طهران تتكتّم حول مصير الصاروخ بعد "الانفجار"

  • 9/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واصلت طهران تكتّمها حول تكهنات بانفجار في مركز فضائي، لا سيّما بعدما نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب صورة واضحة للحادث، نافياً تورط بلاده بالأمر. لكنه أثار انتقادات بتسريب صور سرية. ونشر وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي على "تويتر" صورة "سيلفي" قرب القمر الاصطناعي "ناهید-1"، في مختبر في طهران. وكتب بالإنكليزية: "أنا وناهید-1 الآن، صباح الخير دونالد ترامب!". وأضاف أثناء زيارته معهد بحوث الفضاء الإيراني: "كما ترون، القمر ناهید-1 لا يزال هنا، ولم يُسلّم إلى وزارة الدفاع لإطلاقه". وسُئل عن معلومات عن حصول انفجار في "مركز الخميني الفضائي" في محافظة سمنان، قائلاً: "على وزارة الدفاع إعلان تفاصيل هذا الملف. لكن ما نعلمه هو أن القمر الاصطناعي ناهيد ما زال قيد الإعداد في مركز بحوث الفضاء". وأضاف: "زعم ترامب أن لا علاقة لبلاده بانفجار سمنان، وبصفتي مواطناً إيرانياً، لا وزيراً للاتصالات، أقول: إن كانت لديكم صور بهذه الجودة للانفجار المزعوم، مؤكد أنكم تمتلكون صوراً عن إسقاط القوات المسلحة الإيرانية طائرتكم المسيّرة... وأودّ أن تنشروها ليظهر المكان الدقيق لإصابة الطائرة". جاء ذلك بعدما نشر ترامب الجمعة على "تويتر" صورة بالأبيض والأسود، ملتقطة من ارتفاع منخفض، أُخفي مصدرها بواسطة شريط أسود، وتُظهر منصّة الإطلاق ومحيطها المباشر بعد الانفجار، مع شروحات تصف الأضرار الناجمة منه. وكتب الرئيس الأميركي في التغريدة أن الانفجار وقع "خلال الاستعدادات الأخيرة لإطلاق صاروخ سفير الذي يحمل قمراً اصطناعياً، من موقع سمنان في إيران". وأضاف: "الولايات المتحدة غير متورطة بالحادث الكارثي. أتوجّه بأفكاري إلى إيران وأتمنّى لها حظاً سعيداً في معرفة ما حدث". وأعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الصورة التي نشرها الرئيس عُرضت خلال اجتماع في البيت الأبيض الجمعة. لكن احتمال تصنيفها ضمن الأسرار الدفاعية، أثار ضجّة في أوساط الاستخبارات، إذ قال خبراء إن ترامب قد يكون كشف، بنشرها، عن مستوى من الدقة لم يكن معروفاً بعد لدى أقمار التجسس الأميركية، أو أن أجهزة الاستخبارات تمكّنت من إيجاد وسيلة لالتقاط صور جوية عن قرب لموقع الإطلاق، بواسطة طائرة. وقالت أليسون بوتشيوني، وهي عسكرية سابقة وخبيرة في التصوير عبر الأقمار الاصطناعية، إن نشر الصورة "يبدو في تعارض مع السياسة الأميركية الخاصة بنشر بيانات مشابهة". وتابعت: "لست واثقة من الهدف السياسي لنشر الصورة الآن". لكن ترامب اعتبر أن نشر الصورة من صلاحياته، قائلاً: "كانت لدينا صورة ونشرتها، وهذا أمر لديّ الحق في فعله". ورأى أن الإيرانيين "واجهوا مشكلة كبرى". وفشلت عمليتان سابقتان إيرانيتان لإطلاق قمر اصطناعي، علماً أن الولايات المتحدة وحلفاءها ترى في الأمر محاولة من طهران لتطوير برنامجها الصاروخي. على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده تملك "معلومات موثوقة" بأن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا-1" التي احتجزتها جبل طارق لأسابيع، "في طريقها إلى طرطوس" السورية. وزاد: "آمل بأن تغيّر مسارها. الثقة بـ (وزير الخارجية الإيراني محمد جواد) ظريف كانت خطأً كبيراً". ويشير بذلك إلى تعهد طهران لجبل طارق بأن الناقلة لن تفرغ حمولتها في سورية، لإطلاقها. في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على الناقلة، مشيرة إلى أنها "تُعتبر ملكية محظورة، وفقاً لقرار تنفيذي يستهدف الإرهابيين وداعميهم". وأضافت أن قبطان الناقلة أخيليش كومار، وهو هندي، مُستهدف أيضاً بالعقوبات. وأعلنت الإدارة الأميركية أن الناقلة "تحمل 2,1 مليون برميل من النفط الخام الإيراني، الذي يستفيد منه في نهاية المطاف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني". وبعدما أعلنت طهران الاثنين الماضي أنها "باعت" حمولة الناقلة من النفط، مشيرة إلى أن المشتري سيقرر وجهتها، أفادت معلومات بأن العملية تمّت بسعر منخفض جداً، وبأن سامر فايز، وهو تاجر سوري مقيم في لبنان، ومقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد، كان وراء عملية البيع.

مشاركة :