أيام وليال عاشتها عاصفة الحزم بعد انطلاقها من عاصمة العرب لتحلق في سماء اليمن مع دول حليفة وصديقة. إعادة الشرعية والدفاع عن المواطن اليمني، والقضاء على أي سلاح يمكن أن يهدد دول الجوار.. كلها أهداف سعت إليها العاصفة وظهرت بوادر نتائجها الإيجابية للعيان. المملكة ما كانت، ولن تكون دولة عدوان أو تدمير. تاريخها الطويل يشهد لها بذلك، ولا ينكره إلا مغالط أو معادٍ. وعندما أعلن الملك سلمان -حفظه الله- على الملأ بدء انطلاق عاصفة الحزم واكب ذلك إيضاح بأن أهداف هذه العاصفة ستكون بعيدة عن الأطماع والعدوان. نعقت العديد من الأبواق المأجورة والمعادية ولا تزال تردد بأن العاصفة ما جاءت إلا لتحقيق اهداف عدوانية وتدمير لمقومات اليمن ومدنه وقراه. لو كان هذا هو الهدف لما نالت المملكة كل هذا الدعم والتأييد والمشاركة، ولو كان هذا هو الهدف لما أيد المجتمع الدولي وبارك جهود المملكة وعاصفة الحزم كسبيل لردع المعتدي في اليمن واستعادة الشرعية. اليوم تبدو الصورة أكثر نصوعا ووضوحا عندما جاء الإعلان عن وقف عاصفة الحزم واطلاق إعادة الأمل. جاء هذا الإعلان بعد أن حققت العاصفة أهدافها ومن أهمها القضاء على القوة العسكرية الحوثية والقوة التابعة للمخلوع (صالح) التي كانت تشكل تهديدا لدول الجوار، ومن بينها المملكة. القضاء على هذا النوع من الأسلحة ومنع وصول أي تعزيزات عسكرية خارجية جعل الحوثيين وأتباعهم يدركون أن لا مجال للتلاعب والتسويف وأن الحق أبلج ولا بد للأمور أن تعود إلى مسارها الطبيعي الشرعي وينعم المواطن اليمني بالهدوء والراحة في ظل شرعية توفر له سبل العيش الرغد. توقف عاصفة الحزم في هذا الوقت على الرغم من تفوقها العسكري في كل الاتجاهات يعطي الدليل القوي على أن الهدف منها لم يكن الإضرار باليمن وأهله وتدمير بنيته التحتية. الهدف كان عسكريا محضا وهو القضاء على كل سلاح لدى القوى المعادية يمكن أن يلحق الضرر بدول الجوار. من هنا كان التركيز على تدمير الطائرات والصواريخ البالستية ومخازن الأسلحة. لم يتم استهداف أي منشآت أو مبان عامة أو تجمعات للمواطنين اليمنيين وإلا لكانت رحى الحرب دائرة إلى اليوم. عاصفة الحزم كانت أهدافها عسكرية ضد المعتدي، و(إعادة الأمل) ستجعل نصب أعينها المواطن اليمني وتقديم كل أنواع الدعم والمساعدة له، وتمكين الحكومة الشرعية من إدارة شؤون البلاد. حماس وتبني دول التحالف لإعادة الأمل لن يقل عن حماسهم العسكري في العاصفة والكل يؤكد أن العاصفة، وإن هدأت وتوقفت، إلا أن رياحها ستهب من جديد إذا استوجب الأمر ذلك وحدثت تحركات أو عمليات عسكرية تستوجب التصدي لها. مثلما كانت المملكة حاملة لواء إحقاق الحق وردع المعتدي فهي أيضا، كما عُرف عنها، ستمد يد العون والمساعدة لكل محتاج لها فما بالك عندما يكون المحتاج من اليمن السعيد الذي تربطنا به منذ القدم روابط في مقدمتها الدين والعروبة والجوار.
مشاركة :