أوضح مدير عام جمعية أصدقاء حدائق جدة، المهندس أيمن فيلالي، عن وجود عوائق تواجههم في إنشاء وتنفيذ حدائق نموذجية بجدة تتمثل في بيروقراطية الأمانة من ناحية تسليمهم الأراضي وكذلك صعوبة توفير المياه لري المسطحات الخضراء ذات المساحات الكبيرة، الأمر الذي جعلهم يتوقفون عن تنفيذ حدائق نموذجية جديدة في المحافظة، إضافة إلى قلة الداعمين من رجال الأعمال.. وأضاف فيلالي في تصريحه لـ»المدينة»: على سبيل المثال رفعنا تصورًا للأمانة بتأهيل حديقة الأبرار بحي بني مالك بعد دراسات مسحية متخصصة، واستغرقت موافقة الأمانة على تسليمنا الأرض ثلاثة أعوام، وبعد ذلك تأتي أعمال التنفيذ، والتي غالبًا تأخذ نحو عام ونصف العام تقريبًا، بمعنى أن إنشاء حديقة نموذجية بجدة يستغرق ما لا يقل عن أربعة أعوام، فيما كان تصورنا منذ إنشاء الجمعية هو عمل (10) حدائق نموذجية كل عام، وعندما دخلنا في (معمعة) العمل توقفنا كثيرًا عن ذلك التصور.. مشيرًا إلى أن عملهم في الأصل تخفيف العبء على الأمانة، فلا هم يستطيعون عمل كل شيء وحدهم، وكذلك الجمعية لا تستطيع عمل كل شيء وحدها، لذلك أتى التكاتف والتعاون لما فيه مصلحة الوطن. حدائق في الجنوب وأشار فيلالي إلى أن فكرة إنشاء حدائق نموذجية بجدة انبثقت من مجموعة رجال أعمال لتقديم خدمة اجتماعية للمنطقة، التي نشأوا فيها وتحديدًا في جنوب جدة، والتي تنقصها الكثير من الخدمات وخاصة وجود مسطحات خضراء، وكانت الفكرة الاستفادة من المساحات غير المستغلة بشكل جيد والموجودة في جنوب جدة، وفي بعضها قد تكون مخصصة كمرافق عامة، ولكنها مهملة، مثل مواقف سيارات، ونحوها ولكنها غير مستغلة بشكل جيد فتم إنشاء جمعية أصدقاء حدائق جدة، تحت مظلة الغرفة التجارية، وكانت أول الأفكار إنشاء حديقة رياضية للشباب، وتم وضع تصور ورفع لمعالي أمين جدة آنذاك المهندس عادل فقيه، وكان ذلك في عام 2006 تقريبًا، وكانت باكورة حدائقنا هي حديقة فيصل زاهد الرياضية، حيث كانت عبارة عن أرض غير مستغلة تم تحويلها لحديقة رياضية شبابية بمساحة قدرها (10) آلاف متر مربع بتكلفة إنشاء قدرها (12) مليون ريال، وسبب التسمية بهذا المسمى هو تكفل الشيخ محمد يوسف زاهد بالحديقة، حيث كان لديه ابن اسمه (فيصل) توفاه الله في حادث، وكان فيصل رياضيًا، فأحب والده عمل صدقة جارية عنه فتبنى إنشاء حديقة يستفيد منها الشباب بجدة، وتحمل إنشاءها، كما يتحمل الميزانية السنوية كاملة، حيث توجد في الحديقة برامج اجتماعية، وبها قاعة محاضرات مجهزة بأجهزة حاسب آلي، ويتم فيها عقد دورات تدريبية، مشيرًا إلى أن الحديقة يرتادها نحو (5000) شاب شهريًا ما بين ممارسين لكرة القدم، والسلة، والطائرة، بجميع الفئات السنية. كما أصبحت مركزًا لتخريج المواهب الرياضية دون مقابل من المستفيدين.. منوهًا إلى أن المصروفات التشغيلية السنوية للحديقة تبلغ (800) ألف ريال. حديقة نسائية وزاد فيلالي: «بعد نجاح مشروع الحديقة الرياضية، تبنت سيدات أعمال العوائل التجارية إنشاء فكرة حديقة نسائية فقط والأطفال لسن معينة، وتم اختيار الموقع خلف نادي الربيع بحي القريات عبارة عن أرض بمساحة (25) ألف متر مربع تقريبًا، وكان الموقع في السابق عبارة عن موقف سيارات غير مستغل، فتم الرفع لمعالي الأمين آنذاك م.عادل فقيه للاستفادة من الأرض، وبالفعل أتت الموافقة، وتم إنشاؤها عام 2008 تقريبًا بتكلفة إنشائية قدرها (16) مليون ريال، حيث تبنتها 3 عوائل، وتم تسميتها بحديقة أميرة طرابلسي، وهي السيدة التي تجمع الثلاث عوائل الداعمة للجمعية وهم (الزاهد، عبدالجواد، زينل) و(أميرة الطرابلسي) هي جدة تلك العوائل الثلاث، وتقام في الحديقة برامج ترفيهية للأطفال، وأخرى تعليمية للسيدات مثل برنامج محو الأمية، ولدينا فصل دراسي، وكذلك مسرح يتم عمل الفعاليات فيه ويبلغ متوسط الزائرات نحو (5000) امرأة شهريًا، ملمحًا إلى أن الميزانية السنوية للحديقة نحو مليون ريال». انخفاض الظواهر السلبية وأشار فيلالي إلى أن إنشاء الحديقتين ساهم في انخفاض عدد من الظواهر السلبية التي كانت في الموقع سابقًا مثل تراجع نسبة الجريمة، تراجع مستوى التحرش، انخفاض مستوى التدخين، وفي المقابل زاد إقبال الشباب على أداء الصلاة جماعة، وزاد مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب، وتحسنت العلاقات الأسرية، وتطورت اللياقات البدنية، وذلك بناءً على دراسات وبحوث أمنية وأخرى علمية متخصصة. حديقة الأبرار وحول المشروعات الجديدة للجمعية، قال فيلالي:»بعد اكتساب الخبرة، تم عمل دراسات حول جدوى تأهيل وتطوير حديقة الأبرار ببني مالك، حيث إنها منطقة تخدم سكان شارع الستين وحي بني مالك، وفيها عدد كبير من السكان، وسيتم قريبا البدء في التنفيذ، حيث ستكون حديقة نموذجية بها قسم شبابي كامل لممارسة الهوايات الرياضية، وقسم نسائي كامل، وآخر عائلي.
مشاركة :