شيماء المرزوقي قيل قديماً: «من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب». وهذه المقولة تحديداً لعلها تختصر علينا الكثير من الأقوال والكلمات التي يمكن أن تقال لأناس تفننوا في الحديث والكتابة في كل شيء دون هوادة أو تردد، وهم في هذا السياق يستجيبون لطبيعة مواقع التواصل الاجتماعي المفتوحة على مصراعيها، ومع مثل هذه الحالة وجد البعض من الناس مساحة لتحقيق غايات وأهداف شخصية، ومن هنا بدأت ظاهرة المتكلمين في غير تخصصهم وأيضاً المتكلمين دون علم ولا معرفة مسبقة.الخطورة هنا ليست في الكتابة والكلام، وإنما في الثقة المفرطة بالنفس للدرجة التي تسمح للشخص بأن يؤكد معلومات خاطئة ومظللة للناس، ويدعي صوابها وصحتها، والحقيقة مغايرة لهذا تماماً، وهناك من يتمتع ببعض الشهرة في مجال ما، وتجده يقتحم مجالات أخرى بعيدة عنه، والهدف والرغبة الظهور أمام الناس بمظهر العارف والمتحدث العالِم. لذا لا غرابة عندما نوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهذا الجانب في رسالته للمواطنين والمواطنات، حيث تضمنت الفقرة الثانية هذا الجانب عندما قال سموه: «العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي تأكل من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها. سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين. لدينا وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية للدولة، وإحدى مهامها الأساسية أيضاً الحفاظ على 48 عاماً من رصيد المصداقية والسمعة الطيبة الذي بنته الإمارات مع دول وشعوب العالم.. لن نسمح أن تعبث مجموعة من المغردين بإرث زايد الذي بناه لنا من المصداقية وحب واحترام الشعوب. صورة الإمارات والإماراتي لابد أن تبقى ناصعة كما بناها وأرادها زايد». على مواقع التواصل الاجتماعي تجد طبيباً يترك مجاله ويقتحم التحليل الاقتصادي، وآخر تخصصه علوم نفسية يكتب عن التنمية والتبادل التجاري، وثالثاً في القطاع الخاص في شركة غذائية ورغم هذا يحلل مجمل الأمور السياسية وأوضاع المنطقة، إنها فعلاً فوضى معرفية، لو قدر وتم السماح لها لغابت الحقائق أمام سيل هؤلاء النرجسيين. أعتقد أن خير علاج لمثل هذا الملف سن قوانين محددة ثم نشرها لتكون معلومة للجميع تجعل الكلمة فعلاً مسؤولية بنص قانوني واضح. Shaima.author@hotmail.comwww.shaimaalmarzooqi.com