لم يعد بمقدور المزارعين في المملكة المضي قدما في زرع القمح والشعير في المواسم المقبلة، حيث سيكون العام الحالي هو الموسم الأخير أمامهم قبل تطبيق القرار رقم 335 الصادر في عام 1428 عن مجلس الوزراء القاضي باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لترشيد استهلاك المياه وتنظيم استخدامها في النواحي الزراعية، وإعطاء مهلة لإنهاء ذلك قدرها ثمانية أعوام. وفيما يترقب المزارعون حصاد محاصيلهم هذا الموسم من القمح والشعير هذه الأيام، كشف مسؤول تجاري في منطقة حائل بأن قرار 335 الصادر عام 2007 القاضي باتخاذ إجراءات لترشيد استهلاك المياه وتنظيم استخدامها في المجالات الزراعية في مختلف المناطق والقرى، لا رجعة فيه ولن يكون هناك تمديد أو استثناء من تطبيقه على المزارعين، ويقضي القرار بوقف الزراعة تدريجيا في إطار التقليل من هدر المياه في المجال الزراعي. ويتضمن القرار تقليص شراء صوامع الغلال ومطاحن الدقيق من القمح المنتج محليا بشكل تدريجي في مدة أقصاها ثماني سنوات بمعدل 12.5%، وسيكون العام الحالي هو العام الأخير لزرع القمح والشعير بالمملكة.وكشف المسؤول أن جهات حكومية عدة منها وزارة العدل بدأت في مواكبة تطبيق القرار بالإشارة إليه في إصدارها للوثائق الرسمية الصادرة عنها كحجج الاستحكام وغيرها المتعلقة بالمزارع، ونوهت في تلك الوثائق الخاصة بالأراضي الزراعية بأن المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق لا تقبل المنتج من هذه الأرض. من جهته، قال رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية والصناعية بحائل المهندس عيد المعارك في حديث إلى "الوطن" أن قرار ترشيد استهلاك المياه تدريجيا في الاستخدام الزراعي، لا نية لتمديده أو الاستثناء من تطبيقه، مشيرا إلى أن غالبية المزارع في منطقة مثل حائل تزرع محصولي القمح والشعير وهما من المحاصيل ذات الاستهلاك المائي المرتفع. ونوه بأن أثر هذا القرار سيكون واضحا في بعض مزارعي المنطقة خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن عددا من المزارعين قاموا بتهيئة أنفسهم وزرع الأعلاف، منها البرسيم الذي اختاروه بديلا للزراعة القمح والشعير، لأن البنية التحتية للزراعة بحائل مهيأة لذلك للاستخدام الواسع للرشاشات المحورية والمعدات الكبيرة.وأشار المعارك إلى أنه من المنتظر عند تفعيل القرار أن تتغير الخريطة الزراعية والمنتجات الحقلية والمحاصيل، وذلك بالتوجه للمنتجات الزراعية ذات الاستهلاك المنخفض للمياه، أو التوجه لأساليب الري الحديثة في زرع الخضار والفواكه.