اليمين القومي يستعد لتحقيق اختراق انتخابي في شرق ألمانيا

  • 9/1/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

من المتوقع أن يحقق اليمين القومي الألماني اختراقا في الانتخابات في اثنتين من المقاطعات الواقعة شرقي ألمانيا اليوم الأحد، في تطور ينذر باضطرابات جديدة لتحالف المستشارة أنغيلا ميركل. وتجرى الانتخابات في ساكسونيا وبراندنبورغ لاختيار أعضاء برلماني المقاطعتين، ودعي إلى التصويت حوالى 5,5 مليون ناخب، يشكلون نحو 12% من الناخبين الألمان. وستستكمل هذه الانتخابات باقتراع يجرى في منطقة تورينغن الواقعة شرق البلاد أيضا في 27 أكتوبر المقبل. ويتابع الألمان بدقة عمليات الاقتراع هذه التي تجري بعد ثلاثين عاما على سقوط جدار برلين، إذ من المتوقع أن تشهد اختراقا جديدا لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني القومي الذي يهز الساحة السياسية الألمانية منذ 2013. ولهذا الحزب معاقل في الشرق لكن موقعه أضعف في غرب البلاد، ما يعكس الشرخ السياسي الذي ما زال يقسم ألمانيا بعد ثلاثة عقود على إعادة توحيدها. ففي براندبورغ المقاطعة التي تحيط ببرلين، تفيد استطلاعات الرأي بأن "البديل" سيأتي في الطليعة بـ21 % من الأصوات، متعادلا مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يهيمن اليوم في إطار تحالف يساري. في ساكسونيا يتقدم المحافظون بقيادة المستشارة في معقلهم هذا، بفارق طفيف على "البديل" الذي قد يحصل على 24,5 %، حسب استطلاعات الرأي. وفي المقاطعتين سيشكل ذلك تقدما كبيرا بالمقارنة مع الانتخابات السابقة، إذا تأكدت هذه الأرقام، إذ إن "البديل من أجل ألمانيا" سيكون قد كسب بذلك 8,8 نقطة في براندنبورغ و15 في ساكسونيا. لكن هذا لا يكفي ليتولى حزب "البديل" السلطة في المقاطعتين، وبعد أن حذرت الأحزاب العريقة وخصوصا الاتحاد الديمقراطي المسيحي مسبقا من أنها لن تشكل تحالفا محليا مع "البديل"، ستصبح اللعبة السياسية بالغة التعقيد. لماذا يميل شرق ألمانيا إلى "البديل" اليميني القومي؟ ويفسر رئيس "لجنة 30 عاما على الوحدة الألمانية" ماتياس بلاتسيك المزاج الذي يسود المناطق الشرقية، بقوله: "انهيار بعد 1990 وأزمة مالية في 2008 وأزمة لاجئين في 2015، كل هذا خلال جيل واحد". وفي مناطق يهاجر منها الأطباء والمدرسون وخصوصا الشباب كل سنة إلى الغرب الأغنى في ألمانيا، يشعر الألمان في ألمانيا الديموقراطية السابقة أن أوضاعهم تتراجع على الرغم من تراجع كبير في معدل البطالة منذ عشر سنوات. وصدمت سياسة استقبال اللاجئين التي اتبعتها ميركل منذ 2015 جزءا من السكان الذين شعروا أن الدولة تهتم بمصير المهاجرين أكثر من مصيرهم، حيث يبنى "البديل من أجل ألمانيا" شعبيته على هذه المخاوف. اختبار لتحالف ميركل ومع أن هذه الانتخابات إقليمية، لكنها تشكل اختبارا كبيرا لميركل التي تقود منذ العام الماضي تحالفا هشا مع الاشتراكيين الديمقراطيين، وأعلنت أنها ستغادر السلطة في خريف 2021. وحسب مجلة "دير شبيغل"، فإن انتخابات المقاطعتين يمكن أن تحدث "عاصفة" داخل التحالف. وتركت ميركل الساحة للقادة المحليين في حركتها الذين يحاولون استعادة الناخبين الذين توجهوا إلى اليمين المتطرف، عبر خطاب حازم جدا في قضايا الأمن والهجرة، وسط مخاوف من أن تسبب خسارة ساكسونيا زلزالا داخل حزب ميركل. ويبدو أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في وضع أسوأ، فالحزب لا قائد له منذ أربعة أشهر ويتراجع في استطلاعات الرأي ويمكن أن يخسر براندنبورغ وألا تصل نسبة مؤيديه إلى 10% في ساكسونيا، مما سيطلق الجدل الداخلي حول بقائه في التحالف الحاكم. ويزيد المشهد السياسي الألماني ضبابية صعود دعاة حماية البيئة في حزب الخضر، الذين تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال حصولهم على 10% من الأصوات، وهذا ما يجعل من الصعب الالتفاف عليهم في تشكيل التحالفات المقبلة. المصدر: "أ ف ب"تابعوا RT على

مشاركة :