت «أن الألعاب الالكترونیة عبر الهواتف الذكیة تتجه إلى كل شرائح المجتمع، إلا أن اللعب میزة الطفل، لأنه أكثر الفئات الاجتماعیة اهتماما بمثل هذا النشاط كما تعد مرحلة الطفولة هي الركیزة الأساسیة لحیاة الفرد المستقبلیة؛ إذ فیها تتحدد ملامح شخصیته من خلال ما یكسبه من مها رات وخبرات وقیم، لان الطفل یمر بمراحل متعددة منذ ولادته، كمرحلة الطفولة والمراهقة والشباب وغیرها، لكنه في فترة معینة من حیاته یكون في حالة الدراسة، فهي تعتبر من أهم المراحل التي یمر بها الطفل، وهو شریحة حساسة ومهمة في المجتمع؛ نظرا لالتزامه بنظام تربوي یسعى إلى تكوینه وتعلیمه، أما في المقابل فنجده ملزمًا بالقیام بواجبات مدرسیة یقاس من خلالها تحصیله الدراسي، في حین تعتبر أیضا مرحلة تكوین الذات وتنمیة القدارت العقلیة والفكریة والبدنیة لدیه».وأضافت الدكتورة بنه بوزبون «إنه في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي یشهده عالم الیوم، فقد فرض علیه استخدام هذه التكنولوجیا خاصة تقنیات التسلیة كالألعاب الالكترونیة عبر الهواتف الذكیة، وعلیه یمضي الطفل باستخدام هذه الألعاب، ویرجع ذلك إلى أهم میزة فیها محاكاتها للواقع أكثر من الخیال، كما أن لها ممیزات تكنولوجیة عالیة الجودة في التصمیم والألوان والموسیقى؛ فهي تمكن مستخدمها في التحكم في جمیع تقنیاتها، كما یمكن أن تساعده في التعلم واكتساب مهارت تكنولوجیة جدیدة، وبالرغم من الفوائد العدیدة لهذه الألعاب الالكترونیة من تفكیر وانتباه وتركیز، في حین یمكن أن لها آثار سلبیة نتیجة الاستخدام المفرط لها، كما یمكن أن تؤثر على التحصیل الدارسي للطالب خاصة في أوقات الدارسة، حیث نجده یمضي وقتا طویلا في اللعب وبالمقابل إهماله لواجباته المدرسیة خاصة في ظل غیاب رقابة الأولیاء».وقالت بوزبون «إن أغلبیة الأطفال یقلدون أبطالهم المفضلین في الألعاب الالكترونیة، وهذا ما یجعلهم یتقمصون شخصیات غیر شخصیاتهم تكون مبنیة حسب مبادئ وقیم البطل الذي یفضلونه، وهذا ما یجعلهم یمیلون للتقلید الذي یؤثر في المستقبل على تكوین شخصیاتهم واعتمادهم على أنفسهم وثقتهم. أما من جهة أخرى، فتعمل هذه الألعاب على تعلیم الطفل كیفیة التعامل مع التكنولوجیات الحدیثة كالكمبیوتر والانترنیت والأجهزة الالكترونیة، كما أنها جعلته أكثر اصرارا على تحقیق النجاح والفوز وتحقیق الطموح، فخسارته في الألعاب واصراره على الفوز یولد فیه الإرادة على تحقیق النجاح والفوز ما یؤثر على طموحاته المستقبلیة وإصرارة على تحقیق أهدافه والتخطیط لحیاته بالحيل والعنف».وأشارت إلى أن لعبة «ببجي وفورت نايت وكول أوف ديوتي» ألعاب إلكترونية متاحة على الهواتف وأجهزة البلايستيشن انتشرت أخيراً، وتكمن خطورتها في أنها تتيح للمستخدمين التعرف إلى غرباء، وإنشاء صداقات عبر شبكات مخفية يستغلونها في التعرف إلى أمور سياسية، أو جذبهم إلى أفعال مشينة تخالف العادات والتقاليد.كما أضافت، أن دور اولياء الامور يكمن في عدة أمور، منها اختيار التطبيقات التعليمية التي تدعم التعلُّم على أفضل وجه عندما تحقق شروطًا محددة، مثل اعتمادها على الجهد العقلي وليس فقط اللمس العشوائي، وأن تعمل على تعزيز اندماج الطفل بالبيئة المحيطة به وليس تشتيته، وأن تكون التطبيقات ذات مغزى في سياق حياة الطفل، وتحقيق التفاعل الاجتماعي؛ لأن الأطفال يتعلمون على نحوٍ أفضل مع الآخرين، بما في ذلك الآباء والأقران. إن هذه المبادئ الأربعة يمكن أن تساعد على تمييز التطبيقات التعليمية عن تلك التي تتظاهر بكونها تعليمية، كما يمكن لهذه المبادئ أن تساعد على تحديد التطبيقات التي تعمل على انخراط الأطفال في تجربة ذات مغزى تربوي وتعليمي. العزلة التي تعيشها شريحة كبيرة من الأبناء داخل غرفهم المغلقة دون أي نوع من الرقابة، هي التي تقودهم إلى الألعاب الإلكترونية وما تتضمنها من مخاطر، بسبب انشغال اولياء الامور في دوامة العمل، وهو ما يضعف الدور الرقابي؛ لذا يجب تقنين الفترة التي يقضيها الطفل مع هذه الالعاب بوجود الاهل لضمان الحماية، وعدم ترك مساحة من الوقت يختلي بها الطفل مع الشحصيات ما وراء جهاز التحكم او «الكي بورد».ونوهت الدكتورة بنه بوزبون إلى ضرورة الانتباه والتحذير من خطورة لعبة «فورتنيت»، حيث تكمن خطورتها في وجود دردشات غير مراقبة مع أشخاص غرباء، معلنةً تعيينها ما يسمون «قادة رقميين»، وظيفتهم تنظيم حملات ومبادرات توعوية بالمخاطر المرتبطة بالفضاء الإلكتروني ولاسيما المتابعة المستمرة لنمط استخدام الأجهزة الإلكترونية وعدد الساعات التي يقضيها الطفل على الإنترنت يومياً.وقالت: «نطالب الأهل بتشجيع الأطفال على انتقاء الألعاب التي تثري مخزونهم المعرفي وتعرفهم على الإبداع والمعرفة، باستخدام أسلوب الحوار البنّاء، والاستماع إلى آرائهم، وتجنب التهديد والعقاب، بل العمل على التقرب إليهم وتعوديهم على الحوارات الأسرية البنّاءة، التي تتسم بالثقة وتتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم دون خوف، وملء أوقات فراغهم بالأنشطة».وفي سياق متصل، أوضحت الاعلامية منى المطوع أنه لابد أولاً من توعية أولياء الأمور وتثقيفهم بشأن هذه الألعاب الالكترونية حتى يتمكنوا من كيفية توجيه أطفالهم وارشادهم ثم الاتجاه الى مرحلة حماية الأطفال من مخاطرها المتعددة، والتي قد تسبب لهم أمراضًا نفسية على المدى البعيد والادمان والعنف، حيث لابد من تخصيص وقت معين للطفل لإشغال وقته بالعديد من الأنشطة البدنية والحركية ذات مهارات التفكير والنشاط، كما ان اطلاق حملات توعوية من قبل الجهات المعنية تستهدف الأطفال بين وقت وآخر من الأمور الواجب القيام بها امام ظهور كل فترة لعبة الكترونية جديدة.وأضافت: «أنه يجب أن يعرف ولي الامر كيفية التفريق بين الألعاب الالكترونية المفيدة والضارة حتى يتمكن من توجيه ابنه ونصحه وارشاده بتجنب الألعاب الضارة، والاتجاه الى الألعاب الالكترونية المفيدة التي تغذي فيه حب المعرفة ومهارات القراءة والذكاء واكتساب اللغات الأجنبية. كما لابد من إيجاد آلية رقابية للطفل وعدم تركه امام الأجهزة الالكترونية طيلة الوقت دون متابعة؛ إذ من المستحسن ان يشاركه ولي الامر في بعض الألعاب التي عادة يكون فيها تنافس وتسابق، وهناك العديد من الألعاب الالكترونية التي تصقل مهارات الطفل وترشده الى نقاط قوته وضعفه، وتكشف له هواياته ومهاراته المختلفة، وخصوصًا اللغوية والابداعية والرياضية لكن من الواجب ان نوجد للطفل جدولاً فيما يخص تمضية وقته ما بين الألعاب الالكترونية والألعاب البدنية حتى لا تسحب الألعاب الالكترونية البساط من حياته الاجتماعية ومحيطه الاسري، ونحن نتمنى من هذا المنبر اطلاق حملة إعلامية توعوية ارشادية تستهدف أولياء الأمور والأطفال معاً، وتختص بالتعريف بالالعاب الالكترونية النافعة والضارة وحجب الألعاب الالكترونية الضارة من قبل الجهات المعنية، وخصوصًا التي تغذي عوامل الإرهاب والعنف والتطرف وتحصين الأطفال من مخاطرها».من جهته، أشار عبدالرحمن يوسف عضو مجلس إدارة جمعية الشباب والتكنولوجيا إلى «ضرورة الرقابة من المسئولين في هذا الشأن بالتحقق من الالعاب الإلكترونية ودراستها قبل السماح لها بالرواج داخل المجتمع، وهذا ينطبق أيضاً على رقابة المواقع الإلكترونية، ولا ننسى دور الأسرة والجهات الأخرى المسؤولة عن توعية الناشئة حول مخاطر هذه الألعاب الالكترونية».
مشاركة :