يتذكر عشاق نادي الفتح جيدا، تلك الأيام الرائعة، التي تألق خلالها أبناء النموذجي، وسطروا من خلالها الكثير من المفاجآت المدوية، مما قادهم لخطف لقب الدوري الممتاز في عام (2013)م، وكأس السوبر في عام (2014)م. بقاء الحال في الفتح كان أشبه بالمحال، فقد تغيرت الكثير من العوامل داخل أروقته، ما بين رحيل مر لمدربه فتحي الجبال، الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب مع النموذجي، وانتقال لأبرز نجومه، اضافة للعديد من المتاعب الاخرى، ليتحول ذلك الفريق البطل إلى فريق يصارع من أجل الهروب من مناطق الخطر في مؤخرة الترتيب العام. ويبدو أن الفتح يعيش أسوأ أيامه في الدوري الممتاز، حيث بدأ الفريق مشواره الموسم الحالي بشكل متواضع جدا تحت قيادة مدربه البرتغالي ريكاردو سابينتو، ليخسر في (3) مباريات ويتعادل في مباراة مع الفيصلي، لتتعالى أصوات المحبين مطالبين بإنقاذ الفتح قبل فوات الأوان، قائلين: «أنقذوا الفتح يا سادة». تحركات الادارة كانت سريعة جدا، فاستغنت عن خدمات البرتغالي عقب مضي أربع جولات، وأعادت المدرب الذهبي فتحي الجبال، الذي كان الجميع يتأمل بأن يتغير شكل الفريق بمجرد أن يتواجد، وهو ما حدث بالفعل على الجانبين الفني والمعنوي، فبدأ واضحا عودة الروح، والرغبة الملحة على تغيير الحال، لكن الجبال لم يعد يملك الأدوات التي مكنته سابقا من صناعة «خلطة الذهب»، ولذلك كان النتاج فوزا وحيدا على الوحدة وأربعة تعادلات، في مقابل خمس خسائر، أبقت الفتح في المركز الاخير في سلم الترتيب العام برصيد (8) نقاط فقط، عقب مضي (14) جولة. وعلى الرغم من ذلك، ما زال الجبال يصارع من أجل اعادة بريق الفتح، وهو ما ظهر جليا خلال اللقاءين الاخيرين له في دوري جميل الممتاز أمام كل من الاتحاد والنصر، حيث قدم الفريق المستوى الفني الأفضل له منذ بداية الموسم، لكنه بحاجة للكثير من التصحيحات خلال فترة الانتقالات الشتوية، من خلال الانتدابات المحلية والخارجية، اذا ما أراد الابتعاد بكل هدوء عن الصراعات الصعبة في منطقة الخطر المثيرة.
مشاركة :