«وول ستريت» تستجير برمضاء سبتمبر من نار أغسطس

  • 9/2/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: وائل بدر الدين بعد أن أنهت الأسواق والمؤشرات الأمريكية تداولاتها في شهر أغسطس، والتي كانت سيئة جداً ما عدا الأسبوع الأخير الذي استعادت فيه الأسهم بعضاً من انتعاشها، فإن المستثمرين يترقبون الآن شهر سبتمبر، آملين أن يكون أفضل من سابقه، ولكن محللين أشاروا بشكل واضح إلى أن الشهر الجاري لن يكون أفضل حالاً، حيث من المتوقع أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض إضافي لأسعار الفائدة منتصف الشهر، علاوة على المخاوف المرتبطة باحتمالية أن يضرب التباطؤ أروقة الاقتصاد الأمريكي بعد أن استشرى في عدد من الاقتصادات الأخرى، ورغم التقدم الذي تحقق خلال الأيام الماضية في ما يتعلق بالحرب التجارية، فإن محللين أكدوا أن الوضع لا يبشر بخير، وأن موجة جديدة من التصعيد بين الجانبين تلوح حالياً في الأفق.وبالنسبة لسوق الأسهم، فإن شهر سبتمبر دائماً ما يكون أسوأ من أغسطس من حيث الأداء، وفي ذلك أشار مراقبون إلى أن الأسواق يجب ألا تعقد الكثير من الآمال على شهر سبتمبر الجاري، حيث تكون فيه الخسائر أكبر من سابقه، وهو الشهر الذي عادة ما تشهد فيه الأسواق أكبر هبوط لها طوال العام، وهي الفترة التي دائماً ما تهبط فيها الأسواق أكثر من ارتفاعها بغض النظر عن المتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية، وبالنظر إلى الظروف الحالية، فإن من المتوقع أن تواجه الأسهم المزيد من الهبوط بالنظر إلى التقلبات والتوترات التجارية والسياسية.سيشهد الأسبوع الأول من سبتمبر الجاري الإعلان عن بيانات اقتصادية تحمل قدراً كبيراً من الأهمية بالنسبة للأسواق، على الرغم من أن الأسواق ستكون مغلقة يوم الاثنين لعطلة يوم العمال، بما فيها تقرير الوظائف الخاص بشهر أغسطس، والذي سيتم الإعلان عنه يوم الجمعة، إضافة إلى تقرير البيانات الصناعية. كما سيعلن منتجو السيارات عن تقرير المبيعات الشهرية يوم الأربعاء، وستتجه أنظار المستثمرين نحو المحادثات التجارية التي من المتوقع أن تنعقد لإيجاد حلول فاعلة لحرب التعرفات والرسوم بين كل من الولايات المتحدة والصين، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى أن وفدين رفيعي المستوى من البلدين سيعقدان عدداً من الاجتماعات الحاسمة منتصف الشهر الجاري للتوصل إلى تسوية مناسبة للطرفين.وشهد مؤشر «إس آند بي 500» تراجعاً شهرياً بلغ نحو 2%، في أسوأ أداء له منذ مايو الماضي. كما كان الشهر الماضي فترة عصيبة تزايدت فيها المخاوف المرتبطة بالركود، إضافة إلى التصعيد الذي بدأه الرئيس الأمريكي ترامب وإعلانه فرض تعرفات جديدة على سلع صينية إضافية بقيمة 300 مليار دولار. وقال محللون إنه وإذا أعاد التاريخ نفسه، فإن سبتمبر الجاري سيشهد موجات بيع كبيرة في سوق الأسهم، ومن ثم تتحول الأسواق إلى وضع الاستسلام أمام المتغيرات الجيوسياسية. وأظهرت دراسة حديثة أن متوسط الحركة الشهرية لمؤشر «إس آند بي 500» منذ الحرب العالمية الثانية يبلغ في المتوسط 0.69%، ولكن متوسط حركته في أشهر سبتمبر تحديداً يسجل نسبة سلبية تبلغ 0.54%، فيما بلغ معدل هبوط الأسواق في أشهر سبتمبر مجتمعة منذ الحرب العالمية الثانية نحو 55%، وتشير الدراسة أيضا إلى أن أكتوبر ليس أفضل حالاً من غيره، حيث تعاني فيه الأسواق وتشهد فيه خسائر ملحوظة أيضاً. سيتابع المراقبون أيضاً خلال الأسبوع الجاري أي خطوات من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وتحديداً احتمالية إجراء خفض إضافي لأسعار الفائدة منتصف الشهر الجاري، وهي الخطوة التي ستعمق جراح الأسواق وتدخلها في دوامة من المشاكل كنتيجة غير مباشرة لخفض الفائدة، كما ستتركز الأنظار على حركة السندات والعوامل التي تؤثر فيها، خاصة أن الأوضاع العامة تشير إلى احتمالية حدوث كساد في الاقتصاد الأمريكي في حال لم تتحسن العوامل التي تؤثر بشكل أكبر في الأسواق.

مشاركة :