كشفت جولة ميدانية ل"الرياض" على مواقع ومتاجر وأكشاك بيع حليب الإبل في العاصمة الرياض، تراجع الطلب خلال العام 2015، بنسب تفوق 65%، الأمر الذي دفع بعض المحلات لإيقاف بيع حليب الإبل. ويتزامن ذلك مع تزايد جهود التوعية من قبل وزارة الصحة بخطورة شرب حليب الإبل دون غلي، ووجود علاقة وثيقة بين الإبل وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وعلى الرغم من تحذير "الصحة" هناك من يصفون أنفسهم ب"عشاق حليب الإبل"، لا يكترثون فالشاب عبدالعزيز يقول إنه يواظب على شرب حليب النوق طوال العشرين سنه الماضية. ويضيف: "أنا مدمن على حليب الابل، وكورونا لن يغير نمط حياتي"، وهو يرى أنه لا مقاومة لرؤية "غضارة" الحليب ورغوتها "الفرش"، فهو ألذ حليب ممكن لأي شخص أن يتذوقه، ومن لا يعرف طعمه فهو لم يذق لذة الحليب. ولعبدالعزيز، وبعض أصدقائه، من محبي حليب الإبل قناعة خاصة خاطئة، وهي أن إبل البر، التي تتغذى من أعشاب الصحراء وتشرب من المياه الطبيعية لا خوف منها أو عليها، لأن لديها مناعة طبيعية ضد جميع الأمراض، وفي حين يستشهد عبدالعزيز بطول سلامة رعاة الإبل وأهل البادية من كورونا، يجهل كثيرون أن رعاة الإبل أو عشاق حليبها، قد يكونون حاملين لفايروس كورونا ولكن لا تظهر عليهم أعراض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية نظراً لمناعتهم الجيدة، إذ تؤكد وزارة الصحة أن هناك خطراً من أن ينقل هذا الإنسان الفايروس لأحد أفراد أسرته من ضعاف المناعة وهنا تظهر الأعراض، فيما لا يشعر بها هو وربما تغلبت عليها المناعة الجيدة في جسمه. ووفق هذه القناعة الخاطئة فعبدالعزيز يحذر ويرفض شرب حليب الابل من رعاه الابل الموجودين على الطرق السريعة وطرق السفر، فرغم رخص أسعار الحليب هناك، حيث يتراوح بين (10-15 ريالاً) إلا انه لا يثق بنظافة الأدوات، التي قد يصيبها التلوث من السيارات، ومن الغبار المتطاير، كما انه يبدي تخوفاً أكبر من أن تكون الإبل محقونة بمواد كيماوية تساعدها على در الحليب مما يؤثر سلبيا على جودة وسلامة الحليب ونقائه.
مشاركة :