قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء بزيارة نادرة إلى مستوطنة يقطنها يهود ينتمون لليمين المتطرف في الضفة الغربية المحتلة، وتعهد باستمرار الوجود الإسرائيلي هناك في مسعى لحشد أصوات اليمينيين قبل أسبوعين من الانتخابات.وتجمع محتجون فلسطينيون خارج المنطقة التي ألقى فيها نتنياهو كلمة وأحرقوا صوره وهم يرددون هتافات مناوئة للزيارة.وقال عيسى عمرو منسق تجمع شباب ضد الاستيطان في مدينة الخليل "يعني نحن كمواطنين فلسطينيين غاضبون من هذا الاقتحام من قبل نتنياهو لمدينة الخليل. نحن نشعر بالاستفزاز من استخدامنا كمواطنين فلسطينيين، استخدام مدينتنا، استخدام مسجدنا، استخدام ممتلكاتنا، كدعاية انتخابية سياسية من قبل نتنياهو حزبية لكسب أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف، أصبح المواطن الفلسطيني وحقوقه جزء من الدعاية الإسرائيلية لبعض الأحزاب وبعض الشخصيات الإسرائيلية".وبعدما أظهرت استطلاعات الرأي احتدام المنافسة بين حزب ليكود بزعامة نتنياهو ومنافسيه من تيار الوسط، يسعى رئيس الوزراء لتأكيد أنه لن يقدم أي تنازلات بشأن الأراضي لصالح الفلسطينيين في إطار الجهود الدولية لتحقيق الصلام والمستمرة منذ عقود.وأسفرت تلك الدبلوماسية في الماضي عن منح إسرائيل للفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية شمل مدينة الخليل التي تنازل نتنياهو، خلال فترة رئاسته الأولى للحكومة في أواخر التسعينات، عن أجزاء منها لصالح الفلسطينيين بينما بسطت إسرائيل سيطرتها على شريط من المستوطنات فيها.وفي أول زيارة له لمدينة الخليل منذ ذلك الحين، بحسب ما قال مستوطنون، تحدث نتنياهو اليوم خلال حفل برعاية حكومية أقيم أمام المسجد الإبراهيمي حيث قتل مستوطن إسرائيلي مسلح 29 فلسطينيا عام 1994.غير أن نتنياهو أشار اليوم إلى مذبحة أخرى قتل خلالها مسلحون عرب 67 يهوديا من سكان الخليل عام 1929 حين كانت المدينة تحت الحكم البريطاني، وهو الحادث الذي قال رئيس الوزراء إنه كان سببا في تشكيل اتجاهه السياسي.وقال نتنياهو "لن ننزع الملكية من أي شخص ولن ينتزع أحد ممتلكاتنا" في إشارة إلى استيطان الإسرائيليين للضفة الغربية منذ احتلالها في حرب 1967 وإلى مسعى الفلسطينيين لإنشاء دولتهم على أرضها بالإضافة إلى القدس الشرقية وقطاع غزة.وأضاف "لن يتم إخلاء الخليل من اليهود... لسنا غرباء في الخليل. سنظل فيها إلى الأبد".ويعيش في الخليل نحو ألف مستوطن إسرائيلي تحت حماية أمنية مكثفة وسط 200 ألف فلسطيني. وبحسب بيانات إحصائية، لم يصوت لحزب ليكود سوى 7.5 في المئة من مستوطني الخليل الذين ساند معظمهم أحزابا يمينية أخرى خلال الانتخابات الإسرائيلية الماضية التي جرت في أبريل.
مشاركة :