اللمسات السحرية لشيروود تعيد إحياء أسطورة أستون فيلا

  • 4/26/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عندما أعلن حكم المباراة فوز أستون فيلا على ليفربول يوم (الأحد) الماضي في مباراة الدور قبل النهائي لكأس إنكلترا، احتفل لاعبو فيلا بصخب مع جماهيرهم الغفيرة التي حضرت بكثرة في إستاد «ويمبلي» العريق، وكأنهم أحرزوا الكأس ذاتها الغائبة عن خزائنهم منذ 1957، وعلى رغم المبالغة إلا أن هذه الاحتفالات كانت تُعبر عن أكثر من مجرد تأهل إلى مباراة نهائية، لأنها تمثل العودة إلى حظيرة الكبار. هذه الأجواء الاحتفالية لم يكن يحلم بها أشد المتفائلين من أنصار النادي في مطلع الموسم، وكان مجرد البقاء بين الكبار في الدوري الممتاز يعد إنجازاً رائعاً بقيادة المدرب بول لامبيرت، على غرار المواسم الثلاثة الماضية، وعانى خلالها الفريق بقسوة، حتى في تسجيل الأهداف، إذ كان يعد فيلا في كل موسم صاحب أضعف هجوم، لكن الأمر تغير رأساً على عقب في منتصف فبراير (شباط) الماضي، عندما أقال النادي لامبيرت، وعيّن مكانه المغمور تيم شيروود. كانت لمسات شيروود سحرية، والنتائج الإيجابية فورية، وكأن الفريق كان ينتظر هذه اللحظة كي ينفجر في وجه منافسيه. فرغم الهزيمة في أولى مباراتين في الدوري بقيادة شيروود، إلا أن شخصية الفريق كانت مختلفة، وروحه مليئة بالرغبة الجامحة في اللعب، وتملّكت لاعبيه طاقة غريبة لم تكن موجودة، فحقق خمسة انتصارات من 10 مباريات، سمحت للفريق في الابتعاد عن صراع الهبوط، الذي كان البعض يعتبره محتوماً لمصير الفريق في نهاية الموسم. ما جلبه شيروود إلى الفريق ليس تكتيكاً جديداً، ولا خطط مدروسة، ولا حتى أسلوب لعب رائع، بل زرع فيهم ثقة عالية وحماسة لم يعرفوها منذ أعوام طويلة، فتفجرت موهبة المهاجم البلجيكي كريستيان بينتيكي التهديفية، فبعدما عانى من إصابات متكررة ومن هبوط حاد في المستوى، سجل تسعة أهداف في آخر سبع مباريات بقيادة شيروود، وأصبح قائد الفريق فابيان ديلف رمزاً لنجم الوسط المثالي، في حين امتلك الجناح غابرييل أغبونلاهور بُعداً آخر في أسلوب لعبه، وحقق الفريق نتائج إيجابية في المباريات الـ11 التي لعبها بقيادة المدرب الإنكليزي ابن الـ46 من عمره، أوصلته إلى المباراة النهائية لكأس إنكلترا للمرة الأولى منذ العام 2000، ليعيد النادي التذكير لكثير من عشاق الكرة الإنكليزية حول العالم أنه ما زال من عمالقة «البريميرليغ»، وسجلّه التاريخي يشهد بذلك، فهو أحرز بطولة الدوري سبع مرات (آخرها عام 1981)، وكأس إنكلترا أيضاً سبع مرات (آخرها عام 1957)، كما أحرز كأس المحترفين خمس مرات (كان آخرها عام 1996)، وأيضاً قِلة من عُشاق كرة القدم تعلم أن فيلا أحرز أيضاً كأس أبطال أوروبا (دوري أبطال أوروبا اليوم) في مشاركته الأولى عام 1982، كما أحرز كأس السوبر الأوروبية في العام ذاته. أسلوب شيروود الشيّق كان واضحاً، مثلما كان واضحاً في تجربته التدريبية الوحيدة الأخرى مع توتنهام الموسم الماضي، عندما تسلّم تدريب الفريق في منتصف الموسم الماضي، خلفاً للبرتغالي أندريه فيلاش بواش، لكن رئيس النادي دانييل ليفي لم يكن مقتنعاً بمدرب مغمور يريد الاعتماد على الشبان والصاعدين، فأقيل بنهاية الموسم على رغم أن توتنهام جنى من بعده أبرز الثمار الرائعة في موسمه الحالي ببزوغ نجم المهاجم الصاعد هاري كاين، الذي سجل 30 هدفاً في كل المسابقات هذا الموسم مع النادي اللندني، الذي كان شيروود أول من أعطاه فرصة المشاركة أساسياً مع الفريق، بل وقف معترضاً على قرار إدارة النادي بالسماح له بالانتقال على سبيل الإعارة إلى فريق الدرجة الأولى دربي، فخنعت لمطالب المدرب وأبدع كاين، مثلما أعطى الفرصة لصاعدين أمثال الجزائري نبيل بن طالب وغاري ميسون، على حساب أسماء لامعة أمثال باولينيو وإيتيان كابو وميشيل سولدادو، كما يعود له الفضل في فترة التألق التي تذوقها المهاجم التوغولي إيمانويل أديبايور وسجل 14 هدفاً في 21 مباراة الموسم الماضي، بعدما همّشه بواش قبلها. هذا ما فعله بالضبط شيروود مع بينتيكي، مثلما أعطى الفرصة كاملة للنجم الواعد جاك غريليش (19 عاماً)، الذي لعب دوراً مؤثراً في فوز فريقه على ليفربول في الكأس، وهي المباراة الثالثة فقط التي يبدأها، التي جاءت بفضل شيروود، الذي قال في مطلع تعيينه مدرباً لفيلا: «أعد أنصار النادي أنه إذا تفادينا الهبوط هذا الموسم فإننا لن نعاني أبداً من خطر الهبوط مستقبلاً ما دمت مدرباً»، هذه الكلمات هي السحر التي يستنشقه لاعبو فيلا وأنصاره.

مشاركة :