شغف التاريخ والمقتنيات التراثية يدفع «أبو محمد» لإنشاء متحف يحكي حياة الأجداد

  • 4/26/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دفع عشق التاريخ والقطع الأثرية على مختلف العصور التاريخية، أحمد بن محمد عسيري (60 عاما)، إلى إنشاء متحف "الأمناء" الخاص به في منزله الواقع أقصى جنوب العاصمة الرياض، حيث يحتضن داخل أروقته مجموعة نادرة من القطع الأثرية والتاريخية، التي سعى منذ زمن إلى جمعها واقتنائها والحفاظ عليها. عسيري أو كما يطلق عليه بـ"العم أبو محمد" تحمل مشاق السفر والتنقل إلى المناطق الجبلية الصعبة داخل وخارج الجزيرة العربية ليكوّن حلما راوده قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، إذ إنه عندما كان صغيرا كان ميالا لجمع المقتنيات الأثرية لإشباع هوايته ورغبته. المتحف كان شاملا لكل ما اشتهرت به الجزيرة العربية من آثار وقطع تاريخية، بجانب مخطوطات أبرزها مخطوطة تتعلق بالمذهب الشافعي، ومصاحف قرآنية قديمة بعضها لم يعرف تاريخها، إضافة إلى عملات خارجية من اليمن والشام والعراق وبعض دول الخليج، وهونغ كونغ. ويبرز متحف "الأمناء" آثارا سعودية منذ عهد الملك عبد العزيز- رحمه الله- حتى عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز- رحمه الله- كما يضم صورة أثرا عثر عليه في منقطة برية قرب تبوك، بجانب مجسم عن منطقة عسير في السراة "الأرض المسطحة"، وجبالها "تهامة". كما يضم المتحف أدوات طبخ وأواني منزلية تاريخية، وملابس نسائية ورجالية مع أدوات غسيلها وكيها وعطور قديمة وإكسسوارات من الفضة، ورسومات ومجسمات أثرية، إضافة إلى "خناجر وجنبيات" بألوان مختلفة وتواريخ متعددة، إلى جانب ملابس مستكشفي الفضاء القديمة، فيما لم يتخل شغف أبو محمد، عن جمع بطاقات الهوية السعودية وعقود الأنكحة ووثائق قديمة توضح للجيل الحالي كيف كان سير حياة أجدادهم السابقين. متحف "الأمناء" ضم أيضا سيوفا وأسلحة تاريخية، ولوحات السيارات القديمة، إضافة إلى أدوات رجالية كالأقلام والساعات وأجهزة التلفاز والمذياع والاتصال القديمة، بجانب بعض الرتب العسكرية كون. واعتبر أبو محمد أن تكلفة المتحف غالية جدا ولا تقدر بثمن، وأنها مقرونة بمن يزوره ويبدي رأيه فيه وأفكاره لتطويره، فيما أوضح أن آخر قطعة وضعها في المتحف هي قلم الملك فهد- رحمه الله- من معرضه التاريخي "روح القيادة". متحف "الأمناء" الذي تعود تسميته تكريما لزملاء "أبو محمد" الذين درس معهم في معهد الشرطة في مصر قبل عقود، استقر موقعه في الرياض بمنزل "أبو محمد"، بعد أن كان متناثرا بين أبها وشقراء والعاصمة، حيث كان افتتاحه الرسمي عام 1432هـ، بينما ما زال يعمل على تطويره وتقديمه للهيئة العامة للسياحة والآثار للحصول على ترخيص متحف خاص. وتعد الزيارات في متحف "الأمناء" متاحة عندما يحصل على الترخيص النظامي من الهيئة، وقال "أبو محمد": "لست راضيا عنه في الوقت الحالي، ويحتاج إلى مزيد من التطوير حتى تستفيد منه الأجيال الحاضرة والقادمة". وبجانب المتحف توجد مكتبة قام "أبو محمد" بوضع كتب تاريخية وإسلامية ومجلات وصحف سعودية قديمة، إضافة إلى أعداد مختلفة من مجلة "أطلال" السعودية، ولم يكتف شغفه عن جمع الآثار التاريخية فقط، بل أيضا الأوراق والمطبوعات والكتب الدراسية القديمة. ويعتبر القنصل الصيني والجمعية الوطنية للمتقاعدين أبرز زوار المتحف، بجانب زملاء أبو محمد العسكريين، إضافة إلى معلمين وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات، وكذلك الشاعر إبراهيم مفتاح، ومدير محطة أبها علي عمر عسيري، وشخصيات تلفزيونية أخرى تم تدوين زياراتهم وآرائهم في سجل زوار المتحف.

مشاركة :