على طريق عام في محافظات منطقة عسير، ومنذ الصباح الباكر، ينهض عاصر السمسم في محافظة محايل يحيى محمد، وينشط بجوار جمله، لإنتاج يومي لزيت السمسم البلدي الذي تنتجه المعصرة القديمة والبدائية التي يعمل فيها منذ سنوات. حيث يربط جمله بالعصا المرتبطة بأخرى واقعة تحت تأثير ثقل كبير، والتي ترتبط بجذع صغير آخر يقع في حفرة معدة لها، مفتوح أعلاها في جذع سفلي لشجرة سدر كبيرة، يضع فيها كميات من السمسم، والتي تهرس بدوران الجذع المعد مع دوران الجمل المستمر حتى يفرز السمسم زيتا. ينتج يحيى من عمله اليومي، ما يتراوح بين 12 إلى 15 لترا من زيت السمسم، وذلك يعود لفضل من الله، ثم بفضل جهود جمله المغطى الرأس والذي يدور حول جذع شجرة السدر بمعدل 4 ساعات يوميا، حيث تغطى أعين الجمل لكي لا يغير مساره ويبقى مطيعاً يسمع ما ينطق به صاحبه الذي يوعز له من دقائق لأخرى، وكأن بينهما لغة خاصة وتعاونا مشتركا في الإنتاج. ويقول يحيى إنه يشتري السمسم البلدي من الساحل بما يقارب 500 ريال للجوال، مبينا أن جمله له معه 3 أعوام، ومع ذلك لم يطلق عليه كنية كما يفعل غيره، مشيرا إلى أن عدد زبائنه يتجاوز الـ 40 مشتريا في اليوم الواحد، معظمهم من كبار السن الذين يفضلون دهن أجساهم بزيت السمسم، كما يستخدمونه في طعامهم، ويبيع قارورة الزيت المعبأ في قارورة الماء الصغيرة بمبلغ 20 ريالا، فيما يبيع الجالون بمبلغ 60 ريالا، وقال: الكثيرون يضطرون لحجز العبوات مبكرا خشية نفاذ الكمية، رغم أنني أعمل طيلة أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة. وعن تكوين معصرته القديمة يضيف يحيى أنه اشترى جذع شجرة السدر التي تعتبر المركز الرئيسي للمعصرة بمبلغ 7 آلاف ريال، حيث يصل عمقها إلى نحو 2،5 متر، مبينا أنه تعلم المهنة خلال عمله في معصرة سابقة حيث تعلم من أحد أبرز معلمي السمسم واسمه عبده يحيى الذي يمتلك حاليا 4 معاصر. لكن يحيى يرى أنه يجب دعم معاصر السمسم، لتواصل عملها، على أكمل وجه، مفضلا أن يختم قوله بالتساؤل، أليست هذه إحدى المهن اليدوية التي يجب أن يتم العمل على تشجيعها، أو حتى سياحية يجب دعمها.
مشاركة :