أبدى الفلسطيني فتحي شبير أكثر مربي طيور الزينة، سعادة بمشاركته في المعرض الأول لتربية حمام الزينة بغزة، إذ أن الهواية التي بدأها منذ أربعة عقود، وتحولت إلى حالة عشق، تبرز عبر فعالية منظمة للجمهور الفلسطيني. ورغم أن إدارة المعرض خصصت للمشاركين قفصا لعرض أربع حمامات، لكن أبو نضال فضل عرض ذكر واحد لحمام من نوع اسكندراني يزيد ثمنه على 1300 دولار أميركي، لخشيته من تعرض حمامه للأذى والإرهاق، وحتى إصابته بالحسد والعين، لتميزه شكلاً وحجماً، وفق اعتقاده. ويعد شبير، في حديثه مع الجزيرة نت، تنظيم المعرض، بداية موفقة للانتقال بتربية الحمام من الجهود الفردية إلى العمل المنظم، لجذب مزيد من الهواة وتنظيم عملهم وتطويره. تحد فلسطيني ويقطع السبعيني حديثه مع زائري المعرض، ليؤكد أن أعداد وأصناف الحمام المشارك، تعكس حالة تحد فلسطيني جديدة، لجلبه من دول عديدة في ظل حصار إسرائيلي مشدد. لكن التحدي لا يقتصر على توفير الحمام من دول عربية وأوروبية عديدة وبطرق متعددة ومكلفة وخطرة أحياناً، لكنه يكمن كذلك بتنظيم المعرض رغم غياب أي دعم حكومي أو أهلي، وفقاً لمنسقه محمد جاد الله. ويقول للجزيرة نت إن المعرض أنجز بجهود ذاتية دون رعاية من أي جهة، رغم أهميته في إظهار الوجه الجميل للفلسطينيين وغزة المحاصرة، مضيفاً أن مشاركة نحو مائتي حمامة مختلفة المنشأ والحجم واللون والنوع والسعر، تجعل المعرض ينافس نظراءه في دول عديدة، قياساً بواقع غزة الصعب. وبينما يعتبر جاد الله المعرض فرصة للتعارف بين الهواة، ومن ثم عدم تكرار استيراد بعض الأصناف المتوفرة بغزة، والبحث عن سلالات أخرى، يؤكد أن المعارض القادمة ستشهد مشاركة المئات، إضافة إلى تنظيم مسابقات أخرى للحمام الأكثر جمالاً وتميزاً. بيد أن تطوير تربية حمام الزينة وتنظيم معارض إبداعية بغزة ، يستدعيان -وفق مربي الحمام مازن فورة- إيجاد منظومة متكاملة تبدأ بتسهيل عملية الاستيراد، وتمر بتوفير الرعاية البيطرية وتحسين السلالات محلياً، وتنتهي عند تخصيص سوق لتداول بيع وشراء الأنواع المميزة. ويعتبر مربي الحمام، في حديثه مع الجزيرة نت، أن الحصار حال دون توفير مئات الأصناف الأخرى لحمام الزينة أو التي يمكن تهجينها وتحسين سلالتها محلياً، مؤكداً أن ذلك لم يحرم غزة من جلب أنواع غريبة ومميزة بوسائل وطرق خاصة، لا تتوفر في مناطق أخرى من العالم. أنواع غير مألوفة وحظي المعرض الذي استمر لسبع ساعات بإعجاب الجمهور، لعرضه أنواعاً جديدة وغير مألوفة محلياً من حمام الزينة، مثل الإسكندراني وكرير لبني وهومر حلبي وجاكوبين وبودابست، إضافة إلى أصناف كالنمساوي والسويدي والسكري والأبلق والشامي وغيرها. ولم يلتفت زائرو المعرض كثيراً لبعض أنواع الحمام رغم ارتفاع أسعارها، بقدر ما حاول الكثيرون التقاط الصور لحمام الأسد، لتشابه شكلها وحركاتها ومشيتها مع الأسد، وحمام بالون سويدي الذي يشبه الصاروخ، إضافة إلى حمام المالطيس صاحب القدمين والرقبة الطويلة وضخامة الجسم والمشية العسكرية. ورغم أن الشابين سعيد ومؤيد جودة، كانا يبحثان عن الحمام الزاجل، لجمال بنيته وحركته وسرعة تكاثره وكثافة الطلب عليه محلياً -وفق ما يقولان- لكنهما أبدياً إعجاباً كبيراً بفكرة المعرض، لرسالته الخاصة بإصرار أهالي القطاع على الحياة والرغبة في نشر مفاهيم الزينة والجمال. ويقول سعيد -الذي يصف نفسه بمجنون تربية الحمام- للجزيرة نت إن الحمام يرمز إلى السلام، الذي يبحث عنه الشعب الفلسطيني ويقتله الاحتلال، مضيفاً أن الدمار الذي تعيشه غزة، لن يحرم أهلها الحياة والجمال بصورة أو بأخرى.
مشاركة :