الخرطوم: «الخليج»،وكالات رفضت محكمة سودانية، أمس السبت، إطلاق سراح الرئيس المخلوع عمر البشير بكفالة ووجهت له رسمياً تهم الفساد والثراء الحرام والمشبوه وحيازة النقد الأجنبي والتعامل فيه بصورة غير مشروعة، فيما توقعت مصادر مطلعة تأجيل تشكيل الحكومة الانتقالية،في حين اجتازت قوائم قوى الحرية والتغيير للوزارات الفحص الأمني. وقال قاضي المحكمة الصادق عبدالرحمن خلال الجلسة الثالثة لمحاكمة البشير إنه تم العثور على أموال من عملات مختلفة في منزل المتهم. وأعلن «أتهمك بأنه ضبط في 16 إبريل 2019 في داخل منزلك مبالغ 6,9 مليون يورو و351,770 دولار و5,7 مليون جنيه سوداني حزت عليها من مصدر غير مشروع وتصرفت فيها بطريقة غير مشروعة وقمت باستلامها بطريقة غير مشروعة». وأضاف القاضي متوجهاً للبشير «فإنك ارتكبت فعلاً مخالفاً» للمواد ذات الصلة في قانون الثراء الحرام وقانون تنظيم التعامل بالنقد الأجنبي». وأقر البشير، تلقيه أموالاً من رؤساء دول ومن مصادر أخرى ولكنه لم يستخدمها في أغراض خاصة، وقال إنه استلم مبلغ 25 مليون دولار عبر مدير مكتبه السابق حاتم حسن بخيت ولم يودعها بنك السودان باعتبار أن المبلغ جاء بطريقة خاصة كدعم لجهات معينة وأنه يملك الوثائق التي تثبت صرفه للمبلغ المحدد وغيره. وأضاف أنه نقل المبلغ الى مكتبه في بيت الضيافة ولكن لا يعرف هوية المال، ولا يتذكر التاريخ الذي أُرسل فيه، لكنه أقر بالصرف من المبلغ خارج ميزانية الدولة والقنوات الرسمية بعد تحويله الى دولار وجنيه سوداني. وقال إنه صرف الأموال محل الاتهام على السلاح الطبي وجامعة إفريقيا وقناة طيبة وسلّم قوات الدعم السريع خمسة ملايين يورو. وأضاف أنه كان يتمني أن تكون المحاكمة سرية حتي لا تتسرب أسماء من أرسلوا هذا الدعم وتعريضهم للحرج. وقال القاضي إن القانون لا يسمح بالضمان في الجرائم التي تصل عقوبتها لعشر سنوات، إضافة الى أن المتهم يواجه بلاغات في قضايا أخرى واحترازاً من المحكمة لعدم هروب المتهم. وكانت هيئة الاتهام قد استغنت عن أحد شهودها حيث كان مقرراً سماعه في الجلسة وأرجأت سماع آخر لحين عودته من دورة تدريبية في القاهرة. وقال محامي البشير إن موكله ينكر التهم الموجهة إليه وإنه غير مذنب وإن شهود دفاع سيحضرون الجلسة القادمة. واتهم البشير في مايو أيضاً بالتحريض والمشاركة في قتل المتظاهرين. وكانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قد وجهت إليه من قبل اتهامات بالإبادة الجماعية في دارفور. أعضاء ب«السيادي» يتفقدون سجن كوبر في أثناء ذلك، أكد مصدر سيادي، أمس، ل«العين الإخبارية» أن اثنتين من أعضاء المجلس تفقدتا سجن كوبر المركزي الذي يضم رموز النظام السابق. وأوضح المصدر أن وفد المجلس السيادي ضم كلاً من عائشة موسى ورجاء نيكولا عبدالمسيح. وأضاف «وصل وفد السيادي إلى سجن كوبر المركزي بالخرطوم لتفقد أوضاع المعتقلين من النظام البائد». ويضم السجن الذي يعتبر الأكبر في السودان الرئيس المخلوع عمر البشير. في جهة أخرى، أفادت مصادر «العربية»، أمس، أن تأجيلاً متوقعاً لإعلان تشكيلة الحكومة الانتقالية. وأوضحت المصادر أن التأجيل جاء بعد لقاء لرئيس الحكومة المكلف عبدالله حمدوك مع قوى الحرية والتغيير. واجتمع حمدوك مع وفد من قوى التغيير لإجراء مشاورات نهائية قبل إعلان فريقه الوزاري. ووفق مصادر من قوى التغيير فقد طالب حمدوك بتغيير المجالس الوزارية الخمسة إلى وزارات. وكشفت الوزارات أنه في حال ظهور حاجة إلى مجالس إضافية فإن حمدوك سيضيفها. حمدوك يمثل السودان في اجتماعات الأمم المتحدة وأكد عضو المجلس السيادي الفريق شمس الدين الكباشي،أمس،أن قائمة قوى الحرية والتغيير من أجل تشكيل الحكومة حازت الموافقة الأمنية، في وقت علمت «العين الإخبارية» من مصادرها أن قوى التغيير ستحدث تغييراً محدوداً في القائمة. وكشف الكباشي عن التوافق مع قوى التغيير على قائمة الوزراء، مؤكداً أن القائمة تجاوزت الفحص الأمني ولم يتم استبعاد أي من الأسماء. وأشار الكباشي إلى إلغاء المجالس واستبدالها بوزارات مثلما نصت وثيقة الإعلان الدستوري، لافتاً إلى أن الوزارات قد تبلغ 20 وربما أقل. وأعلن عن مشاركة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك خلال شهر سبتمبر الجاري ممثلاً السودان. وقال إن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تلقى دعوة رسمية للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، واشار إلى أن البرهان رأى أن يمثل السودان في الاجتماعات -التي وصفها بالمهمة- رئيس الوزراء عبدالله حمدوك. مسيرات لمفقودي فض الاعتصام الى جانب ذلك، نظم مئات السودانيين في العاصمة الخرطوم، أمس الأول الجمعة، مسيرات لمفقودي فض اعتصام قيادة الجيش «تزامنًا مع اليوم العالمي للمختفين قسرياً»، واستجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين،وخرج المئات في عدد من أحياء الخرطوم، وأم درمان.ورفع المتظاهرون شعارات وهتافات تذكر وتطالب بمعرفة مصير مفقودي الاعتصام في 3 يونيو الماضي.
مشاركة :