«غدر 4 سبتمبر» منعرج حاسم لاستراتيجية التحالف في اليمن

  • 9/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عدن: «الخليج» تحل اليوم -الرابع من سبتمبر- الذكرى الرابعة للجريمة الغادرة التي تعرض لها تحالف دعم الشرعية في اليمن، إثر هجوم صاروخي استهدف معسكراً في منطقة صافر بمحافظة مأرب شرقي اليمن، ما أسفر عن استشهاد 45 من ضباط وجنود القوات الإماراتية إضافة إلى 10 جنود سعوديين و5 من البحرين و32 يمنياً. وقد زادت تلك «الخيانة العظمى» من تصميم التحالف العربي على المضي في أهدافه وتحرير اليمن من التمرد الحوثي وملاحقة التنظيمات الإرهابية المتطرفة خصوصاً في المحافظات الجنوبية. ومثّل يوم الرابع من سبتمبر منعرجاً حاسماً في استراتيجية التحالف في اليمن، إذ كانت تلك الحادثة مناسبة لتأكيد العزم على مواصلة المهمة النبيلة، وفاء للتضحيات غير المسبوقة التي قدمتها قوات التحالف، وفي مقدمتها جنود الإمارات البواسل، نصرة للشعب اليمني وحماية للأمن الإقليمي من التدخلات الخارجية وعناصر زعزعة الاستقرار، ومن بينها الجماعات المتطرفة مثل «القاعدة» و«داعش» وجماعة «الإخوان». ومنذ الإعلان عن جريمة الخيانة اتهمت أطراف في الحكومة اليمنية «الإخوان» برسم إحداثيات للانقلابيين لاستهداف القوات الإماراتية بتواطؤ من قطر التي كانت حينئذ ضمن تحالف دعم الشرعية. وتقول تقارير يمنية إن «الإخوان» كممثلين في حزب «الإصلاح»، مستغلين وجودهم في الحكومة الشرعية، سعوا إلى عرقلة عمل التحالف العربي من خلال تلكؤهم في الجبهات، ولم يكونوا في مستوى الدعم البري والبحري والجوي المقدم لهم من التحالف، ولم يحققوا أي انتصارات فارقة، رغم ما يروّجون له من انتصارات وهمية. وقال ناشطون عام 2015 إن «حادثة صافر تؤكد خيانة قطر وتورط حزب الإصلاح (الإخوان) في رسم إحداثيات للانقلابيين». وعلى الرغم من إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم، إلا أن الشكوك دارت حول حزب «الإصلاح»، كجهة مسؤولة عن رفع إحداثيات الموقع للميليشيات. ويومها، اتهمت مصادر في الحكومة، محسوبين على «الإصلاح»، بينهم مراسل لقناة «بلقيس» الفضائية التي تبث من تركيا، بالوقوف وراء الجريمة، غير أن الحزب، ولصرف التهمة عنه، اتهم صحفياً محسوباً على حزب «المؤتمر الشعبي العام»، بالعمل لصالح الميليشيات، وهي التهمة التي لم تصمد طويلاً. وبعد تلك الخيانة، توالت البراهين الدالة على تنسيق بين الأطراف الإرهابية. وفي عام 2017، أكد تنظيم «القاعدة» أنه يقاتل إلى جانب حزب «الإصلاح» في 11 جبهة. كما شهد العام ذاته عدة عمليات ل«القاعدة» ضد التحالف. وأكدت مصادر متطابقة، أن حزب «الإصلاح»، استخدم التنظيمات الإرهابية لإيذاء التحالف، بغرض عرقلة الحسم، لحسابات تتعلق بوضعه وبعلاقة خاصة مع الحوثيين. ورغم أن حادثة صافر قد أسفرت عن فقدان عشرات من الجنود البررة، لكنها لم تؤثر في النهاية على عزيمة الإمارات ودول التحالف، بل زادتهم قوة وإصراراً على متابعة مهمتهم الإنسانية والقومية. وشكل بقاء جنود الإمارات البواسل في الميدان باليمن صفعة لمخططات الإرهابيين، إذ قادت الإمارات عشرات العمليات العسكرية الناجحة ضد الجماعات الإرهابية في عدن وحضرموت وأبين ولحج وشبوة، فضلاً عن دورها الحاسم في تحرير مناطق الساحل الغربي من الحوثيين، وتأمين مضيق باب المندب الذي يعد واحداً من أهم الممرات الحيوية للملاحة الدولية. ورغم كل التضحيات، مازالت الإمارات وفية لمبادئها حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن. وطوال السنوات الأربع الماضية لم تكتف الإمارات، ضمن دورها المحوري في التحالف العربي، بتحرير الأراضي اليمنية من الحوثيين ومواجهة الجماعات الإرهابية، بل عملت على إطلاق مبادرات تنموية وإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، ومواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة في بعض المناطق، وإقامة العديد من المشروعات التنموية والخدمية في اليمن. كما بذلت الإمارات مع السعودية، ضمن الشراكة بينهما، كل ما بوسعهما من أجل أن يعمل التحالف العربي، لتحقيق أهدافه ضمن مبادئ القانون الدولي الإنساني وحماية للأمن القومي والعربي والخليجي في مواجهة كل التحديات التي تواجهه من الداخل والخارج.

مشاركة :