الغدر.. حكاية الظل والضوء | علي يحيى الزهراني

  • 10/20/2013
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

* في تراثنا: إن مجموعة من الذئاب هاجمت قطيعًا من الغنم غير أن الراعي أطلق عليها بندقيته ففرت وبقيت ذئبة في مرمى الراعي بسبب جروها الذي لا يستطيع العدو السريع كبقية الذئاب فقتلها الراعي وأراد أن يقتل جروها لولا تدخل الأم التي أخذت الجرو الصغير وأشفقت عليه وراحت ترضعه من حليب شياهها وأصبح الجرو جزءًا من القطيع وأنِسَت له العجوز وذات يوم.. ذهبت لبعض شأنها وتركت الجرو مع القطيع وعندما عادت.. وجدت أن الذئب قد استعدى، فبقر بطن الشاة التي كان يرضع منها.. وأنشدت: بقرت شويهتي وفجعت قومي وأنت لشاتنا ابن ربيب غذيت بدرها ونشأت فينا فمن انباك أن أباك ذئب إذا كان الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد ولا أديب (1) * ومثل ذلك فعلت الذئبة (أم عامر) بالراعي الذي وجدها في الصحراء أشرفت على الهلاك وهي تنزف دمًا لإصابتها بسهم في وركها .. فأشفق عليها وداوى جراحها وأطعمها من لبن شياهه.. حتى إذا ما تماثلت للشفاء واستردت عافيتها وَثَبَت على إحدى شياهه فأكلتها وأصبحت مثلاً: (لا تعمل المعروف في غير أهله تلاقي الذي لاقى مجير أم عامر) (2) * هنا.. الواقع المرير الذي نعيشه بكل أسف في واقع حياتنا هذه المفارقة الحادّة جدّاً جدّاً فيما نتوهمه وما يصدمنا من حقائق. (3) * مصدر الألم أننا ننسى نحن حقائق طبائع الأشياء ونتخيل أن الألفة والمسالمة وحتى الإرضاع قد تغير شيئًا في (الأصل) حتى إذا أمنا واستأمنا تصدمنا حقيقة (الطبيعة). (4) * الذئب.. لم يغدر بالراعي ولا بالعجوز ولا بالشياه لكننا.. نحن نسينا أن هذا ذئب مهما كانت الأحوال في حين أن الذئب لم ينسَ ذلك فعاد إلى طبيعته (الغدر)!! وهذا هو طبعه الذي جبل عليه وهذه هي طريقته المفضلة في رد الجميل!! (5) * ما يحدث.. من الذئاب الحقيقية يحدث من ذئاب البشر والغدر.. هو أسوأ ناتج لواقع حكاية الظل والضوء داخل دوائر العلاقات البشرية أناس نياتيون وآخرون غادرون ولا يستثني الغادر أحدًا حتى أقرب المقربين إليه وليست.. ببعيدة عنا قصة يوسف وإخوته.. إنها تمثل قمة الفوارق ما بين من يأمن بالقربى ومن يغدر بها!! (6) * أنا أتخيل أننا عندما نصل إلى هذا المستوى من النوايا والطباع فإننا نحوّل حياتنا إلى غابة تعيث فيها الذئاب الغادرة، وتفقد الحياة قيمتها وأمانها!! أعيدوا أبصاركم إلى دواخلكم واستعيدوا أشياء ممّا تسمعونه من وقع الحياة اليومية ستجدوا أن الحياة تحوّلت إلى كابوس ثقيل يجثم فوق صدورنا بسبب الغدر!! أيتام يشتكون نساء يصرخن إخوان تفرّقوا شركاء تعادوا ناهيكم عن بقية العلاقات داخل دائرة الحياة الواحدة!! (7) * إذا فسدت النوايا فسدت الأعمال، وتقطّعت العلائق وتحوّلت الحياة إلى كرة من نار بعضنا يشعلها وآخرون يتقاذفونها إنها أشبه برقعة شطرنج يدور فيها الصراع الخفي ما بين (توهمنا) في الأشياء و(حقيقة) طبائعها.. ما بين (الظل) و(الضوء). وحين يلفح وجوهكم القيظ فاعرفوا أن هناك غادرين ينفثون فيه من روحهم!! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :