وضع أهالي مكة ما يقرب من 20 مطلبا على طاولة وزير الصحة المكلف الدكتور محمد آل الشيخ، معربين عن أملهم في أن تجد اهتمامه، للرقي بمستوى الخدمات الصحية المقدمة في أقدس بقاع الأرض، لا سيما أنها تستقبل ما يزيد على أربعة ملايين حاج ومعتمر سنويا. وتصدرت زيادة عدد المستشفيات والمراكز الصحية بمكة ورفع الطاقة الاستيعابية لها مطالب الأهالي، مشيرين إلى أهمية توفير كوادر طبية وفنية ذات كفاءة عالية فيها، متوقعين أن ذلك سيحد من ظاهرة الأخطاء الطبية. وتطرقوا في حديثهم لـ»المدينة» إلى وجود نقص في الأدوية والأجهزة الطبية، إلى جانب عزوف بعض المتخصصين عن العمل الميداني والالتحاق بالوظائف الإدارية بعيدة عن تخصصهم، إضافة إلى سوء النظافة داخل بعض أروقة المستشفيات، مضيفين: إنهم على الرغم من استبشارهم بوجود مدينة الملك عبدالله الطبية في المنطقة إلا أنها ترفض استقبال العديد من الحالات المحولة لها. ولفتوا إلى أهمية فتح مجمع متكامل لعلاج الأسنان، مشددين على ضرورة إيجاد حل لمشكلة زحام العيادات الخارجية بالمستشفيات، مفيدين بأنهم يعانون من طول فترة الانتظار للحصول على موعد لمراجعة المستشفيات، بالإضافة إلى عدم توافر مواقف للسيارات ببعضها. وألمحوا إلى وجود بعض المشروعات الصحية المتعثرة مثل مشروع «مستشفى الشرائع العام» المتعثر منذ ما يزيد على عقد من الزمن، وكذلك مركز صحي حي الجعرانة، مطالبين بمتابعتها حتى يتم الانتهاء منها، مقترحين تشكيل لجنة لمراقبة المراكز الصحية الأهلية، لافتين إلى أن الوضع الصحي في مستشفى الصحة النفسية مزرٍ، مطالبين بإنشاء مستشفى أكبر منه في المنطقة. وأكدوا على ضرورة تطوير مستشفيات المشاعر المقدسة، وتشكيل لجنة لمراقبة المراكز الصحية الأهلية التي تستنزف جيوب المرضى. زيادة عدد المستشفيات في البداية، طالب كل من إبراهيم سعيد ومسفر اليزيدي وعبدربه السلمي بزيادة عدد المستشفيات في مكة ورفع طاقتها الاستيعابية للمرضى، مؤكدين وجود عجز في عدد العيادات الحكومية لطب الأسنان، بالإضافة إلى غياب الرقابة من قبل الشؤون الصحية على المراكز والعيادات الخاصة في ذلك التخصص، التي ترفع أسعارها دون رقيب أوحسيب. زحام المراجعين من جانبهم، أبدى مستور العصيمي وعبدالهادي المراوي أسامة السالم وزيد الراجحي وإبراهيم البندري استياءهم من زحام المراجعين أمام العيادات الخارجية، مبدين خشيتهم من تسبب ذلك في وجود أخطاء طبية مؤكدين أن هذا الزحام أصبح يؤرق المراجعين، مشيرين إلى أن زيادة أعداد المراجعين تتسبب في طول فترة المواعيد، مما يؤثر سلبا على المرضى، لا سيما أصحاب الأمراض المزمنة، مقترحين إنشاء عيادات جديدة ووضع أولوية للحالات الحرجة ليتم معالجتها فورًا دون تأخير. وضع مزر وألمحوا إلى أن الوضع الصحي في مستشفى الصحة النفسية الواقع شمال مكة مزر، مبينين أن مبناه متهالك وغير مهيأ لاستقبال المرضى الذين يحتاجون للرعاية الكاملة، مؤكدين أن مكة بحاجة ماسة إلى إنشاء مستشفى نفسي كبير. مواقف للسيارات أما يحيى العسيري وعبدالكريم بخش فلفتوا إلى عدم توافر مواقف للسيارات داخل بعض المستشفيات أوحتى المناطق المحيطة بها مما يزيد من معاناة المراجعين ومرافقيهم، حيث يضطر بعضهم لإيقاف سياراتهم في الأماكن الممنوعة، ويحصلون جراء ذلك على مخالفات مرورية. مستشفيات المشاعر فيما ذكر صلاح المعراوي وحسن عثمان ورائد القحطاني أن بعض مستشفيات المشاعر المقدسة لم تكن أفضل حالا من نظيراتها داخل مكة، مشيرين إلى أن مستشفى عرفات ومزدلفة يحتاجان إلى تطوير وإعادة تأهيل، مطالبين الصحة بإلزام بعض منسوبيها بالتعامل الحسن مع المرضى، مشيرين إلى وجود نقص أدوية وأجهزة طبية في بعض المستشفيات، مما يجعلها غير مهيأة لاستقبال الحالات الحرجة خاصة الناتجة عن الحوادث المرورية. رفض الحالات المحولة وأما عليان العلي ومحمود أبوطوق وحمزة الدخيل فقالوا:»على الرغم من استبشارنا خيرًا بافتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية إلا أن أغلب الإحالات إليها من مستشفيات العاصمة تقابل بالرفض غير المبرر»، مرجعين ذلك إلى التزاحم وتكدس المرضى والمراجعين في تلك المدينة الوحيدة التي بلا شك لا تستوعب العدد الهائل للمرضى من حجاج ومعتمرين وسكان على حد سواء. أما نايف الشمراني ومصطفى العوض ومساعد الهذلي فبينوا أنه يوجد نقص في الكوادر الفنية والطبية في المستشفيات، مرجعين سببه إلى عزوف بعضهم عن العمل الميداني والتحاقهم بوظائف إدارية، مطالبين الجهات المسؤولة بالبحث عن علاج فعال وجذري للحد من انتشار تلك الظاهرة. تدني مستوى النظافة ولفت رميح الفهمي وفارس بغدادي إلى أن النظافة داخل بعض أروقة المستشفيات سيئة للغاية، معربين عن أملهما في أن ينظم المدير الجديد لصحة مكة زيارات مفاجئة لبعض المرافق الصحية لاسيما الأهلية منها والتأكد من تقديم الخدمات بالشكل المطلوب. وأشارا إلى أن عمال النظافة مشغولون في بيع بطاقات الاتصالات على المراجعين والمرضى بل حتى على الموظفين ويقضون الساعات في إيصال الوجبات من خارج المستشفيات لجلبها لزبائنهم من الموظفين وغيرهم بثمن مضاعف. وقال أحد عمال النظافة يعمل في مستشفى الملك عبدالعزيز:»إن العمال يتوزعون على المكاتب وأقسام المستشفى فيما بينهم كل مسؤول عن القسم الذي أوكل له بحيث يعمل على توصيل الطلبات من المطاعم المحيطة بالمستشفى بمقابل مادي وبالإضافة إلى توفير وبيع بطاقات الشحن». المزيد من الصور :
مشاركة :