يجنى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حصاد سياساته القمعية التي يمارسها يوما بعد يوم، ومحاولاته للسيطرة على مختلف مجالات الحياة في البلاد، بما في ذلك السياسة والقضاء والاستخبارات والاقتصاد والإعلام والجيش، بانشقاقات واسعة ضربت حزبه الأكبر فى تركيا "العدالة والتنمية" وابتعاد رفاقه ومن أسسوا معه الحزب الذى يعتبره أردوغان قلعته وحصنه المنيع، وبدأوا خطواتهم الفعلية للانشقاق عنه، مما قد ينذر بنهاية الرئيس التركى قريبا.وبرزت، خلال الفترة الأخيرة أسماء عدد من القادة الذين قدموا استقالتهم من حزب العدالة والتنمية، من بينهم بشير أتالاي، ونهاد أرقون، وسعد الله أرقين.وفي يوليو الماضي، استقال أيضا علي باباجان نائب رئيس الوزراء السابق من الحزب، بسبب ما وصفه بـ"الخلافات العميقة".أحزاب جديدة وبحسب المحلل السياسي التركى توروغوت أوغلو، فإن منشقين عن العدالة والتنمية يسعون لتشكيل حزب جديد منافس، وذلك في أعقاب هزيمة قاسية تعرض لها الحزب في الانتخابات المحلية في إسطنبول في يونيو الماضي، شكلت صدمة ساحقة لأردوغان.طرد واستقالات وتتوالى الإنشقاقات حيث كان آخر الأوراق التي تدنو من السقوط، تدعى أحمد داود أوغلو، الرئيس الأسبق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق، حيث يسعى "رفاقه" في التنظيم السياسي إلى فصله وتجريده من عضويته، بعد طلب اللجنة التنفيذية من لجنة التأديب للحزب فصل أوغلو و3 قادة آخرين منه.من جهته، قال المحلل السياسي التركى توروغوت أوغلو، إن حزب العدالة والتنمية يضربه حالة انشقاقات واسعة لم تحدث من قبل، بل كانت متوقعة بعد تضييق الخناق من قبل أردوغان، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، ووزير المالية السابق على بابا جان، يسعيا لتأسيس أحزاب جيدة على أنقاض حزب العدالة والتنمية.وأوضح "أوغلو"، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المنشقين عن حزب العدالة والتنمية سيسعون لتأسيس أحزاب جديد تحقق العدالة بين مواطنى تركيا رغم عدم وضوح ملامح التكتل الجديد.وتوقع "أوغلو"، أن يؤسس أحمد داوود أوغلو حزبا جديدا أواخر العام المقبل، ويتبعه فى الخطوة على بابا جان رغم عدم وجود تحركات فعلية حتى الآن.استقالات الجيش وعن استقالة 5 جنرالات من الجيش التركى وإحالتهم إلى التقاعد وعلاقتهم بإردوغان، لفت "تورغوت"، إلى أن طبيعة هذه الاستقالات لن تؤثر على أردوغان مثل استقالات أعضاء حزبه. وتأسس حزب العدالة والتنمية عام 2001، على أنقاض حزب الفضيلة الإسلامي، الذي تم حلّه بقرار من المحكمة الدستورية التركية في 22 يونيو من العام ذاته.ويضم الحزب الذي احتفل في 14 أغسطس بمرور 18 سنة على انطلاقه، نحو 9 ملايين عضو، وهو بذلك يعد أكبر حزب في تركيا.
مشاركة :