صعدت قبائل شبوة مقاومتها ورفضها تواجد ميليشيات حزب الإصلاح «الإخواني» التي اجتاحت المحافظة بهدف نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وإعادة الإرهاب إلى المناطق المحررة. وتعرضت أرتال عسكرية تابعة للميليشيات الإخوانية القادمة من مأرب تحت مسمى «القوات الشرعية» إلى هجمات وكمائن على طول الطرقات الواصلة إلى مدينة عتق مركز شبوة، منعتها من التقدم صوب أبين وبالتالي إلى عدن. وأوضح مصدر قبلي لـ«الاتحاد» أن شبوة وحدها شهدت أمس تنفيذ 5 كمائن في منطقة الضليعة بضواحي عتق على طول الخط الواصل بين شبوة ومأرب، كما تمكنت قبائل النعمان في مديرية ميفعة من شن هجوم استهدف عناصر الميليشيات الإخوانية الهاربين من أبين باتجاه شبوة، وأضاف أن الكمائن استهدفت آليات عسكرية وعشرات الجنود الموالين لميليشيات «الإصلاح» التي تم الدفع بها مؤخرا إلى شبوة ومحافظات جنوبية محررة. ولفت المصدر إلى أن مسلحي القبائل والمقاومة الشبوانية تمكنوا من تدمير عدد من الأطقم العسكرية والآليات التابعة للميليشيات الإخوانية إلى جانب سقوط نحو 23 قتيلا وجريحا في صفوفهم، مؤكدا أن قبائل شبوة والمقاومة الجنوبية أعلنت النفير العام ضد هذه الميليشيات لمنعها من السيطرة على المحافظة، متوعدة بعمليات مباغتة ضد أي تعزيزات أو قوات عسكرية تحاول الوصول إلى عتق أو إحدى مديرياتها أو التوجه صوب مناطق أبين المجاورة. وأفاد مصدر في مستشفى عتق العام لـ«الاتحاد» أن المستشفى يستقبل كل يوم منذ نحو أسبوع العديد من القتلى والجرحى الذين يسقطون جراء الكمائن التي تنفذها القبائل والمقاومة الشبوانية، مشيرا إلى أن الكثير من الحالات الحرجة جرى نقلها باتجاه مستشفيات في مأرب بينها قيادات بارزة، فيما قالت مصادر أمنية في عتق إن الكمائن التي يجري تنفيذها من قبل القبائل والمقاومة الشبوانية تسببت بحالة من الذعر والخوف لدى ميليشيات «الإصلاح» التي عمدت إلى تصعيد تصرفاتها القمعية عبر تنفيذ عدد من عمليات الاعتقال طالت ناشطين جنوبيين ناهيك عن استهدافات وجرائم بشعة بحق الأهالي بالمحافظة. وقالت مصادر حقوقية في عتق إن ميليشيات «الإصلاح» صعدت من جرائمها وانتهاكاتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شبوة، مشيرة إلى أنها أقدمت على إعدام مواطن ونجله في أحد شوارع عتق ورمي جثتيهما في منطقة نائية، وذلك عقب ساعات من إعدام مواطن آخر تحت مبرر دعمه لقوات النخبة الشبوانية. وأكد رئيس المجلس الانتقالي بمحافظة شبوة علي محسن السليماني، أنه لا تراجع عن تحرير المحافظة من سيطرة ميليشيات الإصلاح الإرهابية، مشيرا إلى أن المعركة مع هذه التنظيمات الإخوانية مستمرة ولن تتوقف حتى النصر، وأشار إلى أن قوات المقاومة الجنوبية وقبائلها والنخبة الشبوانية سوف تبسط يدها قريبا على كافة مديريات شبوة وتحررها، لافتا إلى أن المحافظة لن ترضخ ولن تستسلم وستواصل كفاحها من أجل إعادة الأمن والاستقرار. وفي عدن، شرعت الأجهزة الأمنية لاسيما قوات الحزام الأمني بتعقب الخلايا النائمة لميليشيات «الإصلاح» الإخوانية، والتنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش) وإعادة الحياة والهدوء إلى كافة أنحاء المحافظة، وقامت القوات بعمليات تفتيش على السلاح، إضافة إلى تفتيش المركبات والدراجات النارية، ونفذت مداهمات لمنازل بعض الذين ثبت تورطهم بعمليات نهب للبيوت والفنادق والسيارات خلال الأحداث في عدن. وقال مسؤولون في المجلس الانتقالي وشهود إن قوات المجلس داهمت منازل وشركات واعتقلت عشرات النشطاء موجهة إليهم تهمة الإرهاب، وقال أربعة سكان لـ«رويترز» إن هدوءا نسبيا عاد إلى عدن لكن المقاتلين يجوبون الشوارع وشوهدوا وهم يقومون بمزيد من الاعتقالات في أنحاء المدينة، وأصدر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، توجيهات واضحة بمنع اقتحام المؤسسات الخاصة والعامة، إلا بإذن قانوني من الجهات المختصة المعنية بتطبيق القانون، كما أكد التزام المجلس الحفاظ على الأمن والنظام وحماية الحقوق والحريات العامة لجميع المواطنين. في المقابل، وفي إطار مسلسل الخيانات الإخوانية المستمر، دعا حزب «الإصلاح»، عناصره المنضوية في لواء «الجيش الوطني» إلى مغادرة جبهات القتال خصوصاً الشمالية المحاذية للسعودية، والتوجه إلى محافظتي تعز ومأرب استعداداً لشن هجوم جديد على الجنوب المحرر في إطار مخطط تدعمه قطر وتركيا وإيران للاستيلاء على ميناء عدن وحقول شبوة النفطية ومضيق باب المندب الاستراتيجي. وقال القيادي البارز في «الإصلاح» سعيد المخلافي، الذي يقيم منذ سنوات في تركيا، في بيان: «ندعو جميع أبنائنا من إقليم الجند (يضم محافظتي تعز وإب) المتطوعين للقتال في الحد الجنوبي للسعودية سرعة العودة إلى الجبهات في تعز لاستكمال تحريرها»، لافتا إلى استكمال الترتيبات لاستقبال واحتواء المقاتلين العائدين من الجبهات «في صفوف الجيش» في تعز المتاخمة لمحافظة لحج والمطلة على مضيق باب المندب. كما دعا المخلافي كافة ميليشيات «الإصلاح» المنضوية في الجيش إلى الحفاظ على الجاهزية الكاملة ورفع الروح المعنوية والقتالية استعداداً لمتطلبات المرحلة القادمة. وجاءت تحركات «الإصلاح» غداة دعوة القيادي الحوثي البارز حسين العزي قيادات وكوادر «الإصلاح» إلى «حقن الدماء» بين الطرفين، والانضمام معهم لقتال من وصفهم بالمعتدين، واستقبلت ميليشيات الحوثي خلال الأيام الماضية في صنعاء قيادات عسكرية لـ«الإصلاح» انشقت عن الجيش. وأعلن عبدالله المعالم، وهو قيادي في «الإصلاح» بمحافظة الجوف، انسحابه من جبهات القتال ضد الحوثيين، متوعداً بـ« قتال كل يمني يؤيد الإمارات والسعودية في سبأ (محافظات مأرب والجوف والبيضاء)»، مهدداً أيضاً باستهداف العاملين التابعين لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وحذر سياسيون وإعلاميون يمنيون، أمس، من مخطط إصلاحي حوثي، مدعوم من قطر وتركيا وإيران، سيدفع بالبلد مجدداً إلى الهاوية. وكتب الإعلامي اليمني، حمود منصر، على «تويتر»: «الإصلاح يلعب بالنار في تعز، وفي الجنوب. الإصلاح في ظاهره حزب سياسي، وفي باطنه جماعات متطرفة خارجة عن السيطرة». وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، أمس، إن «حزب الإصلاح الإخونجي الإرهابي يحاول حشد من معه من تنظيم القاعدة وداعش، وبعض المغرر بهم وبعض المرتزقة أصحاب المغانم، لغزو الجنوب»، مشيراً إلى أن هذا الحزب لا يمثل اليمنيين في الشمال. «الحزام الأمني» في أبين تتوعد باجتثاث «الإصلاح» أكد قائد قوات الحزام الأمني والتدخل السريع في أبين، العميد عبداللطيف السيد، استكمال السيطرة على كافة مديريات المحافظة وتطهيرها من أية عناصر أو ميليشيات إرهابية، موضحاً أن ميليشيات «الإصلاح» الإخوانية كانت تسعى إلى إعادة التنظيمات التابعة لها من «القاعدة» و«داعش» إلى أبين، بعد أن تم تخليص المحافظة من شرورهم، خلال السنوات الماضية، بدعم وإسناد قوات التحالف العربي. وأشار السيد إلى أن قوات الحزام الأمني أفشلت مخطط «الإصلاح» ويجري حالياً تطهير وتأمين كافة مديريات المحافظة من عناصرهم الإرهابية، موضحاً أن القوات الأمنية لن تسمح لأية خلايا أو ميليشيات إرهابية و«إخوانية» زعزعة أمن واستقرار أبين، وأضاف أن قوات «الحزام الأمني» ستعمل على تطبيع الأوضاع واستعادة الحياة، إلى جانب تنفيذ حملات واسعة لتعقب خلايا «القاعدة» و«داعش» التي عاودت الظهور والتمركز في بعض مناطق أبين بدعم من ميليشيات «الإصلاح» الإخوانية، مشيراً إلى أن جماعات التمرد والإرهاب تريد نشر الفوضى وإعادة أبين إلى مربع العنف، وهذا ما لن تسمح به قوات الحزام الأمني والقوات الجنوبية الأخرى المساندة لها.
مشاركة :